في مناقشة مستقبل شعبنا الفلسطيني، مع انعقاد المؤتمر السابع لحركة "فتح"، لا بد أولاً من تحديد العوامل الأساسية التي بلورت ضرورة إعلان هذا المستقبل، وهذه العوامل هي:
1- الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
2- تشكيل حكومة وحدة وطنية.
3- إعلان الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
4- الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلت العام 1967.
5- إنهاء الاستيطان ومصادرة الأراضي مع وقف المجازر والاعتقالات بحق شعبنا.
6 - وقف المفاوضات وكذلك التنسيق الأمني إذا لم يكن هناك جدوى من مواصلة المفاوضات.
7- تأكيد إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين من السجون الإسرائيلية.
ويجب أن تنطلق هذه العوامل من نقطة جوهرية وأساسية لا يجوز المسّ بها لأنها مثبتة تاريخياً وقومياً في النضال الوطني الفلسطيني. إذاً فلماذا مواصلة التخيل العربي وشعبنا يعيش حقيقة ممنهجة ذات فن في القتل، ويذبح على مذبح الإفلاس الأخلاقي الكامل للمجتمع الدولي، وشعبنا جزء من الشعب العربي وسلطتنا جزء من الجامعة العربية، وهذه الكلمة (الجامعة العربية) ترددت كثيراً عن نصرة فلسطين حتى فقدت معناها في الأذهان وهي تحتاج الى تثبيت في هذه المرحلة بالذات، بسبب ما تواجهه القضية الفلسطينية من متاعب، وبسبب بروز وُجهات نظر عربية تناغم وجهات النظر الإسرائيلية، وما زالت تحاول دفع السياسية العربية سلباً تجاه السلطة الوطنية ورئيسها المنتخب الى المرتبة الثانية، وربما تنزل الى أدنى مرتبة. وقد فرض هذا الواقع نفسه على الشرعية الشعبية العربية، متناسين الحقيقة التاريخية أننا جزء أساسي من الحركة القومية العربية التي تتلاءم مع القناعة الشعبية العريضة المؤمنة بحتمية انتصار شعبنا الفلسطيني، وبابعاد الأسلوب الأسير لبعض الأنظمة الداعية الى تجاوز مرحلة النضال الوطني الفلسطيني ومحاولة القفز عنها وعن السلطة الوطنية وحتى عن القضية الفلسطينية لإلباس شعبنا لباساً ليس له. وعلى هذا يجب على المؤتمر أن يعلن بأنه لا يجوز أن يُلغى مطلقاً الدور الفلسطيني الخاص الممثل بـمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية وقيادتها الشرعية، والتلاعب بشعور شرائح عدة من المجتمع العربي. فمنذ العام 1974 وحقنا الفلسطيني يسير نحو أهدافه البعيدة والساخنة، ويعبّر عنها الآن لإنجاح المؤتمر السابع لحركة "فتح" للعبور الى مرحلة الشعور بالنصر، والنصر هنا مراحل وخطوات ومثابرة واستمرار في الجهاد والتضحيات. من دون التعويل على الرابح في الانتخابات الأميركية.
ومن مقررات مؤتمرات "فتح" وضع الرئيس الراحل أبو عمار في 13/9/1994 أقدامنا على ثرى فلسطين وعاشنا العالم بأسره وسمع صوتنا جلياً وحازماً ورأى كوفيتنا وفهم معناها، ولم نعد نحتاج الى جواز مرور، فقد فرض صمودنا نفسه، وإذ ينظر شعبنا اليوم الى المستقبل يتلمس الطرق لمواصلة المسيرة بالبذل بالشهداء وبالدماء وبالمشاق الصعبة لنحقق إشراقة الغد ولنحرر قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 242 من الاعتقال الصهيوني لندرك حقيقة الثورة التي نخوضها منذ 51 عاماً والأثر الذي خلفته فينا وفي العدو وفي العالم وفي الأحداث المكتوبة في الزمن الفلسطيني الآتي.
إن على مؤتمرات "فتح" أن تضم الى مقرراتها أيضاً خطاباً للرئيس ابو مازن في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي كان صوت فلسطين الصحيح، صوت الإيمان بالحق والثورة وبالعدالة وبالخير لشعبنا الفلسطيني، تأكيداً للوحدة الوطنية والحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة.
سعدات بهجت عمر