لابد في بداية المقال ان نتذكر دائما ان الاعلام الصهيوني يلعب دورا رئيسيا في حلبة الصراع الدائر في المنطقة العربية والشرق الاوسط، وما زال يخصص قسما اكبر من اهتماماته لاشعال حالة التناقضات الداخلية في فتح والحركة الوطنية من جهة وبين فتح والقوى الاسلامية التي تقودها حماس وبالاضافة ايضا لدول الاقليم المجاورة مثل سوريا ومصر والاردن ولبنان، وباعتبار ان الواقع العربي القومي والوطني هو في تناقض مع توجهات الدولة العبرية ان صح التعبير وان اعتقد البعض ان المكيفات المرحلية قد تعطي بعض نوع من التعاون في المجالات الامنية وخاصة الخطر المحدق بتلك الدول ظاهرة الارهاب والتطرف ولكن تبقى تلك الدول هي العدو الاستراتيجي للكيان الصهيوني ديموغرافيا وعمقا جغرافيا ،عجلة الاعلام الاسرائيلي لا تقف ولو لحظة واحدة لاستراحة او انشغال وفي خطة ممنهجة ، ومن خلال فضائيات وكتاب وبرامج محددة ايضا .
في الحرب العالمية الثانية هزم الالمان وكان للاعلام البريطاني دورا مهما بما يسمى "" الدعاية السوداء " من خلال متخصصين واعلاميين في الحرب النفسية وكانت تلك الحرب الدعائية النفسية تكتسب نوعا من الصدق والموضوعية وسلاحا هجوميا من اساليب الحيل والخداع وتصدير بعض المفاهيم من خلال تلك الحيل والجانب الموضوعي فيها للتأثير على سلوك القيادة الالمانية والجندي والشعب الالماني . كما استخدمت الاذاعات السرية وقودها قادة عسكريون بريطانيون والتي عملت فيها الاذاعة البريطانية منذ عام 1939م الى 1945م.
اسرائيل قد تعتمد على المدرسة البريطانية الى جانب كبير في عملها مع اختلاف الظروف والمناخات ، وقد لاننسى ان اسرائيل في حرب 67 م اعتمدت على سلوك المسكنة والدعوة للسلام وهذا سلوك استخدمه الالمان في بداية الحرب، كان هذا السلوك الاعلامي ردا على اعلام عربي كان ينادي برمي اليهود في البحر ، اما من مقومات نجاح العدوان ، استفادة اسرائيل ومراكز ابحاثها واختصاصييها بما يصدره الاعلام المصري من بيانات ومعلومات عن المشاريع والحالة الاقتصادية التي كانت تنشر في صحف عامة مثل الاخبار والاهرام واجمهورية .
قد نخصص جانبا رئيسيا في هذا المقال عن السلوك الاعلامي الاسرائيلي في الساحة الفلسطينية وتناقضاتها وصراعاتها ومن خلال بعض الكتاب والصحفيين والعسكريين الاسرائيليين وبعض القنوات الفضائية والمواقع المتخصصة لاشعال نار الفتنة في الخلافات الفلسطينية الفلسطينية وهي تقسم الى محورين :
المحور الاول : الصراع الداخلي في فتح واللعب على ورقة خلافة عباس ، فهناك بعض الكتاب متخصصين في هذا المجال حيث عمدوا ومن خلال قسط ضئيل من الموضوعية زيادة الهوة واتساعها بين القائد الوطني محمد دحلان والسيد عباس ، ومحاولة زرع بؤر التناقض بين البرغوثي ودحلان وكأنهما يتصارعان على خلافة عباس وبدوره اكد محمد دحلان انه يرشح البرغوثي لخلافة عباس .
قد يكون الجانب الاخر تغذي بعض المواقع والكتاب الخلاف بالمنطق الجغرافي بين غزة والضفة وبين الجغرافيات المحدودة في الضفة ومن خلال تبني تلميع بعض الشخصيات الفتحاوية مثل جبريل رجوب وهو يلاقي مساحة من تبني بعض الاعلاميين الاسرائيليين المتخصصين وتارة حسين الشيخ والذي يلاقي ايضا دعما اعلاميا من بعض الكتاب والاعلاميين الاسرائيليين ، اما نصيب صائب عريقات فله من يتبناه ايضا في الاعلام الاسرائيلي توزيع ادوار وتقسيمها بشكل ممنهج.
المحور الثاني : مبني على التناقض والخلاف البرمجي بين حماس وفتح ومحاولة اثارة نعرات التخوف لكل منهما للاخر من خلال تصوير ان الاحتلال لو رفع يديه عن الضفة سيحدث لفتح ما حدث في غزة وستسيطر حماس على الضفة ، وكذلك لوتهاونت حماس في الامن الداخلي في غزة فان فتح ستعمل على تقويض وجودها وخلخلة الاستقرار في غزة بالاضافة الى الالتزامات الامنية المطلوبة من حماس وجرها لالتزام غير موثق باتفاقية معها وضمنا هناك انقساما حادا بين الضفة وغزة يلعب الاعلام الاسرائيلي دورا في تغذيته.
الغريب ان الاعلام الفلسطيني الرسمي لكافة الاطراف اصبح يستعين باقوال هؤلاء الاعلاميين الاسرائيليين واصبحت المدرسة الاعلامية الاسرائيلية وهي امنية بجدارة وكذلك المسؤلين في كافة الاتجاهات الفلسطينية اصبح في حساباتهم ماذا يقول المسؤلين الاعلاميين الاسرائيليين والمواقع الاسرائيلية عنهم كلقاءات الاعلام الاسرائيلي وصحفيين معروفين اسما بتبني افكار جبريل رجوب ومن خلال لقاءات فضائية وصحفية .
وهنا نورد الكتاب والمواقع والعسكريين الاسرائليين الذين يلعبون دورا مهما في صناعة التناقضات في البيت الفلسطيني ويؤثرون على الرأي العام:-
الكتاب الصحفيين الاسرائيلين الذين يعملون تحت نظرية التفكيك والتركيب من وعاء استخباري في نظرية مرمى الخلافات المُتقاطعه!!... وهم يعتمدون في اخبارهم على همزات الوصل بسلطة عباس
يوآف مردخاي ومسؤول الارتباط العام مع السلطة الفلسطينية)،
عاموس هرئيل
، آساف غيبور الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية
يوني بن مناحيم يتبع جبريل الرجوب
آفي يسخاروف الخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية ينشر بموقع "ويللا" الإخباري متخصص بالنشر حول دحلان من وعاء السلطة رجوب العالول حسين الشيخ
نداف شرغاي المتخصص في شؤون القدس
عمير ربابورت صحيفة مكور ريشون
أمير بوخبوط موقع ويللا خبير عسكري الإسرائيلي
غال برغر مراسل محطة "ريشت بيت"
بقلم/ سميح خلف