قـرار أممي بالاغلبية الساحقة لوقف الاستيطان الاسرائيلي

بقلم: غادة طقاطقة

إن "يوم 23 ديسمبر/كانون الأول هو يوم تاريخي، وهو انتصار للشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق الدولية، خاصة أنه يعتبر الاستيطان لاغيا وباطلا وغير شرعي".

بحضور أربعة أعضاء، "فنزويلا وماليزيا والسينغال ونيوزلندا"، غير دائمين في مجلس الأمن الدولي بتقديمها مشروع قرار ادانة الاستيطان الاسرائيلي ، قلبت المعادلة رأساً على عقب، بتصويت مجلس الامن بالاغلبية الساحقة لوقف الاستيطان الاسرائيلي منذ 36 عاماً.

أثبتت هذه الدول الحرة التزامها بمبادئها ووقوفها مع القضية الفلسطينية ، والتي تعتبر القضية الاولى للإنسانية جمعاء، و انها تحظى بدعم كل الشعوب المناضلة من أجل الحرية و المؤمنة بالعدالة وحقوق الانسان .

صفعة قوية ،"لنتينياهو وحكومته الفاشية" ، وللرئيس الامريكي " دونالد ترامب" الذي لم يستلم زمام الامور بعد ، وقبل مغادرة اوباما البيت الابيض، وللراعي العربي للاسف موقف "السيسي" المخزي الذي سحب القرار وتراجعه عن طرح مشروع بمجلس الامن الدولي ، يدين فيه الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

فجريمة "السيسي" في مجلس الأمن ، ثارت ثائرة لدى الجميع بسحب القرار وامتناعه بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني الاعزل ، وتماهيه التام مع "إسرائيل" في سابقة وإن كانت الأولى من حيث الوضوح والعلانية، إلا أنها باتت سياسة ثابتة ورخيصة.

جريمة مزدوجة بكل المعايير ، اولاً في طرح قرار ملغوم وخطير للغاية ، وثانياً في سحبه تماشياً مع رغبة الاحتلال الصهيوني وسياستها . ونحن نعلم ان" دونالد ترامب" وفريقه بداوا اول نشاط وفعل سياسي بالضغط على السيسي _الامر الذي لا يحتاج لضغط اصلاً .

حتى الصحف العبرية ذهبت لأبعد من ذلك لتخرج بعنوان رئيسي هو " شكراً للسيسي" ، امتداداً وعرفاناً بدوره . الامر الذي يدلل على الشراكة بينهما .

في حين جاء ت اتهامات مدوية وصادمة لنيتنياهو من قبل الصحف العبرية نفسها بإللقاء اللوم والتهم بالتقصير وانشغاله بنفسه، والتي لم تتوقع على الاطلاق ، "قرار مجلس الأمن الذي شكل صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية، وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان، ودعم قوي لحل الدولتين".

بعد صدور القرار بدأت مواقع التواصل الاجتماعي الحديث عن صفعة وضربة للسيسي بعد تبني القرار وانتصار عريض ضد الاستيطان ،بكل أسف فإن السياسة التي أقدم عليها السيسي في صياغة القرار ثم سحبه وجعل الأمر وكأنه انتصار دبلوماسي بعد تبني القرار، كانت ناجحة وخادعة لأبعد الحدود، ويكون بذلك قد ارتكب جريمة متكاملة.

ما زالت العواطف تحرك شعوبنا، وما زال الطغاة يتلاعبون بمصائرنا ويتآمرون، وهذه المرة بشكل علني ومكشوف.وستحمل الأيام القادمة المزيد من التنسيق بين السيسي ونتنياهو من سيناء المستباحة إلى غزة المحاصرة مروراً بالمحافل الدولية كافة.

‏سيسجل التاريخ أن "السيسى" الذى دعم إسرائيل فى مجلس الأمن ضد فلسطين فضحته نيوزلندة وماليزيا وفنزويلا والسنغال حينما تبنت القرا روأقره المجلس.

صحيح أن القرار لن يُطبَّق غدا لكنه يُضْعِف بلا شك موقف اسرائيل التفاوضي.

حتى ان "ترامب" نفسه اعترف بأهمية القرار عندما غرّد قائلا "إن القرار يضع إسرائيل في موقف تفاوضي ضعيف للغاية وينطوي على ظلم شديد لجميع الإسرائيليين".

وغرد رئيس الاحتلال نتنياهو على قرار مجلس الامن بوقاحة :"لن نلتزم به وسنواصل الاستيطان، وأوباما تواطىء مع الفلسطينيين ولم يدافع عن إسرائيل".

مضيفاً ان :"مجلس الأمن لم يفعل شيئاً لوقف المجزرة التي قتلت نصف مليون إنسان في سوريا، والآن يهاجم المجلس الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط".

وبما أن القرار صدر أخيراً ، بادانة الاستيطان الصهيوني ، سيساعد بالتاكيد على توسيع المطالبة بفرض العقوبات على اسرائيل التي تخرق كل القوانين الدولية.

إن "يوم 23 ديسمبر/كانون الأول هو يوم تاريخي، وهو انتصار للشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق الدولية، خاصة أنه يعتبر الاستيطان لاغيا وباطلا وغير شرعي".

نحن الان أمام مشهد وقرار تاريخي لم نراه من قبل ، مجلس الامن يعج بالتصفيق بعد اصدار القرار ضد الاستيطان ، فعلها "اوباما" انتقاماً من "ترامب" قبل أن يغادر البيت الأبيض بأيام قليلة وآخر مفاجآت 2016.

بقلم/ غادة طقاطقة