الغشّ والكذب ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة،،

بقلم: أسامة أحمد أبو مرزوق

الغشّ والكذب ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة يقوم فيها الكذب مكان الصدق، والخيانة مكان الأمانة، والهوى مقام الرّشد، نظراً لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة، وتزيين الباطل، هذا السلوك لا يصدر إلا من قلب غلب عليه الهوى والانحراف مظاهر الغش والخداع كثيرةٌ،الغش هي إخفاء العيوب بخلط الرديء بالجيد بقصد الاستيلاء علي الأموال الغش في التجاره في الإعلام والصحاف الغش في المهن والصناعات الغذائية خاصة الغش في تاريخ الانتهاء والغش في وضع مواد صناعية بدل الطبيعية الغش بالميزان والكميات الغش في الأعمال الحرفية والمهنية ، الغش في الامتحانات الجامعية في الوظائف والمقابلات ،،

لماذا شاع الغش و الكذب بين الناس وغاب الصدق؟
الغش والكذب إذا غرر بالناس البسطاء و خدع المسئول المواطن البسيط المسكين وإن وقع أكثر الناس فريسة للنصابين والمحتالين ، تعرض الإنسان للكذب من البعيدين والقريبين فبعدها يمكننا القول وبالفم المليان عــلى الدنيــــا الســـــلام ...
الغشّ والكذب ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة يجب محاربتها من الجميع ومدي تأثير ذلك علي المجتمع تبدأ بحاله الخوف والشكوك وسيغلب عليها التخوين والظنون في مثل هذه الحالة ستكون حياتنا بلا طعم وستفتقد كل قيمة ايجابية وكل معنى ...

فالثقة ستكون معدومة بين الناس ، والمودة ستضعف في تعاملاتنا ؛ وسيغلب سوء الظن على الأقوال والأفعال وعلى كل المعاملات
فإن تكلم مسئول أمام الناس ... شكك الجميع بما يقوله ؛ قياسا” على وعود سابقة منه أو من مسئولين غيره وثبت بعد ذلك عكسها تماما” ...وان تكلم رجل دين عن أهمية البذل والتضحية والعطاء وعن أهمية الصدق والزهد شكك الجميع بما يقوله ؛... وإن تكلم المعلم أمام طلابه عن الصدق وعن الإخلاص وعن التضحية والعطاء ... فلن يصدقه طلابه ؛ لأن واقعه أو واقع غيره من المعلمين يكذب ويدحض ما يقوله ... وان حلف التاجر ألف مرة : بأن سلعته كانت عليه بكذا وكذا ، وبأن مربحه كان فيها كذا وكذا ... فلن يصدقه احد الناس ؛ وان تكلم الزوج مع زوجته بأعزب وبأرق الكلمات فلن تصدقه زوجته أبدا وستعد كلامه مراوغة منه وعلى طريقة الأفلام والمسلسلات ...
وهكذا ستمضي بنا الحياة من دون لون أو طعم حلو وبلا قيمة أو معنى ... وستنعدم الراحة في النفوس ؛ وستتلاشى المودة وستضعف المحبة بين الناس ؛ وستنعدم الثقة في المجتمع وسنرى في كل يوم„ حالات فريسة للغش والكذب ،فالكل يشكك ويحذر ؛ والكل يطن ويكذب وتذهب حسن النية... لأن التجارب السابقة والغالبة تؤكد : بأن حسن الظن وطيب القلب فرسيه المحتالون والدجالون ضحية وفي أكثر من مرة ....

كيف سيكون شكل معاملاتنا وعلاقاتنا في مثل هذه الحالة ؟ وأي قيمة ستتبقى لعلاقاتنا الاجتماعية ولحياتنا ، ونحن نعيش في مثل هذه الحياة التي يغلب عليها الخوف والحذر وتسودها الظنون والشكوك ؟؟؟
لا شك بأنها ستكون حياة بعيدة عن الطمأنينة وفاقدة للراحة وللأمن وللاستقرار .. وستكون حياة قابلة للعنف وللصدام وللانفجار ... وكله بسبب الكذب والغش ؛ وكما أخبرنا عليه الصلاة والسلام ( فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة )
الحلول لظاهره الغش والكذب وانتشار الخداع بين الناس
إصلاح هذه الظاهرة وتقليصها والحد من تأثيرها وأثارها السلبية على مجتمعنا تتعلق من جزئيين هامين توضيح للناس تأثير الصدق علي حياه الناس وأثاره وتأثير الكذب والغش علي حياه الناس وأثاره والعمل علي المقارنة بين الاثنين وفائدة الصدق , بعد ذلك إجراءات عاجلة على مستوى أجهزة الرقابة من حيث تطوير آلياتها وتحسين خططها في جميع المجالات ومحاسبه كل من يقوم بالغش وحث الناس بالصدق بالمعاملات المجتمعية , إعادة تأهيل كل برامج والمناهج التعليمية على أسس علمية متطورة حديثه وبرامج أخلاقية هادفة وغرس القيم عبر برامج وسائل هادفة توضيحيه والتربية الحسنه علي إتقان العمل بجميع المجالات، الغشّ ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة ،،،،،

بقلم /أسامه احمد أبو مرزوق