تعرف على حياة الشهيد التونسي محمد الزواري

قال رضوان الزواري شقيق الشهيد التونسي محمد الزواري إن "عملية اغتيال أخيه كانت منظمة جداً، ومخطط لها مسبقًا وتم اغتياله أمام منزله."
وأضاف شقيقه الزواري في حديث مع موقع كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" الذي ينتمي اليه الشهيد : لم يكن محمد يحدثنا عن عمله مع كتائب القسام وتفاجأنا بذلك، فقد كان يسخر وقته للبحث العلمي، وتطوير مشاريعه التي تتعلق بموضوع الطائرات دون طيار، وغيرها من هواياته المفضلة."
وأكد أن عائلته شعرت بالفخر حين سمعت تبني كتائب القسام لنجلها الشهيد لأنه كان له بصمة مع الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال.
وتابع شقيقه: "كان محمد يتباهى بأفعال المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، وصدها لجيش الاحتلال وخاصة خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ويتفاعل مع كل خبر يأتي من هناك."
وحول سيرة القائد محمد الزواري كشف أحد المقربين من الشهيد جزءاً من حياته، بدءاً من مسيرته التعليمية ومروراً بمطاردته لسنوات من نظام الرئيس بن علي، وتنقله بين الدول العربية، وصولاً إلى رسالة الدكتوراه والمتمثلة في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد، ثم استشهاده.
وقال إنه" كان دمث الأخلاق، يحتاط لأبعد الحدود، عرف بنبوغه وبكونه طاقة وهامة علمية خاصة خلال فتراته الدراسية."
ميلاده وتعليمه
ولد التونسي محمد الزواري بصفاقس في يناير عام 1967م، وبدأ تعليمه في المدرسة الابتدائية "بالي"، ثم التحق بمعهد الذكور الهادي شاكر ليتم تعليمه الثانوي، أما تعليمه الجامعي فقد كان في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس حيث درس فيها الهندسة الميكانيكية.
وخلال دراسته الجامعية، أشرف الشهيد على العمل الإسلامي لحركة النهضة بمعاهد صفاقس، كما كان عضواً في قيادة الاتحاد العام التونسي للطلبة بصفاقس، بينما تعرض في السنة الرابعة إلى ضغوط الأجهزة الأمنية والتضييق من نظام بن علي؛ فاعتقله عدة مرات بتهمة الانتماء لحركة النهضة.
الزواري المطارد
وحسب موقع كتائب القسام "اضطر الشهيد في البداية إلى الاختفاء بأحد منازل صفاقس القديمة المسماة "برج" رفقة 40 من رفاقه المطاردين على ذات التهمة، إلى أن تمكن بمساعدة أحد رفاقه من الانتقال إلى ليبيا عام 1991م، فقضى فيها 6 أشهر قبل أن ينتقل إلى سوريا، حيث أمضى فيها كذلك 6 أشهر وتزوج من زوجته السورية."
بعد ذلك طلب الزواري اللجوء السياسي لدى جمهورية السودان، فأقام فيها نحو 6 سنوات، ثم انتقل إلى المملكة العربية السعودية، ومكث بها شهراً واحداً قبل أن يعود إلى سوريا ليقيم فيها، حيث عمل مع شركة في الصيانة."
ومع قيام "الثورة التونسية" عاد المطارد إلى أرضه، وأقام بها لمدة قاربت ثلاثة أشهر قبل أن يعود مجدداً إلى سوريا ليواصل عمله مع شركته.حسب الموقع
ومن قم عاد إلى بلاده ليستقر فيها برفقة زوجته، ليواصل أبحاثه على أرض وطنه، فقدم مشروع تخرجه في الهندسة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس عام 2013 م، والمتمثل في اختراعه لطائرة بدون طيار.
مشروع الدكتوراه
بعدها عمل الشهيد التونسي أستاذاً جامعياً في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وأسس مع عدد من طلبته وبعض الطيارين المتقاعدين نادي الطيران النموذجي بالجنوب.
وظل الشهيد يعاود زياراته إلى تركيا عدة مرات ليواصل العمل في مشروعاته مع الشركة التي كان يعمل فيها بسوريا والتي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الأزمة السورية.
كانت آخر تنقلات الزواري الخارجية إلى لبنان، وذلك منذ بداية نوفمبر، قبل أن يعود إلى بلاده خلال الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر، ليكون آخر لقاء بطلابه يوم السبت 10 ديسمبر 2016م.
وحسب الموقع "اغتيل الشهيد القائد القسامي التونسي محمد الزواري يوم الخميس 15 ديسمبر 2016 م، عند الساعة الثانية بعد الظهر أمام منزله الكائن بطريق منزل شاكر، وسط مدينة صفاقس، وقد كان يجهز في تلك المدة للإعداد لمشروع الدكتوراه، والمتمثل في إنشاء غواصة تعمل بالتحكم عن بعد."

