أيها المزاحمون علي المناصب ، فتح تشتاق لزمن العاصفة ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
حركة فتح عنوان الوطن ونبض الجماهير ، تحظي بمتابعة واهتمام من كافة أطياف شعبنا وفصائله وجماهيره ، بل العالم كله ينظر الي فتح ويتابعها فهي عنوان الشعب الفلسطيني وقيادة ثورته ومشروعه الوطني ،
حركة فتح تستحق قيادة بمستواها قادرة علي حمل الأمانة الوطنية والتضحية لأجل القضية ، فهي مهمة وطنية وليس برستيج ومناصب ووظائف ووزارات ، فتح حركة تحرر وطني وليس سلطة ووزارات وأجهزة أمنية ووظائف ، فتح هي الشوكة في حلق الاعداء والخنجر المغروس في قلب الاحتلال ، والأمل بحرية الوطن وكرامة الانسان ،

في مؤتمرات فتح كان دوما يتقدم الصفوف لحمل الأمانة والترشح لأخذ الثقة للمهمة الوطنية هم الأحرار والأقوياء والفدائية والمقاتلين الذين يحملون أكفانهم علي أياديهم الطاهرة ويقدمون أرواحهم ثمنا للثورة ولقضايانا الوطنية ،
أما الأن فغاب هذا المفهوم وترسخ مفهوم السلطة والجاه والوجاهة والمناصب والمواكب ، فاستسهل البعض المهمة وتزاحم المتزاحمون وتنافسوا وتعاركوا لينالوا المناصب والمراتب ، فحولوا فتح من بندقية ثائر الي مكاتب فخمة وموازنات ، ومن بزة عسكرية وكوفية ورائحة البارود ، الي بدلة مدنية ورباط عنق ورائحة أفخم العطور الباريسية ، هذه فتح اكبر منكم ، ففتح أمانة وطنية تحتاج الأوفياء الأحرار أن يحملوها ويحموها ، والحمل ثقيل جدا عليكم ، فارحموا فتح من عبثكم وتسلقكم ،

في زمن الأحرار والتضحيات لم يكن منصب بل كان ثورة وفدائية وكان ثمن عضوية المركزية والثوري هو ملاحقات من الموساد والاغتيال ، وعهد مع الله علي الشهادة ، فكان الجبناء يترددون ويهربون من الترشح ، أما الآن صار منصب وجاه وسلطان ، وأصبح الثمن وزارة وبرستيج وتجارة فكثر المتسلقين وطلاب المنصب ، وزحمة يا مركزية وثوري زحمة ، تزاحموا فقزموا المسمي وصغروه ليكون علي حجمهم ، فأهانوا القيمة والقدسية لهذه المهمة الوطنية الثورية الطاهرة ،

حركة فتح تحتاج الي قيادة ثورية تحمل أمانة الوطن وحريته وتنتصر لشعبها وتحمي أبناءها ، فتح تشتاق لزمن العاصفة ، العمالقة أبو عمار وأبو جهاد و أبو إياد وأبو شرار وأبو علي إياد والكمالين والنجار وأبو علي شاهين ، فتح تشتاق لأبو داود وأيلول الأسود ، بمثل هؤلاء القادة ونهجهم وثوريتهم وعطاءهم تنتصر فتح لينتصر الوطن ،

فتح هي التاريخ الوطني المعبد بدماء وتضحيات القادة والثوار ، وصرخة الأحرار بوجه الظلم والاحتلال ، وفتح أكبر من كل الجغرافيا والمناطقية المقيتة ، فتح ليس حكرا علي فئة أو جهة متنفذة ، فتح ليس في خدمة شخص واحد أو مجموعة أشخاص ، والمؤتمر ليس اقصاء وتهميش للمناضلين لتثبيت نفوذ وسيطرة أشخاص وسرقة فتح وتقزيمها علي مقاس أحد ، المؤتمر هو ترسيخ لمفهوم وطني وبرنامج تحرري لمواكبة التحديات والقدرة علي مواجهتها ، ومراجعة كل المرحلة السابقة وإخفاقاتها ومحاسبة المقصرين والمتهاونين ،

فيا أيها المزاحمون علي المناصب : ماذا فعلتم للوطن ولفتح علي مدار سنوات ؟؟؟ ماذا فعلتم لغزة الجريحة المقهورة وفتحاوييها ؟؟؟ توقفوا عن استغلال اسم غزة وتضحيات فتحاوييها في دعايتكم الانتخابية ، فغزة الياسر أبا عمار تعرفكم جيدا وتذكر كيف ذبحتموها وتآمرتم عليها وتكبرتم عليها وحاربتم فتحاوييها الأحرار ، وكيف تركتموها وحدها تصارع الموت وتنزف ووقفتم متفرجين وفرحين بعذاباتها ، وسرقتم منها كل نضالاتها وتضحياتها ، فلا تتمادوا بالخداع ، فلن يطول سرقة فتح ، وحتما فتح ستعود الي أهلها شامخة منتصرة ،
فمهما فعلتم لن تنجحوا بسرقة فتح وعاصفتها ، وسيبقي صوت أبو علي إياد يصرخ يزلزل مؤامراتكم " نموت واقفين ولن نركع " وسيبقي شعار فتح العاصفة ، ثورة ثورة حتي النصر ،

كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
3/12/2016