لا شيء في قطاع غزة الا مرتبط بالمناخات الامنية والسياسية ، فحياة البشر الاجتماعية والاقتصادية هي مرتبطة بهذين المفهومين واذا ما دققنا ان الاحتلال الاسرائيلي جعل من القضية الفلسطينية بصفة عامة قضية امنية تحل داخل مفاهيم الاحتلال للحل ومن هنا كان استبعاد كل القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية ، ومن هنا كان التحول في مفاهيم القضية واساسياتها من قضية وطنية وقضية حقوق الى قضية راتب وحياة يومية يديرها الاحتلال بشكل او باخر سواء في الضفة او اغزة.
ولكن من المهم ان نفهم وبعد حصار دام عشر سنوات ومنذ عام 2000 عندما منعت اسرائيل عمال غزة من التوجه الى داخل فلسطين المحتلة من مزاولة كسب ارزاقهم وارزاق عائلاتهم، لماذا وفي هذا التوقيت بالذاتطرحت القيادة العسكرية لحكومة الاحتلال وخاصة المسؤل العسكري لمنطقة غلاف غزة دخول عمال غزة للعمل في مستوطنات غلاف غزة وصادقت الحكومة الاسرائيلية ومجلسها الامني على هذا الاقتراح، ولياخذ الموضوع ابعاد اخرى ليكون برعاية اممية ...!!!
غزة التي تعاني من البطالة ونسبة مخيفة من الفقر المدقع وعشرات الالاف من خريجي المعاهد والجامعات ، ولكي نغهم واقع غزة نذكر بعض النسب والارقامن لقد بلغ عدد العاطلين عن العمل ما يقارب 220 الف نسمة وبنسبة بطالة تتجاوز 60% ونسبة البطالة للفئة العمرية من 20 الى 26 سنة 45% وعدد الخريجين من الجامعات والمدارس بلغ 120 الف خريج وعدد الاسر التي تحت مظلة الضمان الاجتماعي بمخصصات متدنية كل ثلاث شهور اقل من 70 دولار لكل شهر وبعدد اسر يتجاوز 70 الف اسرة، اما عدد العمال الذين يعانون من بطالة بعد ضرب قطاع الانشاءات والمصانع بكافة انواعها هذا اذا ما ذكرنا ان عدد الاسر التي تتلقى مساعدات من الانروا يتجاوز 60% من سكان القطاع الذي بلغ تعداد سكانه 2 مليون نسمة ، ففي قطاع الانشاءات المعطل بفعل الحصار 70 الف عامل بين حرفي ومساعد، والقطاع الزراعي 40 الف عامل وقطاع الصيد البحري المحدود المساحة والعمق 3800 عامل وقطاع النسيج 9000 الاف عامل والقطاع المعدني 7000 الاف عامل والقطاع الخشبي 5000 الالاف عامل.
تلك الارقام والنسب ان دلت فانها تدل على مستويات كارثية يتعرص لها قطاع غزة ، قد تولد انفجارا سيؤثر على دول الاقليم وتصبح غزة منطقة مضربة صعب السيطرة عليها وخاصة ظهور قوى اسلامية متطرفة وخلايا متعددة شهدنا مصادمات بينها وبين حماس في الايام القليلة الماضية .
رئيس سلطة الحكم الذاتي السابق ابو عمار وهو متنقلا من غزة الى الضفة بطائرته الهليو كبتر نظر من نافذة الطائرة لاسفل فقال له مرافقه الى ماذا تنظر قال :: ""انني حزين لان تلك المستوطنات بنيت وشيدت على ايدي عمال وفنيين فلسطينيين...."" وهنا بيت القصيد.... لنكرر السؤال لماذا ستسمح اسرائيل بدخول عمال فلسطينيين من غزة الى مستوطنات غلاف غزة ..؟؟
1- ضمن التوافق الامني والغير المباشر والغير مباشر بين حماس واسرائيل لاستقرار الحياة وانتعاشها خوفا من حالة فوضى ستغير كثير من المعادلات على المستوى الفلسطيني والاسرائيلي ان تحقق الانفجار لسكان القطاع
2- قد تكون موافقة اسرائيل لها منحى امني مزيدا من الاختراقات التي لن تستطيع حماس السيطرة عليها وفي نفس الوقت قد تجد حماس ايضا ان توجهاتها ايضا تصب في نفس مفهوم الاختراق الامني لصالحها من تواجد العمال.
3- قد يرى الطرفين ان هذا المفهوم من دخول العمال هو حالة تطبيع وهدنة وهدوء واحالة ملف المقاومة لمراحل لاحقة امام خطر انفجاري لسكان غزة ومنها حماس تكرس وتوثق حكمها ووجودها في غزة وهذا يعطي بعدا في تعامل حماس مع الاوراق السياسية الفلسطينية ومؤسساتها.
هناك من يعمل لجذب قطاع غزة وربطه باسرائيل امنيا واقتصاديا وعمقا ثقافيا واعتقد هذا المفهوم يعبر عنه نهج محمود عباس وشعائره السياسية والامنية وخاصة ان عباس ادار ظهره للجهود العربية التي على راسها الدولة المصرية لتجديد الشرعيات بمنظور وطني وقومي ومخرجات مؤتمر المقاطعة وما ينوي فعله في انعقاد المجلس الوطني .
قد تكون الدولة المصرية قد تنبهت لهذا الخطر المحدق الذي يخطط لقطاع غزة فبالمنظور القومي والامن العربي والامن القومي والاقليمي لمصر اتخذت الدولة المصرية عدة خوات مزمع تنفيذها بخصوص قطاع غزة وجذبها لواقعها وعمقها العربي تلك الخطوات من فتح معبر رفح وتسهيل تنقل سكانه التي نسبة النسب الاجتماعي بين سكانه وسكان مصر تتجاوز 40% بالاضافة للعمق الثقافي ووحدة المصير بالعمق الاستراتيجي ، قد يكون من الصعب امام الدولة المصرية اخذ خطوات واسعة مع غزة امام وتنقل سكانها امام اختراقات امنية اسرائيلية للقطاع. ولذلك يجب وضع حلول عاجلة للقطاع اقتصادية وفتح سوق العمل العربي وانشاء منطقة تجارية واسعة على معبر رفح، وان تستخدم مصر قوتها ونفوذها لاحداث انفراجات اقتصادية للقطاع وسكانه وجذبها لعمقها العربي .... فلا يمكن ان يكون محتملا تنفيذ نهج عباس والوقوع في خنادقه التي يقدم فيها للاسرائيليين خدمات قد تغير الكثير من المفاهيم الامنية وكذلك حماس التس تسيطر على غزة ، والتي تبحث في ورطتها ومسؤلياتها تجاه الشعب الفلسطيني في غزة وما تريد من انفراجات اقتصادية عليها التريث والحكمة في التجاوب مع هذا المشروع المريب وان تقف وقفة مراجعات سياسية وامنية وان تضع في اولوياتها انتماء غزة لعمقها العربي والتعاون مع مصر لفك كثير من الاشكاليات التي قد تكون في صالح الشعب الفلسطيني في غزة ودعم الامن القومي العربي والاقليمي ايضا .
بقلم/ سميح خلف