وكانت زوجة الشهيد محمد الزواري الذي تم اغتياله يوم الخميس الماضي أمام منزله، قد نفت هي الأخرى علمها بنشاط زوجها مع المقاومة الفلسطينية.
وأضافت زوجة محمد الزواري في تصريح لـ "قناة الجزيرة"، أن  زوجها غادر المنزل يوم عملية الاغتيال في حدود الساعة 13:50 وفجأة سمعت 3 طلقات نارية وعند خروجها عثرت على زوجها داخل سيارته.
وأوضحت أنها رأت رصاصة أصابته على مستوى القلب ورصاصة ثانية على مستوى الرقبة.
يذكر أن كتائب القسام"أعلنت في بيان لها أمس السبت ان المهندس محمد الزواري الذي تم اغتياله الخميس، واتهمت إسرائيل بالوقوف خلف اغتياله، هو أحد قادتها وتوعدت بالرد.
وأعلن البيان أن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيار)"، مبينة أنه التحق بصفوفها قبل 10 سنوات.
وخلال بيت العزاء الذي أقامته كتائب القسام في ساحة الجندي المجهول غرب مدينة غزة مساء الأحد، أكدت عائلة الشهيد التونسي محمد الزواري، عبر اتصال هاتفي، أنها تعتز وتفتخر بعمل نجلها مع كتائب الشهيد عز الدين القسام.
وشدد أحد أشقاء الشهيد الزواري، على أنهم (العائلة) لم يكونوا على علم بأن نجلهم يعمل مع القسام، مشيرًا إلى أن اغتياله شكّل صدمة لهم في البداية.
بدوره، أكد متحدث باسم كتائب القسام، أن الكتائب تفخر بهذا المهندس الذي عمل معها بصمت لعشر سنوات متواصلة دون كلل او ملل.
وقال في كلمة له عبر مكبرات الصوت في خيمة العزاء: "تأبى تونس إلا أن تتربع على رأس المقامة للدفاع عن كرامة هذا الشعب من اجل الانخراط في مقاومتنا وجهادنا ضد الاحتلال لرفع الذل عن هذه الأمة وهذا الشعب وأن نحمي الأرض والعرض".
ووصف الشعب التونسي بأنه شعب معطاء، والأمة العربية والإسلامية بأنها أمة كريمة، مؤكدًا أن تونس تدعم كتائب القسام.
ودعا الناطق باسم القسام كل مهندسي الأمة العربية والإسلامية الحذو حذو الزواري وأن "يكون لهم بصمة في صناعة الطائرات والصواريخ والدبابات والمتفجرات والأسلحة التي ستنكر بها هذا العدو"، وفق قوله.
وأضاف: "هذا المهندس أقام الحجة على كل الأمة بأن الحصار ليس عائقا من عوائق الجهاد وليس عائقا من عوائق المقاومة".
وتقدم بالتهنئة لتونس وعائلة الزواري لتقديمها هذا المهندس، مؤكدًا أن القسام ستواصل المقاومة لتحرير الأرض الفلسطينية.
وتابع قائلاً: "نحن لا ندافع عن فلسطين بل ندافع عن كل الدول العربية والإسلامية، ندافع عن أمة المليار (..)، سنحفر الأرض باطنها وظاهرها لأجل أن نحرر الأرض والإنسان ولنرفع راية العزة والكرامة فوق مآذن القدس".
فيما حمّل أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن اغتيال  الزواري على أرض تونس.
 وقال بحر خلال مشاركته في تأدية واجب عزاء الشهيد الزواري على رأس وفد برلماني: "إن انخراط الشهيد الزواري في صفوف المقاومة، دليل على أن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية".
وناشد شباب الأمتين العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ومساندتها بكافة أشكال الدعم المادي والعسكري والتكنولوجي، مؤكدا أن سلاح كتائب القسام موجه فقط تجاه الاحتلال لتحرير فلسطين والأسرى.
 ودعا جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف يتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال على أرض دولة عربية، والعمل على مقاضاة قادتها في المحافل الدولية، مؤكداً أن الشهيد الزواري هو شهيد فلسطين وشهيد الأمة العربية والإسلامية.
من جهته، حمّل القيادي في "حماس"  مشير المصري، دولة الاحتلال تداعيات هذه العملية، محذرًا الموساد الإسرائيلي من مواصلة ملاحقة كل من يقف مع القضية الفلسطينية.
وقال المصري خلال تواجده في خيمة العزاء" "لا أحد له مصلحة في اغتيال محمد الزواري غير الموساد الإسرائيلي وهو المتورط في هذه الجريمة وتاريخه وتفاصيل العملية تدلل على أن هذا من صنعه".
وشدد على أن اغتيال الزواري سيجر الوبال على الاحتلال، مشيراً إلى أن هذه العملية لن تمر دون عقاب.
وحضر المئات من المواطنين والعشرات من القيادات الفلسطينية ونواب المجلس التشريعي والشخصيات الرسمية إلى خيمة العزاء.

 

المصدر: غزة - وكالة قدس نت للأنباء -