عندما نتحدث عن الفن الفلسطيني نرى ان هذه الثقافة تلعب دورا مهما في المجتمع الفلسطيني إن قصة التراث ، حيث نجد في فرقة طلائع التحرير في اريحا تحمل هذا التراث ، ونشر الثقافة في قلوب وعقول الأجيال.
لقد تمكنت فرقة طلائع التحرير على مدار سنوات وباشراف المناضل غازي ابو الهيجا مسؤول محافظة اريحا في جبهة التحرير الفلسطينية ان تشكل فرقة الطلائع نموذجا في الفن الفلسطيني التراثي" بلوحات معبرة عن تراث فلسطين، تراث الذي مازال حاضرا في كل ثنايا حياة شعب، الزي الفلسطيني وغيره من مفاتيح التراث لبقاء ذاكرة فلسطين حيَة في عقول جيل التي لم تعرف من فلسطين إلا إسم وحكاية.
واليوم امام ما تقوم به فرقة الطلائع من اعمال فنية تعبر عن الحال الفلسطينية حتى ينزاح كلّ شيءٍ عن معناه العادي ليكتسب معنىً جديداً أكثر عُمقاً ونُبلاً، لا يظلّ الحجر مُجرّد حجر، ولا الوَتَرُ مُجرّد وَتَر، تغدو الأشياء كلها جزءاً من الصراع الضاري مع المُحتلّ الإسرائيلي الساعي إلى طمس الهوية الحقيقة لـ "فلسطين" بكلّ ما استطاع إليه سبيلاً من عسفٍ وجورٍ وباطل، حيث تحفر هذه الفرقة مكانتها عميقاً في الذاكرة الجماعية، من خلال امتشاق كافة انواع الفن لتحكي حكاية النضال الفلسطيني من اأجل الحرية والاستقلال والعودة ، وهي بكل تأكيد تشكل مشروعاً رائِداً لتعليم أطفال "فلسطين" وأطفال المُخيّمات الفلسطينية لتعطيهم فُسحة من الأمل ووسيلة في التعبير وتحميهم من الاضطرابات والاحتلال القابع حولنا، وهذا يُحسسني بالفخر والاعتزاز بهذه الثقافة الوطنية لفرقة الطلائع الفلسطينية ، فهذه الفرقة بحاجة الى لفتة ودعم معنوي تستدعي من القيمين ان يولو اهتمامهم حتى تتجه من خلال فتياتها وفتيانها من مواصلة المشوار الطويل بكل المُثابرة والعزيمة وحتى تبقى مُتحمّسة ومُتشجّعة وبذلك نهدي فرقة الطلائع شيئاً من التقدير .
لهذا يجب على القيمين العمل على دعم الفرق الفنية لما لها من أثر في الثقافة ان تدعم هذه الفرقة النموذجية على المستوى الفلسطيني في اريحا ، ونحن نهنئ فرقة الطلائع على انجازاتها الهائِلة ،لأن الفنّ معروف و مُهم في مُجتمعاتنا، و الفنّ هو جزء لا يتجزّأ من بناء المُجتمعات وبناء الشخصية وصقل الأشخاص والأفراد في المُجتمع، ولهذا مطلوب تمويل الفرق الذي تواصل مسيرتها عبرالغناء الفولكلوري أو الموروث الغنائي الفلسطيني، من اجل الحفاظ على هذا الموروث فعلاً ليرتقي إلى مصاف المهام الوطنية والنضالية من دون شك.
ان ما تقوم به فرقة الطلائع يحاكي الوجع الفلسطيني، ويرسم لوحة معبرة عن صموده في وجه الاحتلال، لهذا نضم صوتنا الى صوت الفرقة وكافة الفرق الفنية التي بحاجة لكثير من الدعم والسند، في ظل ما تواجهه من ضعف كبير في الامكانيات، مشددًا على أهمية دعم الفن الفلسطيني والفلكلور الفلسطيني، الذي يضاف الى سلسلة نشاطات شكلت نموذجا من تراث قادر على فرض نفسه وإحتلال مكانة رفيعة في الوجدان الإنساني ، كما هو رسالة مهمة للمضي بمواجهة العدو على الجانب الفني.
وفي ظل هذه الظروف نرى ان عيوننا ترى أجمل ما يمكن ان يقدمه الفن الفلسطيني المقاوم، صحيح فلسطين محتلة ولكن ما زال شعبها مصمم على استعادتها مهما بلغت التضحيات ، فهي أجمل وأحبّ على قلوب الشعوب والاحرار، وفرقة الطلائع تحمل هوية تراثية من نمط أخر، لم تهمش الإرث الذي حملته ، فهي تحمل "الكوفية" الفلسطينية ، اضافة الى تقديم اللوحات التي تأتي في سياق الذاكرة التراثية التي تحمل صوراً عديدة تريد بثها ، حيث تقدم "الفن الفلسطيني التراثي" بلوحة تجذب الكثر ناحيتها" ،عندما ترى هذا التراث الذي يؤكد تصميم شعب ماضي قدما في مسيرة النضال، حتى تحرير الأرض واستعادة الحقوق المغتصبة والعودة،بهمة كبيرة ، فهذا التراث الذي مازال حاضرا في كل ثنايا في حياة شعب، الزي الفلسطيني وغيره من مفاتيح التراث لبقاء ذاكرة فلسطين حيَة في عقول جيل لم يعرف من فلسطين "إلا إسم وحكاية، وصور تتوارد من الأثير" .
ختاما : تحية الى فرقة الطلائع الفلسطينية عضوات واعضاء اشبال وزهرات تربوا على حب فلسطين وجبهة التحرير الفلسطينية ، وكسروا حاجز الفن الفلسطيني بصوتهم وأدائهم الرائع وبتألقهم المبدع التي يحمل الكثير من الجمل والمعاني التي تعبر عن سعادة الشعب الفلسطيني بالفن .
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي