ثمانية سنوات عجاف في ظل سياسة أمريكية تجدد انحيازها ومعاداتها للحقوق والشعوب ....وصلت الي ذروتها بتخطيط وتنفيذ ومشاركة فعلية في خلق حالة من الفوضى ....ومحاولة تخريب الاوطان داخل المنطقة العربية ...لانهاء مفهوم الدولة وتقسيم الأرض وتهجير الشعوب .....وخلق تشكيلات ارهابية متطرفة تحمل عناوين الدين ...والدين منهم براء .
بداية عهد أوباما جاء بخطاب جامعة القاهرة والتي أبدي فيها كلاما ناعما تخلله آيات من القرءان الكريم في ظل خداع استراتيجي لامة بأكملها طاب لها الاستماع للكلمات الرقيقة والناعمة..... لكنها كانت تحمل بثناياها معاني وتوجهات عدائية تم اثباتها مع الايام التالية لهذا الخطاب .
أن يقف الرئيس الامريكي أوباما مع قرار مجلس الأمن الذي يدين الاستيطان خطوة لضربة رابحة بميزان خسارته والتي لا تحدث تعديل بتقديرات المراقبين والمحللين ....ولا حتي بمجريات التاريخ الذي سوف يكتب عن أوباما وعهده وأدواته المستخدمة عبر السنوات الثمانية التي قضاها داخل البيت الأبيض.... وهو يحاول ممارسة الابتزاز وسياسة اركاع بعض الدول العربية ومحاولة تقسيمها وممارسة الضغوط عليها ....واختلاق الازمات بداخلها وتهييج وسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني ضد بعض الدول والأنظمة لأجل ارباكها وزيادة الأعباء عليها .
الرئيس الامريكي وهو قد قارب على نهاية ولايته وفي أسابيعه الاربعة الأخيرة.... وهو يغادر البيت البيضاوي ليتولى الرئيس المنتخب ترامب ادارة الرئاسة الامريكية..... لتبدأ صفحة جديدة من السياسة الأمريكية المنحازة والمعادية للحقوق العربية وخاصة القضية الفلسطينية .....وممارسة سياسة ادارة الصراع .....وليس العمل على حل الصراع .
لقد حققت السياسة الفلسطينية بما تمتلك من أدوات وقدرات ومساحات للتحرك لتظفر بهذا النصر السياسي والدبلوماسي بالحصول على قرار مجلس الامن الذي يدين الاستيطان ويطالب بوقفه داخل الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة ....والذي يعتبر نصرا سياسيا ودبلوماسيا للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس على طريق استكمال باقي الخطوات المطلوبة للحصول على دولة مستقلة بعاصمتها القدس ....دولة خالية من الاستيطان والمستوطنين ...دولة ذات سيادة كاملة على كامل التراب الفلسطيني .
هذا النصر الفلسطيني قابله خسارة اسرائيلية تلقاها نتنياهو مما أفقده التوازن.... وحسن الخطاب.... وبلاغة الكلام حتي أصبح واضحا وكاشفا لحقيقة مشاعره ..... ومعاداته للعالم وللأمم المتحدة ....وهو بأقواله قد حاصر نفسه وزاد من مساحة الادانة لسياسة هذا الكيان وجرائمه وانتهاكاته لحقوق الانسان..... باستمرار الاحتلال والاستيطان وممارسة سياسة القتل والنهب والحصار .
نتنياهو الخاسر بميزان حساباته ...كما أوباما الرابح بموقفه من قرار مجلس الامن ....والذي لن يعدل من ميزان خسارته ورؤية المحللين والمراقبين وكتاب التاريخ الذين لن يجدوا ما يمكن أن يقال بميزان حسنات أوباما الذي أضر بالأمن والسلم العالمي ....كما أضر بمصالح الولايات المتحدة ...كما أضر بدول المنطقة العربية ....وأن محاولته الرد على نتنياهو والاستخفاف به سيبقي على خسارة الطرفين لعدم مصداقيتهم وعدم قولهم الحقيقة .
الشعب الفلسطيني والدبلوماسية الفلسطينية ....والقيادة الشرعية الفلسطينية ...والتي تحقق نقاط رابحة ....على صعيد المؤسسات الدولية لانهاء الاحتلال وازالة الاستيطان واقامة دولة فلسطين على كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة بعاصمتها القدس .....انما تؤكد على قدرة أصحاب الحق مهما كانت نقاط ضعفهم .....ومهما امتلك الأعداء من نقاط القوة التي تنهار أمام الحقوق وأمام قوة القانون الذي يحسم الصراعات لصالح أصحاب الحقوق ....وليس لأصحاب قوة البطش والعدوان .
هذا هو المسار والخيار السياسي والذي ينتج المزيد من النقاط الرابحة لصالح القضية الوطنية الفلسطينية ....ويوقع الخسائر بميزان المحتل والقوة الداعمة له .
ان اعتزازنا بقرار مجلس الامن ...هو اعتزاز بحقوقنا ....وصوابية موقفنا .....وقدرتنا على مخاطبة الشعوب والدول أننا أصحاب الحقوق..... وأننا المطالبين الاوائل بالسلام العادل والشامل وأننا مع مفهوم حل الدولتين ....وأنه ليس صحيحا أننا نمارس العنف ...لكننا نناضل من اجل حقوقنا ....وتحقيق السلام على أرضنا ...ونحن نعيش اعياد السلام على أرض السلام .
الكاتب : وفيق زنداح