الإرهاب يستهدف الأمن القومي الأردني وضرب مقومات الاقتصاد

بقلم: علي ابوحبله

الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة الكرك في جنوب الأردن هو انعكاس للمأزق الذي يعيشه الإرهابيين بحيث باتت الخشية من مخطط يستهدف توسيع رقعة الإرهاب وبات ضروريا توحيد الجهود للتصدي لهذا الإرهاب المدمر ، وان وحدة الأردنيين بتنوعهم الاجتماعي هو كفيل بمحاربة الإرهاب وإجهاض مخططاته .

يبدوا من مجريات وتطورات الصراعات التي تشهدها المنطقة أن الأردن في دائرة الاستهداف ، وتاريخ مسلسل ما تعرض له الأردن من أعمال إرهابيه يعطي دلائل أن الأردن مستهدف في أمنه القومي ،

لم يكن الهجوم الإرهابي الذي استهدف محافظة الكرك الأردنية، الأحد، الأول خلال عام 2016، إذ سبقته 3 هجمات، ليصبح إجمالي التهديدات الإرهابية التي ضربت الأردن خلال العام نفسه، 4 هجمات.

هجوم الكرك

هاجم مسلحون ، الأحد 18 ديسمبر، مركزي أمن المدينة والقطرانة في محافظة الكرك، جنوبي الأردن، بالرصاص، ثم قاموا بالتحصن داخل قلعة الكرك التاريخية، وتبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن التي هرعت إلى المكان، ما أسفر عن سقوط 10 قتلى بينهم 7 رجال أمن وسائحة كندية وإصابة 28 آخرين.

. هجوم البقعة

في السادس من يونيو الماضي هاجم مسلح مركزا للمخابرات الأردنية قرب مخيم البقعة شمال عمان، وأوقع الهجوم 5 قتلى من عنصر المخابرات. وخلال اليوم ذاته استطاعت الأجهزة الأردنية بالتعاون مع مواطنين إلقاء القبض على الفاعل، وقالت إنه معروف بتأييده لجماعات متطرفة.

. هجوم مخيم الرقبان

في 21 يونيو وقع انفجار بالقرب من مخيم الرقبان للاجئين السوريين داخل الأراضي السورية قرب الحدود الأردنية، وأسفر الانفجار عن مقتل 6 عسكريين أردنيين.

خلية إربد

في الثاني من مارس 2016، قتل ضابط أردني و7 متشددين وأصيب آخرون، في عملية أمنية بمدينة إربد شمالي البلاد.

وقال رئيس الوزراء الأردني وقتها عبد الله النسور "إن عناصر الخلية الإرهابية مرتبطة بتنظيمات إرهابية كانت خططت للتعدي على أمن الوطن والمواطنين

وقبل ذلك عانى الأردن أيضا من هجمات، هددت أمنه وأمان أهله

هجوم مركز التدريب

في التاسع من نوفمبر عام 2015، أقدم ضابط أردني على إطلاق النار على إطلاق النار في مركز تدريب للشرطة في الموقر قرب العاصمة عمان، وأسفرت العملية عن مقتل 6 أشخاص بينهم أميركيان وجنوب إفريقي والجاني.

وقد ذكرت مصادر أردنية حكومية في حينها أن الواقعة عمل فردي لا يحمل أي أبعاد سياسية.

استهداف السياح

في سبتمبر 2006، استهدف شخص في حادثة إطلاق نار في عمان عددا من السياح، وقتل في الهجوم سائح بريطاني وإصابة 5 آخرين من بينهم بريطانيتان وهولندي وأسترالية ونيوزلندية، بالإضافة إلى أحد الأدلاء السياحيين.

تفجيرات عمان

في الـ9 نوفمبر من عام 2005 وقعت سلسلة هجمات الأعنف في تاريخ الأردن الحديث، واستهدفت فنادق في العاصمة عمان، وأسفرت عن مقتل 57 شخصا، سقط معظمهم أثناء حفل زفاف بأحد الفنادق، وتبنى الهجوم تنظيم القاعدة في العراق بزعامة الأردني أبو مصعب ألزرقاوي، الذي قتل لاحقا في قصف أميركي بالعراق

إذا أخذنا بمجمل ما تعرض له الأردن من أعمال إرهابيه تدلل وتؤكد أن هناك استهداف للأردن لكن ليقظة الاجهزه الامنيه الاردنيه والشعب الأردني تعطي دلاله أن الأردن محصن في وجه الإرهابيين وهناك صعوبة حقيقية في إمكانية خرق التحصين الأردني إلا من أعمال تمت على مدار السنوات التي حدثت فيها أعمال إرهابيه وهي محدودة ،

