عندما تنهار العلاقات بين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،وعندما تدب النزاعات بين القبائل ،وعندما تنهدم بيوتا كانت تسعد بالحياة ،والأمل ،والضياء.. وإلا وعلى عجالة نبحث عن شماعة لنحملها نتيجة ما اقترفته أيدينا فنشير بأصابع الاتهام نحو الفيس بوك ، وكأنه المجرم الأوحد الذي يجب محاكمته رميا بالرصاص ،وفي ميدان ٍعام ..! ما هكذا تورد الإبل أحبائي ..فالمشكلة ليست على الإطلاق في الفيس ، ولكنها .. حالة سلبية مفادها ،سوء استخدامنا لأي شيء مهما كان ، وعدم التعامل معه بحكمه ،وبحذر..! لذلك .. حتما نتيجة ماذكرت هي الخسران المبين ،ثم نعود فنبكي على اللبن المسكوب ونندب حالنا ، وليتنا نجلس مع صفحات القرآن ، قدر جلوسنا على صفحة الفيس ..والفيس بوك في رأيي للذين يسرفون في حدوده يتراءى لهم ، وكأنه ملاكا ولو اقتربوا منه.. لأيقنوا انه شيطان العصر الجديد الذي يلهي الناس عن ذكر الله ..فسبب حرب البسوس زمن العصر الجاهلي ،بين قبليتي تغلب وبني شيبان ،هو إتباع وسوسة الشيطان ، الذي سوّل لكليب ٍناقة ٍ كانت قد تجاوزت الحدود في الرعي ..وسبب حرب داحس والغبراء كذلك بين قبيلتي عبس وذبيان سببها الحقيقي ليس كما يُذكر رهانٌ على سباق ٍ تافه بين فرسين تجاوز أحدهما الآخر ..بل إنه الانسياق أوالرضوخ لإتباع خطوات الشيطان كذلك الأمر، والذي كان الناس أيامها في كل واد ٍ يهيمون به لكن اليوم وبعدما رحل شيطان الجن من بلاد العرب ،لطالما استخلف من بعده شيطان الإنس بديلا عنه..! فكيف ستمضي حياتنا اليوم و ألف ناقة وناقة قد جاوزت الحدود ..تٌرى تصرفاتنا أو ردة فعلنا ستكون كالذين سبقونا من ذوي الطيش والجهل والسفاهة .. أسأل الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن ..!!
بقلم/ حامد أبوعمرة