البعض من قيادات فتح، ومركزية حفلة المقاطعة الذين نصبو بالتوريث، وكما هو حال الاعلام والمهرجين والمصفقين اعتبروا ان قرار الادانة الذي يخضع للباب السادس وهو غير ملزم اعتبروه نصرا سياسيا ودبلوماسيا وخاصة ما طرأ من جديد على الموقف الامركي في اخر اسابيع من رئاسة اوباما وامتناع الادارة الامريكية عن التصويت، وان اعتبرنا هذا انجازا... له ما بعده للادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب، ولكنه ليس نصرا ، بل هي خطوة للامام وبرغم ان مشروع القرار اعطى لاسرائيل ثلاث ورقات استراتيجية مقابل ورقة واحدة للفلسطينيين هي ادانة الاستيطان...!! ولكن قد يعتبر هؤلاء الخاضعين لمنهجية السيد عباس ورؤيته السياسية وبرنامجه بانه نصرا تحقق في ظل رئاسته، كما هو الحصول على دولة غير عضو في الجمعية العامة التي تعثرت امام مجلس الامن ، وكما هو الحال ايضا في حفلة المقاطعة لما يسمى المؤتمر السابع لفتح، الذي وصفوه بانه انجاز وحقق وحدة فتح ونصرا للقرار الفلسطيني المستقل ، وفي الحقيقة ان قطاعات وتيارات كثيرة ومؤثرة تاريخيا وعمليا استبعدت من حضور المؤتمر ، وفي كل الاحوال المشروع المقدم لمجلس الامن هو يعبر عن رؤية عباس الذي يتداولها اعلاميا وسياسيا كما هي رؤية فتح المقرة في حفلتها في المقاطعة ، والتزامات السلطة بخارطة الطريق التي نسفتها اسرائيل ولم تنفذ بندا واحدا منها والتزمت بها السلطة للان والتنسيق الامني المستمر للان ومحاربة الارهاب والفلتان وحصار وملاحقة السلاح الغير شرعي بمفهومهم والاعتراف بدولة اسرائيل ن وهذا كله مخالف لقرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية ، والورقة المقدمة كمشروع لمجلس الامن لم تأخذ اجماع وطني والفصائل لا تعلم عنها شيئا الا بعد نشرها في الاعلام ..؟؟؟ هي حالة الدكتاتورية في صياغة التحرك الخارجي كما هي نفس الحالة في اتخاذ القرارات على المستوى الداخلي .
قد سمعنا من بعض اعضاء المركزية ما قبل حفلة المقاطعة عن "" المقاومة السلمية الذكية " ونسمع الان عضو مركزية التوريث يقول """ يجب ان نعتمد على السياسة الذكية في التعامل مع المجتمع الدولي وتعرية اسرائيل دوليا""!! واسرائيل ونتنياهو بعد موافقة مجلس الامن على مشروع الادانة هم بصدد بناء 5600 وحدة سكنية جديدة ..؟؟ فماذا هؤلاء في السلطة فاعلين .... ان بدأ الاستيطان بهذه الكثافة والعند.... وةما هي وسائل المقاومة السلمية الذكية لتفعله...؟؟؟ والاخطر من ذلك اذا قرر اترامب نقل السفارة الامريكية للقدس ....؟؟ وهل تهديد صائب عريقات جهبذ المفاوضات والحياة مفاوضات باستقالته سيوقف توجه الادارة الامريكية الجديدة .... ويوقف الاستيطان...؟؟!!
وان اعتبرنا ما تحقق في مجلس الامن نصرا كما يدعون ،، وعلى المستوى السياسي .... كيف يمكن ان نجني ثمار هذا النصر ... والبيت الداخلي مشتت ومنقسم سواء على مستوى حركة فتح او الفصائل او على المستوى الفلسطيني كله...؟؟؟ فل نتصور مدى قوة الموقف الفلسطيني وقبل شهور من تقديم هذا المشروع لو اذعن السيد عباس ومن حوله من الفئويين الجغرافيين الذين يحقدون على غزة ويهملون طاقات فلسطيني الشتات لو عقدوا حفلتهم بمؤتمر حركي يجمع الكل الفتحاوي .... لو تصورنا ان موقف السيد عباس راهن على مقررات المجلس المركزي ... التي هي بمثابة قرارات يجمع عليها القوى الوطنية والاسلامية ..... ماذا سيكون الحال لو التزم عباس بمبادرة الرباعية العربية التي تقودها مصر وذهبنا للعالم موحدين بموقف فلسطيني واحد .... كان الامر سيختلف كثيرا .
هذا النصر ان جاز التعبير يجب ان يكون له ما بعده من خطوات غير انفرادية من السيد عباس على المستوى الداخلي ، وان كانت كثير من البنود الداخلية في ذات العلاقة في الصراع مع الاحتلال والتزامات السلطة قد تم تدويلها عبر مجلس الامن والتي تعيق اي مصالحة فلسطينية داخلية ..... قد نقول ان المتغيرات في السياسة الامريكية في عهد ترامب قد تجعل القرار الاخير لمجلس الامن مثله كباقي القرارات السابقة منذا السبعينات وهي تفوق 30 قرار يدين الاستيطان وباكثر عدالة وتوازن وبدون تنازلات كبيرة كما اتت في ورقة المشروع الاخير ..... ولكن هذه عي عبقرية صائب وفرج وشتية "" التكيف والانسجام مع نظرية المجتمع الدولي وامريكا في اخر ايام ادارتها ورئاستها "
لاستثمار هذا النصر المعنوي يجب توحيد الجبهة الداخلية وخاصة حركة فتح والقوى الوطنية وكما هو الحال الوصول لقواسم مشتركة وفورية مع القوى الاسلامية وهي قوة ميسرة او معطلة لا يمكن اغفالها ، والعودة لبرنامج التعبئة الشعبية والوطنية ، فالاستيطان لايمكن ان يرحل وبدون حراك داخلي ضاغط يخل بالمعادلة الامنية للاستيطان وللاحتلال ، ولا يمكن ان ترتقي القرارات الاممية لحالة الفعل المساند للفعل الداخلي الا اذا كان هناك منجز نضالي وشعبي على الارض ..... وفي النهاية اول الخطوات الداخلية يجب وقف تحرك السماسرو والتجار الذي تربطهم علاقات وطيدة مع منتجات المستوطنات وتسويقها ، ليس استهلاكا اعلاميا بل ان يدخل هذا التوجه حيز التنفيذ وكل من يخالف ذلك يتعرض للقانون الوطني والشعبي وليس القانون السلطوي فالسلطة غارقة وشخصيات كثيرة منها في كل مفاهيم التنسيق الامني وغيره مع الاحتلال .
بقلم/ سميح خلف