بعيدا عن السياسة ...تمنياتنا بالعام القادم .

بقلم: وفيق زنداح

بكل عام نكتب عن حصاد العام المنصرم ...وما نتمنى أن نراه ونلمسه بالعام القادم ...كل عام لا نجد كثيرا مما كنا نتمنى ونحلم به ....بل نري ونعيش الظروف الأصعب .....والسلوكيات الأسوأ .
تمنياتنا..... نحاول أن نختصرها بما نحن عليه ....وبما نتمنى أن نراه ونعيشه ونحلم به من امن وسلام وحرية ....وأن نبدأ العام بصفحة جديدة من التفاؤل..... وبشعارات موضوعية من التمنيات الانسانية الاجتماعية الاقتصادية وحتي السياسية ....حتي لا نصاب بإحباط كل عام .....وحتي لا نجدد انتكاسات جديدة..... عندما تكون الأحلام دون مقدمات وظروف موضوعية يمكن لنا أن نحققها .
تمنياتنا ....أن نحفظ أنفسنا ....ونحافظ على وطننا وقيمنا ....موروثنا وأخلاقياتنا .....انجازاتنا ومكتسباتنا ....أن نحفظ كل ما لنا وما توارثناه من ايجابيات وقيم ....وأن نحافظ على تقديراتنا وتقيماتنا واستخلاصاتنا.... والدروس المستفادة من تجربتنا بما يحقق لنا ظروفا افضل ....ومعالجات عملية لسلبيات طالما انتظرنا أن نجتثها من فكرنا وسلوكنا ومشاهدات حياتنا .
أن يكون العام القادم عام التفاؤل ....وتجديد الآمال ...والعمل بجد واجتهاد ....والاخلاص للوطن وقضاياه .....وللإنسان ومتطلباته .....أن نكون المخلصين الاوفياء لكل من قدموا لنا أرواحهم وعذاباتهم وجرحهم النازف.... لأجل حياة افضل ...وكرامة نصون بها شعبنا وعلاقاتنا الوطنية .
تمنياتنا أن نحافظ ونطور من فكرنا ومنهجية عملنا ....والية قرارنا ....وحسن توجهاتنا ...وأن نستخلص العبر والدروس من تجاربنا ....بما يفيد واقعنا وأفاق مستقبلنا ....وأن لا نعيد تكرار أخطائنا .
تمنياتنا بالعام القادم أن نخلع عن أنفسنا كافة الأحقاد وسوء التقدير ....كما سوء الفعل والمقصد ....وأن نجلي ضمائرنا وصدورنا وقلوبنا من كل غل وحقد أسود ملأ القلوب ....واستقر بالأفئدة ....واصبح يحرك الألسنة ويحدد السلوكيات والأفعال ....ويشتت الجهود والطاقات .
نتمنى أن نكون قد تجاوزنا كافة الأحقاد ....كما تجاوزنا كافة السلبيات التي تعشعش في نفوس وعقول البعض ممن لا زالوا يعيشون الأوهام..... ويتمنون الخراب..... ولا يريدون للسفينة أن تبحر وأن ترسو على شاطئ الأمان .
حلمنا وتمنياتنا أن نري الجميع على حسن خلق وفي افضل حال .....متماسكين متوحدين متألفين ....قلوبهم بيضاء ...وضمائرهم حية ....وعقولهم خالية من الشوائب ....وأياديهم خالية من الرشاوي والفساد .
أحلامنا وتمنياتنا بالعام القادم أن نري الجميع موحدين ....غير منقسمين ....وغير معتلين بأمراض الفتنة والانقسام ....وأن نخرج من حالة التعصب الي حالة الوئام والمحبة والتسامح .
أحلامنا وتمنياتنا ان نري شوارعنا ومنازلنا وقد تم أضاءتها ....واصبحت نظيفة وخالية من القمامة وأصبحت البيئة لدينا نظيفة وخالية من الأتربة ....وأن تصبح شوارعنا معبدة وخالية من الحفر.... وأن نري مدننا وقد أصبحت شاهدة على اخلاصنا وارادتنا وفعلنا ....نتمنى ونحلم أن لا نري عاطلين عن العمل ....وأن نري الجميع يعمل في مصنعه وأرضه وعمله كلا باختصاصه وبما يمتلك من قدرات وامكانيات .
نتمنى ونحلم بالكثير مما يمكن أن نقوله في تعزيز الحريات والديمقراطية ....نتمنى أن يسود القانون واحكامه ...وأن نتخلص من شخصنة القضايا .... وأن نحترم عقول الناس ... وأن لا نأخذهم الي مربعات الخلاف دون مبرر أو سند .
تمنياتنا أن نري ونستمع ونقرأ لإعلامنا الفلسطيني وقد أصبح أمام مسئولياته الوطنية والمهنية وأن لا يخرج عنها لأي سبب كان ....وأن لا يتعاطى مع الذرائع والمبررات ....وأن لا يدخل بحسابات ضيقة ....بل يعمل اعلامنا بما هو مطلوب منه لأجل الوطن والانسان وحريته .
تمنياتنا وأحلامنا تفوق طموحنا الشخصي .....الي طموح شعبنا الذي يتمنى الخلاص من احتلال بغيض واستيطان مجرم ...وحصار جائر ....الخلاص ....والامساك بحلم الدولة ورفع العلم وتجسيد كافة اركانها وتعزيز حريتها واستقلاليتها مؤشرا وتأكيدا على ان حلمنا وتمنياتنا قد تحققت ....وأننا أصبحنا أمام حالة التأكيد على تنفيذ طموحاتنا واستقلالنا .
تمنياتنا وأحلامنا تتعدي شخوصنا ....كما تتعدي وطننا..... لتصل الي ربوع الأوطان المجاورة لنا وحتي البعيدة عنا ....وتمنياتنا لها بالأمن والاستقلال والرخاء ....وأن يسقط الارهاب في وحل أعماله الجبانة المشينة .....وأن يسقط فكرهم والي الأبد والي مزابل التاريخ .
تمنياتنا وأحلامنا أن نري سوريا وقد استقرت وأن لا نري الارهاب على أرضها ....كما تمنياتنا للعراق بالرخاء والسلام والوحدة كما اليمن وليبيا وكافة الأقطار العربية والاسلامية .
أمنيات خاصة الي مصر العربية الشقيقة وتمنياتنا القلبية أن يحفظها الله برعايته وأن يسدد خطاها على طريق التنمية والاستقرار والرخاء لشعبها .
تمنياتنا أن نري العالم وقد اصبح محافظا على الانسان وكرامته وحريته ....وأن لا يتجبر أحد بقوته ....وأن تسود علاقات الوئام والمحبة.... واحترام القانون ....وسيادة الدول .
تمنياتنا وأحلامنا لا يمكن لها أن تتبلور دون نظرة فاحصة وتأمل كبير بحال السياسة وأهلها وما وصلوا اليه ....وما أوصلوا الناس اليه .....من متاعب ومصاعب نتيجة سوء تقديرهم كما سوء أفعالهم .....كما سوء قراراتهم ....حالنا كما حال الكثيرين ممن يعانون ويلات السياسة والحروب والكوارث الناتجة عن المصالح والاهواء والاطماع ....لكنها حال السياسة التي نتمنى أن تكون بعيدة عنا..... حتي يمكن لنا أن نتمنى بالعام القادم ....وأن نحقق ما نتمنى .
الكاتب : وفيق زنداح