ثمة ما هو معرف تالريخيا وتجربة وموضوعية ووطنية وعلميا وبرمجيا لمفهوم مصطلح "" النصر " وتحقيق الانتصارات وبمفهومنا الفلسطيني والعربي كي تخرج المظاهرات والدعم والمبايعة للقادة وخاصة انجازت تتحقق امام تحديات تهدد الشعوب واستقرارها وامنها القومي والاقليمي وامنها الاجتماعي ووحدة اراضيها .
نفهم ايضا ان هناك نوعين او مرحلتين "" النصر التكتيكي" والنصر الاستراتيجي " على طريق تحقيق الهدف او تحقيقه فعلا . وقد نصف النصر ايضا اما عسكري ميداني او سياسي او تنموي.
قد يكون مصطلح "" النصر "" الذي يروج له اعلاميا ومؤسساتيا وشعبيا واعياد هي نوع من انواع الشعوذه تستخدم كمغيبات للشعوب عن واقعها وماسيها ولتصب في النهاية لصناعة القديس الدكتاتور الذي يرى من تحرك الشعوب واعلامها نحو تقديسه وانه الاوحد هو نصرا ذاتيا له ولماربه وامراضه فلا دكتاتور بدون مرض سيكولوجي تنعكس اعراضه ومقوماته على الشعوب وعلى قراراته وعلى طريقة تعاطية مع المشاكل الكبرى والصغرى التي تتعرض لها البلاد والارض .
مقدمة لابد منها لنصل الى تشخبص حالة تسجيل الانتصارات في الساحة الفلسطينية والتي يقوم بها المشعوذين في السلطة ومن حولها .
ففي الواقع الفلسطيني وما قبل النكبة وما بعدها عن اي نصر يتحدثون ..؟؟!!! والواقع الفلسطيني مستمر من التردي من السيء للاسوء ، حيث اصاب العفن والتيبس كل جوانب الايقونة الفلسطينية المنفلشة والمشتته داخل الوطن وخارجه ، فان قلنا ان هناك خطأ يرتكب في البرنامج وان وجد البرنامج هناك خطأ في التعاطي معه ويصل الى حد الجريمة .
بعد ساعات قلائل يحتفل الفتحاويون والشعب الفلسطيني بالذكرى 52 لانطلاقة ثورتهم المعاصرة وكان الاجدر ان يحتفل الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية التي يجمع الجميع على تمثيلها للشعب الفلسطيني وبرغم الطريق الطويل والمزمن من الفشل والبروقراطيات المتنامية في داخلها وحذف بنود هامة من ميثاقها والتي تتناول الصراع مع النظرية الصهيونية وكيانيتها على الارض الفلسطينية ، والاعتراف المتبادل في اوسلو باسرائيل مقابل الاعتراف بمنظمة التحرير وشخوصها الذي انقلب عليهم الاحتلال ايضا في حين لم يعترف الاحتلال بحقوق الشعب الفلسطيني ليومنا هذا ، من المهم ايضا ان نضع في ذاكرتنا انطلاقة الرصاصة الاولى تمجيدا لشهداء الشعب الفلسطيني الذي ضحوا بالرواحهم في خدمة مرحلة تحررية على طريق النضال الطويل ، من المهم ولكي لا يكون الاحتفال شعوذة من شعوذات الايهام بالنصر ان تكون الذكرى 52 هو يوم بل اسابيع لاحداث مراجعات لكل المحطات التي ادت الى خروج الثورة عن اهدافها ودخولها في انقلاب سلوكي وبرمجي وممارسة الى ادنى مستويات العمل النضالي بالطامة الكبرى التنسيق الامني بلا ثمن وبلا توازن يذكر بين العدو وبين فتح للدخول في مفاوضات ناضجه تؤتي بثمار ومنافع وطنية لكي نقول اننا حققنا نصرا تكتيكيا على طريق النصر الاستراتيجي .
