اذا ما حددنا منظومة عباس السياسية فهي الاقرب الى تحويل حركة فتح الى منظومة الاقطاع السياسي من عملية توريث وسيطرة من اثروا من خلفات الثورة الفلسطينية ، اي تحويل حركة التحرر الى منظومة اقطاعية بكل مظاهرها وتخلفها واستثمارها لفئة المصفقين والمهللين وهواة تقليد شعراء المديح على ابواب وباحات القصر ، هي تلك اقطاعية محمود عباس محدودة الاضلاع وبما تمتلك من حراس القصر والمخبرين ومخاتير وغيره.
يعتقد عباس والعراب ابو الاديب انهم نجحوا في اعداد مدخلات ومخرجات ما يسمى المؤتمر السابع التوريثي ، وبالمناسبة هذا العراب الذي اعطى في المؤتمر السادس بالتصفيق رئاسة فتح هو نفس العراب الذي اعطاه فيما يسمى المؤتمر السابع، اما ابو ماهر غنيم مسؤول التعبئة والتنظيم في فتح والذي كان له هيبه ورهبه واحترام لدى كوادر فتح في زمن نصف الثورة ونصف التنظيم وفي مرحلة التحول من الثورة للاثورة في منافي مؤسسات وقوات الثورة بعد الخروج من بيروت ، هذا الرجل الذي قال عنه مساعديه في اواخر الثمانينات والتسعينات امام الكوادر "" بانه لا يضع واطيا لابو عمار ولا يخرج لاستقباله ان اراد زيارته بل ابو عمار يذهب اليه """ هذا الرجل اذعن لارهاب عباس وحمل ملفات التعبئة الى رام الله ليقيم في قصر محدود في عزبة محمود عباس وليصبح ابنه وزير للجدار سابقا ، ولتتخيلوا عندما ينقل ارشيف فتح الى رام الله امام سيطرة الشين بيت على كل شيء في عزبة محمود عباس ، يقف هذا الذي انتخب امينا للسر في المؤتمر السادس ولم نسمع له موقفا او قرارا او تصريحا يقف وبجوار محمود عباس في افتتاحية حفلة المقاطعة مكتوف الايدي ممقوتا متجهما ربما اعاد شريط ذكرياته التي مسخها عباس وليصبح تسيرا في غزبته، ما علينا وبرغم ما فعله ابو ماهر غنيم ومفوضيه من استئصال فئوي وجغرافي عبر مفوضيه مثل ابو محيسن وغيره في تنظيم الخارج.... الذي اصبح الان لا تنظيم .
كان لابد من وضع تلك اللوحة وتضاريسها في السطور السابقة ، فما مرره عباس وعرابيه فيما يسمى المؤتمر السابع ، وايضا تحت تلك المغلفات والاطروحات القرار الفلسطيني المستقل ، وعندما تكون مخرجات مؤتمره في المقاطعة : هو قرار عقد المجلس الوطني الفلسطيني بعد ثلاث شهور ، وبدون استشارة اهل العزبه من فصائل تقتات وتعيش على رضى الاقطاعي محمود عباس ....... ولكن اين ....؟؟ وكما عقد مؤتمره لفتح في حدود العزبه يريد ان يعقد المؤتمر الوطني ايضا في عزبته وتحت اعين الامن المختلفة المنابع والاوصول ، وان كانت الجبهة الشعبية عارضت ، وحماس عارضت ذلك .ز ولكن لا نفهم مستقبلا ما سياتي من متغيرات قد تغير من مواقف .... وان كانت الفصائل في دمشق قد يكون متعذرا حضورها ايضا ....
بالتاكيد ان العراب ابو الاديب سيمارس ذكاءه وخبرته في الاعداد لهذا المؤتمر بمقاسات محمود عباس واجهزته الامنية ... وان حضرت بعض الفصائل وكما كان سابقا تحضره قيادات الصف الاول من كل الفصائل وفتح ولكن هذه المرة ان مرت رغبة عباس بان يعقد المؤتمر في عزبته لن تحضر قيادات الصف الاول مثل حماس والجهاد والشعبية وفصائل اخرى وسيبقى عباس وكما كان في حفلته السابقة في المقاطعه هو الديك النافش ريشه على الجميع ...!!!
بالتاكيد ان انعقاد مثل هذا المؤتمر هو تكملة على تغيير النظام وهوية النظام السياسي والتحرري الفلسطيني الذي بدأ في حفلة المقاطعة ،ونذكر ان الميثاق الوطني الفلسطيني الاساسي قد تم حذف البنود الاساسيه منه الخاصة بالكفاح والمسلح والتعليم والمناهج والتحريض على اسرائيل وفلسطين من النهر الى البحر في عام 1997م على املل ان يحصلوا على مقاطعة اكبر تشكل لهم دويلتهم ..... ولكن هذه المرة وان انعقد المجلس سينهي هوية منظمة التحرير وما تبقى من بنود لها وشعائر وطقوس ليعتمد المقاومة السلمية الذكية ... والتفاوض واسرائيل دولة جارة وصديقه والنضال السياسي من خلال المحافل الدولية . اي تحديد خيارات الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والاستيطان...
وبهذا : يكون عباس قد اكمل مشروعه على صعيد الخاص في حركة فتح فانهى وجودها الروحي والمادي وتصفية الحركة الوطنية بفصائلها وتحويل الحركة الوطنية الى مؤسسات خدماتية في ظل مقاطعته ومزرعته الخاصه وبمناديبها وبالتالي تصفية منظمة التحرير الفلسطينية وما تبقى منها روحيا وماديا وتحويل الصراع الى صراع على منظومة رئاسة ومؤسسات في داخل حدود المزرعة .
هذا هو حدود مشروع محمود عباس بتدمير المشروع الوطني الحقيقي الذي يعبر عن وحدة الجغرافيا فيما تبقى من ارض الوطن ، وعندما يكشف المتحدث باسم الخارجية الفرنسي بان مؤتمر باريس لن يضع حلولا للقضية الفلسطينية والصراع بل مؤتمر تذكيري بالصراع ....!!! وهي الورقة التي يحاول عباس جذب انظار الجميع ومحور البيان السياسي لمؤتمره في المقاطعة بان مؤتمر باريس سيكون مؤتمرا دوليا لحل الصراع وسيكون عام 2017 هو عام وجود الدولة الفلسطينية ....... واسعدت اوقاتكم .
بقلم/ سميح خلف