هجوم الكرك هو استهداف للأردن في اقتصاده ومصدر دخل بالعملة الصعبة لضرب احد أهم مصادر الدخل للأردن في ظل تعاظم المديونية الاردنيه ومحدودية الدخل وان الأردن بمواقعه الاثريه يشكل منطقة جذب للسياح والكرك تعد احد المعالم السياحية التي يرتادها السياح ،

وان استهداف الكرك هو بهدف ضرب النسيج الاجتماعي في الأردن خاصة وان الكرك فيها تنوع اجتماعي

الأردن بموقعه الجغرافي يشكل بوابه لعدة دول فالأردن مرتبط بحدوده مع السعودية والعراق وسوريا ومع فلسطين تحت الاحتلال ، هذا الترابط الحدودي يعني أن امن المنطقة برمته أصبح مهدد بتمدد الإرهاب من العراق وسوريا إلى الأردن ليستهدف امن المنطقة برمتها

الأردن له ميزه وخاصية بالتعددية السكانية بفعل الأزمات التي تعيشها المنطقة فالمجتمع الأردني خليط من جنسيات عربيه تعيش فوق أراضيه إضافة للخاصية التي تربط الأردن بفلسطين ووحدة الأردنيين والفلسطينيين ، بحيث هناك من يسعى فعلا للعبث بالأمن الأردني ضمن محاولات شق وحدة الصف الأردني

الإرهاب الذي تعرضت له الكرك بحيث بتنا نخشى فعلا من مخطط إرهابي يستهدف الأردن مما يتطلب صحوة أردنيه على جميع المستويات وصحوة وطنيه وشعبيه وتمتين الوحدة الداخلية الاردنيه والتصدي للإرهاب بكل قوه

وذلك للحيلولة دون تمكن الإرهاب من اختراق القاعدة الشعبية وحتى لا يكون هناك قاعدة وحاضنه للإرهاب ،

حيث شكلت الفزعة لأهل الكرك احد أهم ضرب الإرهاب في مهده ، فقد تابع الأردنيون أحداث الكرك، الأحد، بعد سقوط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين تحصنوا في قلعة أثرية واتخذوا رهائن، إلا أن بعضهم لم يكتف بالمتابعة من بعيد، بل نزل إلى الشارع لمساعدة رجال الأمن والدفاع عن مدينتهم ، ونشر أبناء المحافظة مقاطع فيديو لمدنيين "فزعوا" أي هبوا لمشاركة الأمن في التصدي للاعتداء على مدينتهم وأهلها.

وفي أحد المقاطع يقول أحد المواطنين لرجل الأمن "نحن لسنا أفضل منكم.. أنا قناص أعطني سلاحا ، حيث ".

شارك أهالي الكرك بتحرير وإنقاذ الرهائن، ممن تصادف وجودهم داخل القلعة، فيما فرضت قوات الأمن حصارا محكما، حتى تم إخراجهم ،ومن المتعارف عليه امتلاك بعض أهالي المناطق الجنوبية في المملكة لأسلحة، وقد دخل بعضهم محيط القلعة حاملين أسلحتهم الشخصية ،

هذا التلاحم الشعبي بين الأردنيين وقوى الأمن يعطي دلاله على قوة ومتانة العلاقة التي تربط الأردنيين في مؤسستهم الامنيه وهي تشكل حصنا منيعا في مواجهة الإرهاب ،

لقد حقق الأردن على مدار السنوات انجاز كبير عبر مؤسسته الامنيه والعسكرية والانجاز يتمثل في تحقيق اكبر قدر ممكن من الاستقرار في جوار ملتهب بالحروب السياسية والطائفية، ولكن تعدد الهجمات وتناسخها، وتنفيذها من قبل عناصر تتبع جماعات متشددة يشكل تهديدا متسارعا لهذا الإنجاز.

وهذا بالفعل يتطلب الوعي لخطورة الاستهداف وتحقيق أدنى متطلبات ما يتطلبه الأردنيون وخاصة الجنوب الأردني حيث يعاني الأردنيين من البطالة ومن حالات الفقر وتوسع ألهوه بين الأغنياء والفقراء ،وهي هوة تتسع يوما بعد يوم، وبدأت تأخذ طابع الصراع الطبقي.

نتمنى الأمن والسلامة للأردن ونسال الله أن يحمي الأردن والأردنيين جميعا من الإرهاب الذي بات يستهدف الأردنيين ،وتبقى الثقة بالأردن ويقظة الشعب الأردني وتلاحم الأردنيين مع مؤسستهم الامنيه وثقتهم بالجيش العربي الأردني للإجهاض على أية محاوله للخرق للأمن الأردني و ذلك ضمن محاربة الإرهاب وهدفه العبث بالأمن القومي الأردني ،حمى الله ألأردن الحبيب ونسال الله ألسلامه لكل الأردنيين بمختلف المنابت والجنسيات في مواجهتهم ومحاربتهم للإرهاب.

بقلم/ علي ابوحبله