الأساليب التي اعتمدتها الانتفاضة
فرضت الإجراءات القمعية " الإسرائيلية " التي تسببت في وقوع العديد من الجرحى والشهداء بين صفوف أبناء الشعب الفلسطيني المنتفض لاسيما الأطفال منهم ، إلى لجوء الانتفاضة في تطوير أساليب مواجهاتها مع الاحتلال وقواته العسكرية والأمنية ، والتي تمحورت حول :-
المقاومة المدنية والكفاح الشعبي
اتسمت المقاومة المدنية ، بطابعها الغير عنفي إلاّ إذا اقتضت الضرورة رداً على الاحتلال ، وإتخذت أشكال من أهمها :-
• تنظيم المظاهرات الشعبية في المدن والبلدات والمخيمات على مدار سنوات الانتفاضة . وتحديداً خلال تشييع الشهداء ، أو إنقاذ الجرحى وفي المناسبات الوطنية
• الإضرابات الشاملة التي تعم كل المناحي الحياتية ، بإستثناء الخدمات المتصلة بالصحة والإستشفاء . وبالتالي الإضرابات الجزئية ، والتي تشمل قطاعات محدودة
• رفض الأوامر العسكرية ، والتوقف عن دفع الضرائب ودفع الرسوم المالية بأنواعها . والطلب من العاملين العرب في أجهزة الإدارة المدنية " الإسرائيلية " ، ومن المخاتير الاستقالة من مناصبهم ، في خطوة تعبير عن العصيان المدني أقدم سكان بيت ساحور على تسليم هوياتهم للحاكم العسكري في إطار رفضهم لدفع الضرائب
• فضح عملاء الاحتلال وتعريتهم أمام الجمهور الفلسطيني . وتم قتل بعض هؤلاء العملاء
• قذف الآليات العسكرية بالحجارة والزجاجات الحارقة وإشعال الإطارات ووضعها في الشوارع ، ورمي المسامير والزيوت المعدنية ووضع الحواجز الحجرية والزجاجية والحديدية في الشوارع المؤدية إلى المستوطنات ، والشوارع التي تستخدمها قوات الاحتلال وإحراق دوريات عسكرية وحافلات وسيارات المستوطنين .
• توزيع منشورات تشرح كيفية إعداد واستخدام القنابل الزجاجية الحارقة وكرات اللهب المشتعلة وكرات الرصاص والزجاج والمقاليع
• رفع الأعلام الفلسطينية على المدارس والمساجد والكنائس ، وفوق أعمدة الهاتف والكهرباء وأسطحة المنازل .
• كتابة الشعارات الوطنية والإسلامية على جدران البيوت والأماكن العامة التي تدعو للمقاومة والتصدي لقوات الاحتلال
• دعوة المواطنين إلى رفض الدعوات التي تطالبهم الحضور من أجل مقابلة ضباط الحكم العسكري والإدارة المدنية ، أو مقابلة ضباط المخابرات الصهاينة للتحقيق معهم كما كان يحدث قبل الانتفاضة
مقاطعة البضائع
دعت القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الشعب الفلسطيني إلى :-
• مقاطعة البضائع والمنتجات " الإسرائيلية " ، ومنع توزيعها في الأسواق الفلسطينية
• تخريب المنشآت الاقتصادية " الإسرائيلية " من مصانع وشركات ومؤسسات
• تدمير شبكات المياه والكهرباء العائدة سواء لوزارات حكومة الكيان أو المستوطنين أو الشركات الخاصة
العمليات العسكرية
خلال الانتفاضة اعتمدت الفصائل الفلسطينية أشكال العمل العسكري المسلح :-
• عملية ديمونا عام 1988
• محاولات لاختطاف جنود صهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين
• ملاحقة وقتل العملاء وإحراق منازلهم
• ملاحقة سماسرة الأراضي أفراداً كانوا أم شركات
• اعتماد عمليات الطعن بالسكاكين على الجنود أو المستوطنين
وسائل الانتفاضة
ابتكرت الانتفاضة في فعالياتها مجموعة مجموعة من الوسائل التي تساعد في بث الدعاية والتعبئة الجماهيرية لجموع الشعب الفلسطيني ، وحثهم على الإنخراط الأوسع في أعمال الانتفاضة والمقاومة . ومن تلك الوسائل :-
إصدار البيانات والنداءات
وهي الموقعة من قبل القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة ، أو من قبل حركتي حماس والجهاد ، وهي تتقاطع عند توجيه الدعوة إلى الاضرابات ، حيث كانت تلقى استجابة من قبل فئات الشعب الفلسطيني .
النداءات في المساجد
مثلت المساجد إحدى الوسائل الفعالة والمهمة في توجيه الدعوات من أجل تنفيذ فعاليات الانتفاضة . حيث ميكروفونات المساجد لعبت دوراً مؤثراً كإذاعات وطنية تبث نداءات سياسية وجماهيرية في عموم المخيمات والبلدات الفلسطينية من أجل المشاركة في التظاهرات والمواجهات . وإذاعة ما تصدره قيادة الانتفاضة .
الكتابة على الجدران
انتعشت خلال الانتفاضة الكتابات والشعارات الجدرانية التي ملأت جدران الشوارع والمباني والدارس والجوامع والكنائس والمؤسسات والمصانع ... الخ . وهي مساحات واسعة وجدت فيها الانتفاضة ورجالاتها وأبطالها فرصة لإطلاق الشعارات الحماسية الثورية والوطنية وحتى الإسلامية ، من مثل ( لتستمر الانتفاضة ... تحية لأطفال الحجارة ... نموت واقفين ولن نركع ... أعلناها سوية ، إسلام ومسيحية )
اللقاءات المنظمة
عمدت قيادة الانتفاضة إلى تنظيم اللقاءات والمحاضرات والندوات والمهرجانات ،خصوصاً في مجالس عزاء الشهداء والجامعات ومقار النقابات ، بهدف حث الجماهير على مواصلة الانتفاضة وتعميمها
الإعلام الجماهيري
فقد اعتمدت الانتفاضة في قلة الوسائل الإعلامية ، اللجوء إلى الإعلام الجماهيري المباشر ، حيث تم الاعتماد على إذاعة قرارات وبيانات الانتفاضة بميكروفونات محمولة على سيارات . مع الاعتماد على وطالات أنباء محلية وعالمية لفضح ممارسات الكيان وقواته وأجهزته الأمنية ومستوطنيه ، حيث لعبت الصور الملتقطة لجنود الاحتلال وهم يكسرون عظام عدد من الفتيان الفلسطينيين ، وكذلك قتل الطفل محمد الدرة المحتمي بوالده ، دوراً هاماً في كسب التعاطف والتضامن من الانتفاضة ومطالبها العادلة والمحقة.
بقلم/ رامز مصطفى