في 21368م حقق الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية والجيش العربي الاردني نصرا تكتيكيا غير نسبيا من مفاهيم الصراع، وفي النصف الثاني من السبعينات حق اطفال الاربي جي نصرا تكتيكيا ومعنويا على قوات الاجتياح لللجنوب ، حققنا نصرا بعمليات القطاع الغربي في العمق الفلسطيني وهو نصر امني عسكري ، ولكن لا يمكن ان نسمي الخروج من بيروت وانسحاب القوات بقيادة الحاج اسماعيل الذي اصبح عضو مركزية في حفلة المقاطعة نصرا بتحويل الهزيمة بانها نصر فلسطيني """ للقرار الفلسطيني المستقل """ الذي وضع قوات الثورة في الشتات ومؤسسات منظمة التحرير تحت ضغوط شتى ادت بفعل كبير الى مساتنقع اوسلو .
شعوذة الانتصارات ما زالت تلاحق الشعب الفلسطيني في العشر سنوات الاخيرة فكل مطب وفشل وامتهان لكرامة الشعب الفلسطيني يحول لنصر ، دراماتيكا الشعوذه الذي يمارسها السيد عباس والمشعوذين من حولة ، الوضع الداخلي مهتك ودراماتيكا على المستوى الدولي تضاف الى ارشيف الامم المتحدة الذي امتلأت ادراجه بالقرارات والتوصيات، في حين لم يستخدم اي قرار منها لصالح الشعب الفلسطيني فلنتذكر تقرير جولدستون والجنائية وغيره ودولة غير عضو اين ما انعكس على الشعب الفلسطيني منها .
النصر الذي تحقق بحفلة المقاطعة كما يدعون خرج بوحدة فتح والقرار المستقل انها شعوذة من شعوذات الادعاء بالنصر وعلى من ..؟؟!! على الشعب الفلسطيني وطموحاته الوطنية .... نصر اقصائي لقاعدة عريضة من ابناء فتح قادة وكوادر وعناصر ...... نصر باقصاء جغرافي ملحوظ لغزة ...... نصر باقصاء تمثيل متوازن لفلسطيني الشتات الذي تعدادهم6 مليون نسمة .
اي نصر يتحدثون عنه واي انتصارات عندما يقدم قرار مجلس الامن 3 ورقات لصالح اسرائيل مقابل ورقة تدين الاستيطان ....!!!! اي نصر في حياتنا الفلسطينية الانقسام الداخلي في فتح والانقسام الجغرافي والسياسي والامني والثقافي بين الضفة وغزة ....... اي نصر والبطالة تتجاوز64% من الشعب الفلسطيني ، اي نصر و204 الالاف خريج جامعي بلا عمل ...... اي نصر والشعب الفلسطيني يعذب في غزة من ابسط حقوق الانسان يليها ازمة الكهرباء المستمرة منذ عشر سنوات فل تتخيل كيف الاطفال والمرضى حالهم في البرد القارص وتتحدثون عن انتصارات ..... جاتكم خيبه...!!
اي انتصارات وشعوذه تمارسونها والوطن الفلسطيني كله محتل ، حروب غزة وحروب الاحتلال معها....... ثلاث حروب الالاف الشعهداء والجرحى وتدمير المنازل ،،، في معركة التصدي للعنجهية الاسرائلية ولكن اين ثمارها السياسية ....!!! والشعب الفلسطيني في غزة يعاني كل الويلات الانسانية....... ربما لاننا لا نمتلك قرارنا ووحدتنا ... وربما ايضا لان النظام السياسي الفلسطيني كله فاشل باقل وصف بدلا من ان نعطي اوصاف اكثر خطورة ..... ولكن الحقيقة عندما نعترف بهزائمنا وفشلنا قد نفول اننا فعلا يمكن ان نحقق نصرا ولو كان محدود.
بقلم/ سميح خلف