انتهت أعمال المؤتمر العام السابع لحركة فتح ، بانتخاب مجلسها الثوري ولجنتها المركزية ، وما رافقه من مطبات وعراقيل على المستويين الداخلي والخارجي . حيث التزاحم في أعداد الطامحين الوصول للجنة المركزية والمجلس الثوري ، والعاملين من أجل حجز مقعد في المؤتمر . ومن دون الخوض كثيراً في تعقيدات المشهد الفتحاوي ، حتى لا نبدو متدخلين أو منحازين ، وإن كنا نُشهر انحيازنا إلى منطلقات ومبادئ وأهداف حركة فتح التي أرستها في العام 1965 بدماء شهيدها وشهيدنا الأول أحمد موسى .
من حقنا طرح السؤال المشروع ، ما هي النقلة المضافة التي عمل عليها المؤتمر ، بالمعنى السياسي والوطني ؟ ، من دون التعرض لمجريات أعمال المؤتمر والملاحظات عليه ، فهو شأن فتحاوي ، بما فيه انتخاب الأخ أبو مازن رئيساً للحركة مع بداية جلسة افتتاح المؤتمر . وهذا ليس استباقاً ، أو إسقاطاً لمواقفنا المتعارضة مع الرؤى السياسية لحركة فتح ، وتحديداً منذ التوقيع على اتفاقات " أوسلو " . بل هي مبنية على قراءة متأنية للخطاب الطويل الذي ألقاه رئيس الحركة في اليوم الثاني ، وهنا لا أعيب عليه خطابه وما جاء فيه على مدار الثلاث الساعات ، لأن السيد أبو مازن لا يُغير جلده ، بمعنى أنه يقدم نفسه بشفافية عالية ، ولكن هذا لا يعني بأي حال موافقتنا على خطابه ، أو اتفاقنا معه ، خصوصاً في المحددات السياسية ، وما توصلت إليه مفاوضاته من مخرجات ، هو أقرّ أن " الإسرائيليين " لم يتركوا لنا شيء إلاّ ووضعوا اليد عليه .
وهنا يبرز السؤال الآخر ، على ما تقدم أن لا تغيير في المنهج والنهج السياسي لحركة فتح ، وهي قد تكرست على أنها حزب السلطة بامتياز ، ما هو مصير المبادرة التي أطلقها الدكتور رمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الإسلامي ؟ . مؤكد أن البون شاسع جداً بين ما جاء بالمبادرة ، والمخرجات السياسية للمؤتمر العام السابع لحركة فتح .
رامز مصطفى