قد كتب الوزير السابق والمحلل السياسي المخضرم حسن عصفور عن المطبات في نص بعد الفقرات في مشروع القرار المقدم لمجلس الامن بادانة الاستيطان ، والتي اعتبرها جريمة وطنية ، وكالعادة هلل البعض وصفق باعتبار ادانة مجلس الامن للاستيطان هو نصرا للدبلوماسية الفلسطينية وللسيد عباس ، ولكن برؤية وطنية وبحسابات وطنية قد يختلف الامر كثيرا عن هؤلاء الذين هللوا ورقصوا لهذا القرار بالادانة والغير ملزم لاسرائيل او موقفا يضع اسرائيل تحد البند السابع للتنفيذ، وبذلك سيأخذ هذا القرار ترتيبه العددي الى جملة القرارات التي تدين الاحتلال وهي بالعشرات ، ولكن ما سوف نذهب اليه لتحليل نصوص هذا القرار ، فان ما بداخله من عبارات واحكام قد يلغي قوة الادانة وخاصة ان البرنامج السياسي لمنظمة التحرير وللسلطة وبالتحديد برنامج السيد عباس يفقد الشعب الفلسطيني قوته كي نستفيد من هذه الادانه باعتبار ان المقاومة بكل انواعها حق مشروع للشعب الفلسطيني لمقاومة الاستيطان الذي لن يرحل بدون ادوات فعل حقيقية وحشد كل القوى الفلسطينية الرسمية والشعبية والقتالية لدحر الاحتلال.
وان ادان مجلي الامن الاستيطان ، فان هناك في النصوص ما يفقد الشعب الفلسطيني قوته وفعله وهي نصوص خطيرة كما ورد في محاربة الارهاب هذا المصطلح العائم ومصادرة السلاح الغير شرعي ، والمقصود هنا مصادرة وملاحقة كل القوى الوطنية التي تستخدم المقاومة والكفاح المسلح كقوة ضاغطة تخل بامن المستوطنات وتدفع الاحتلال لسحب مستوطنيه من القدس ومناطق الضفة الغربية ، بالاضافة ان السلاح الشرعي هو من له ارقام عند الاحتلال ومصرح لاستخدامه من قبل الاجهزة الامنية للسلطة .
- نصوص المشروع المقدم يعتمد بداية على القرار 242 و388 وما بعده ولان المشروع المقدم ليس فقط لوقف الاستيطان بل هو مشروع سياسي متكامل اغفل حق العودة وقرارات سابقة مثل القرار 181 و القرار 194.
- القرار وبتشريع مجلس الامن تحت بند محاربة الارهاب ولاحقته قد يكون تبويبا دوليا على اعتبار ان سلاح المقاومة سلاح غير مشروع وبالتالي وكما هي نصوص القرار ملزمة بتعريف الارهاب دوليا قد تتعرض غزة ومناطق في الضفة الغربية لحملة عدوانية من قبل اسرائيل والسلطة وما نصت علية خارطة الطريق والتي ما زالت ملتزمه به السلطة بالتنسيق الامني وما ذكر في هذا البند في المشروع المقدم
- القرار يصف اسرائيل بدولة اسرائيل اما الفلسطينيين باراضي فلسطينية ومع ذلك فتح المجال في البارة المطاطة " وما يتم الاتفاق عليه بين الاطراف بخصوص المستوطنات """ وتعني هنا تبادلية الاراضي
المشروع المقدم هو يعكس البرنامج السياسي لما يسمى المؤتمر السابع الذي يفرغ فتح والحركة الوطنية والشعب الفلسطيني من كونه يعيش حركة تحرر وطني تستخدم فيها كافة الاساليب التحريرية لارضه.
هناك هجوم يدخل في جانب الحملة على مصر والرباعية العربية التي يقودها السيد عباس كون مصر سحبت المشروع وتبنته فنزولا وانا اعتبر ان الانسحاب المصري في الساعات الاخيرة نتيجة مراجعات وهو حق لها وليس من جانب ضغوط تعرضت لها مصر وكما تبينه مجموعات اعلامية تشكك في مصر وقادتها بصدد اضعافها ، وكما اعتقد ان المشروع المقدم يحتوي على بنود قاتلة عمليا ومن خلالها تم تدويل فكرة التنسيق الامني واصبح ملزما عبر مجلس الامن ...... وبالتالي قد لا تكون مصر راغبه بان يسجل عليها تاريخيا ان تكون اداة لقمع حريات الشعب الفلسطيني وتكبيله بقرار دولي وتفقده مشروعية مقاومة الاحتلال التي تقرها القوانيين الدولية .
ومع ذلك وكما كانت رؤية القائد الوطني محمد دحلان للقرار وبرغم الملاحظات المتعددة عليه ، انه يعتبر انجازا دبلوماسيا يجب ان يتبعه عدة التزامات وخطوات على المستوى الداخلي اذا اقررنا وطنيا بنهج المفاوضات الغير مسلح بطاقات الشعب الفلسطيني ، واعتمدنا على برنامج عباس السياسي ، الذي يحجم تلك الطاقات بمفهوم المقاومة السلمية التي لا نرى لها اي فعالية بل هي حبر على ورق، تحتاج هذه المرحلة ولاستثمار هذا القرار ، ولصالح الشعب الفلسطيني ، رص الصفوف وانهاء المناكفات والعمل على وحدة وطنية بين جميع القوى وانهاء مرحلة الانقسام الفتحاوي والانقسام الفلسطيني وتجديد الشرعيات الفلسطينية الثلاث على قاعدة الديموقراطية والتكافؤ والعدالة الجغرافية والتاريخية والنضالية .
اذا للاستفادة من هذا القرار والادانة وهو كما ذكرت قرار غير ملزم وقد يكون معنويا اكثر منه ماديا ولتوفير قوة الدفع للاستفادة يجب انهاء مرحلة التشرذم والانقسامات والدخول في مرحلة جديدة توفرت فيها ارضية مساندة المجتمع الدولي لحقوقنا الوطنية ، والا يبقى القرار كغيره من القرارات ، ولكن كلمة اخيرة على من ينتقدوا مصر لتخليها عن هذا المشروع ، فقط اريد ان اذكر : ان السيد عباس وخارجيته قد تخلى عن تقرير غولتستون وتراجع عن الجنائية الدولية لتقديم الاحتلال بجرائم حرب مرتكبة في غزة وعمليات حرق في الضفة واذعن للضغوط الاسرائيلية والامريكية .
اي نصر له مدخلاته ومخرجاته وبرغم ما تحتويه المدخلات في المشروع المقدم نبحث عن المخرجات وكم ممكن ان يستفيد منها الواقع الفلسطيني على الارض ...... وكم هي معدلات الربح والخسارة ....... واسعدت اوقاتكم يا منتصرين.
بقلم/ سميح خلف