بداية قد يتهمني البعض بالتزمت أو الشذوذ الفكري أو التطرف ..أو المهاجمة أو التشويه عندما يقرأ مقالي هذا ،ويعلم الله أني لا أريد سوى الإصلاح ،وتسليط الأضواء على مثل تلك الظواهر في مجتمعنا أو المجتمع العربي عسى أن تجد صدى .. فمن عجائب أزماننا ،عندما يهوي الإنسان سواء بمحض إرادته أو بدفع ٍ من أولي الأمر فيسقط كما الصخور المتدحرجة من قمة الجبل ،وشموخه إلى قيعان الشياطين ..فما يحزني اليوم هو ..عندما ينحرف الإنسان كما عجلات القطار عن القضبان عن طريق النور ،والسعادة ،والرضا .! إلى طريق ٍ آخر مظلم ٍ ،لاملامح له سوى الضياع والدخول في نفق ٍ مجهول ..ليست روان عليان هي التجربة أو المثال الأوحد عندما تحولت من قارئةٍ للقرآن الكريم إلى خوض تجربة الغناء والدخول لعالم الطرب ..! روان عليان بعدما اكتشف صوتها العذب وهي تقرأ كتاب الله لم يشجعها ، على حفظه عبر الحلقات القرآنية ، وفهم أو تدبر معانيه عسى أن تنفعه يوم القيامة ..! ولكنه دفعها إلى الدنيا وزينتها ..فرسم لها طريقا آخر وهي بعد لم تتجاوز الثامنة من العمر مستغلا منصبه كمدير لأحد البرامج في تلفزيون فلسطين فقام بتقديم أعمال ابنته البريئة ،الصغيرة للجمهور ..! وهاهي اليوم يطلقون عليها بعدما كبرت "أم كلثوم فلسطين "وصدق من قال :" من شب على شيء ..شاب عليه " ولأن أم كلثوم كانت بدايتها كذلك مع القرآن ، ثم انتقلت للغناء كذلك بتشجيع من والدها ..!ليست أم كلثوم وحدها ،ولا ..روان عليان بل كذلك كان بذات القاطرة.. الشيخ سيد محمد سيد مكاوي ،والمعروف في عالمنا اليوم بالملحن والمطرب المصري سيد مكاوي والذي كان لكف بصره عاملا كبيرا في دفعه كذلك للطريق الديني فكان يقرأ القرآن ،ويؤذن للصلاة وما أن كبر وبلغ مرحلة الشباب انتقل من حفظ القرآن إلى الإنشاد الديني إلى الغناء والتلحين بفعل تشجيع والدته التي كانت تشتري الاسطوانات الغنائية القديمة ليقوم بسماعها ..! وهكذا هناك الأمثلة الكثيرة في عالمنا العربي ،والغالبية العظمى للذين انتقلوا من تلاوة القرآن وحفظه إلى الغناء وعالم الشياطين كانوا بفعل أهاليهم أو أسرهم ،وصدق الشاعر أبو العلاء المعري حين قال : “هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد.”..! أين أولئك الأهالي الذين يدفعون أبناءهم نحو الضبابية والانحراف عن درب الهداية إلى دروب الشيطان ..؟!! أين هم من حديث ٍرَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قال :" كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
أسأل الله سبحانه وتعالى أن تفشل روان عليان وأمثالها في برنامج " شيطان أيدول " فتعود لبدايتها الأولى ،وكما كانت ..وكما أسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويهدينا للطريق المستقيم .
بقلم /حامد أبوعمرة