ثمة ماهو مهم في خطاب كيري وما افرد من حقائق في خطابه الاخير والتي اتت في اربعة بنود:-
1- اكبر حجم من المساعدات الامريكية لاسرائيل في فترتي رئاسة اوباما
2- ازدياد حجم الاستيطان والتوسعات التي طالت مناطق في الغور وليس فقط القدس
3- الحالة الانسانية للفلسطينيين وما تتطلبه تلك الحياة من اطار سياسي ووطني وامني
4- الدولة اليهودية او الدولة الواحدة ومستعصيات الفهم الديمقراطي للدولة الواحدة امام عدة تساؤلات.؟؟
لا نريد ان ندخل هنا في التفاصيل التي اوردها كيري .في تلك البنود سواء نتفق مع بعضها او نختلف مع البعض الاخر وقد تم بحث ذلك في مقال سابق ولكننا سنسلط الضوء على ردة الفعل الاسرائيلي وبالتحديد رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو .
كانت ردود الافعال الاسرائيلية متشجنجه وخاصة قادة اليمين الاسرائيلي وعلى رأسهم نتنياهو في حين بارك اليسار والائتلاف خطاب كيري وما جاء فيه .
مكتب بنيامين نتنياهو وصف الخطاب بانه منحاز ضد اسرائيل ويشجب الاستيطان في حين لم يتطرق الخطاب لمعارضة الفلسطينيين ليهودية الدولة ، اما وزير الطاقة الاسرائيلي يوفال اشطاينتس قال : ان الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير خارجيته كيري يعيشان في فنطازيا ويعملون مع المجتمع الدولي من اجل معاقبة اسرائيل، اما نفتالي بينت رئيس حزب البيت البيت اليهودي ووزير التعليم معلقا ، كيري اقتبس اقوالي ثلاث مرات دون ذكر اسمي من اجل ان يظهر اننا نعارض دولة فلسطينية فصحيح طالما الامر يتعلق بي لن نقيم دولة ارهاب اخرى في قلب البلاد( هنا يشير الى غزة وحماس وفصائل المقاومة ) اما ياريف ليفن وزير السياحة معلقا ن ان خطاب كيري تضمن كلمات كثيرة وفهم قليل للواقع وان كيري دهور مكانة الولايات المتحدة في العالم في كل مكان عمل به وان الخطاب في حد ذاته جائزة للارهاب الفلسطيني وتجاهل حقنا في البلاد ...!!
اما رئيس كتلة المعسكر الصهيوني معلقا ، ان خطاب كيري يعبر عن قلق حقيقي لامن ومستقبل اسرائيل وان كيري كان وما زال صديقا لاسرائيل ، ووصفت زهافا غلئون رئيسة عزب ميرتس بان خطاب كيري رسالة واضحة لحكومة اسرائيل بان المستوطنات عبوة ناسفة في اي تسوية مستقبلية لحل الدولتين ولاستمرار اسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية .
في هذا الجانب شخص وزير الخارجية الامريكية سلوكيات حكومة نتنياهو ، ان اسرائيل امام خيارين اما دولة ديموقراطية او دولة يهودية لكن لا يمكنها ان تجمع الاثنتين ويعتبر ان وتيرة الاستيطان زادت بشكل كبير حتى قرب الحدود الاردنية التي هي اقرب للاردن من اسرائيل ، مضيفا كم من اعباء مادية وامنية يكلف هذا الاسرائليين ...؟؟! وفي هذا السياق الفلسطينيون يرفضون الاعتراف بيهودية الدولة على اساس انها تفرغ الاسس التاريخية والوطنية للارض الفلسطينية وتقوض مبدأ حق العودة والتجمعات الفلسطينية داخل الارض المحتلة عام 48م.
يبدو ان نتنياهو قد ادرك حالة التشجنج وردات الفعل تجاه وزير خارجية امريكا فكيري لا يمثل شخصه بل يمثل الولايات المتحدة الامريكية بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية ، وانه لا يمكن الفصل او اللعب على التناقضات الثانوية للرؤساء الامريكيين واداراتهم ، واللعب على حالات التناقض الثانوية بين اوباما وترامب او الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي فكلاهما يمثلان الشعب الامريكي ودولة الولايات المتحدة الامريكية .
ففي اعتقادي ان استعدادات ترامب لتناول ملف الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وهو يهودي خريج مدرسة دينية وهو محامي لشركات ترامب ، جيسون غرنبيلات وسطي غير حاد وبالتالي هو يميل لتعاطي وزير الخارجية السابق كيري ، ولن تبتعد تصوراته عن اطروحات كيري التي اتت في خطابه وفي ورقة العمل لحل الصراع والتي اعتمد فيها على عدة اطروحات سابقة تم طرحها من ادارات امريكية سابقة .
اذا نتنياهو تراجع عن حدته موجها الشكر للادارة الامريكية والشعب الامريكي لوقوفهم الى جانب اسرائيل ، وفي نفس الوقت يهمل ان الاستيطان هو العثرة الحقيقية في وجه السلام محملا المسؤلية للسيد عباس لتمسكه بالاءات الثلاث ، عدم الاعتراف بالدولة اليهودية ، لا للمفاوضات، لا لوقف خطاب التحريض، جاء هذا في خطاب القاه في حفل تخرج دفعة جديدة من طياري سلاح الجو في قاعدة حتسريم، وشدد على العلاقات الامريكية الاسرائلية وقوتها وان التحالف قوي وان كانت هناك بعض الخلافات بين قيادتي البلدين، وشكر نتنياهو الشعب الامريكي والكونجرس والادارة الامريكية على دعمهم العسكري والامني وعلى صفقة طائرات الشبح ، في حين قد ابدى رئيس السلطة السيد عباس استعداده لبدء المفاوضات اذا جمدت اسرائيل الاستيطان .
قد تختلف ادرة اوباما عن تطلعات ادارة ترامب القادمة بخصوص التعامل مع قضايا ساخنة في الشرق الاوسط كالعراق وسوريا واليمن ولكن لا اعتقد ان هناك خلافا حول مفهوم الادارتين في العمل الكامل لنظرية الامن الاسرائيلي ووجود اسرائيل وامنها .
بقلم/ سميح خلف