غزة ...وايقاد شعلة الثورة .

بقلم: وفيق زنداح

لم أرغب بالكتابة عن ايقاد شعلة الثورة الفلسطينية بالذكري 52 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ....الا بعد أن أكون حاضرا ومشاهدا ومتأملا للمشهد الفتحاوي الوطني بحشوده وأعلامه وصور قادته وعلى رأسهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات والرئيس محمود عباس .
مشهد وطني فتحاوي تعدي حدود الحشد المألوف بمناسبة ايقاد شعلة الثورة بساحة الجندي المجهول ....لتتعدي الحشود كافة التوقعات ....لأنها الفتح العملاقة بديمومتها وحالة نهوضها ....واستنهاضها لطاقات كوادرها وأعضائها ومناصريها والجماهير المحبة لفتح التي تأبي الا أن تكون الحاضرة والمتفاعلة بمشاركتها بمناسبة وطنية فلسطينية يجب التوقف أمامها ....والتأمل بمسيرتها الطويلة ....واستخلاصات تجربتها التي بلورتها حركة الجماهير ....حركة الملايين منذ عيلبون وانطلاقة الرصاصة الأولي بالاول من يناير 65 لتبدأ صفحة جديدة من النضال الفلسطيني بأهدافه ومبادئه واستقلاليته ....ليكون التحول الاستراتيجي التاريخي في اليات الصراع مع العدو المحتل .
حركة فتح وتاريخ انطلاقاتها ما قبل التأسيس وما بعد ....والذي يؤكد أن هذه الحركة العملاقة التي تألقت بسماء الوطن وعبر جباله وسيوله ...كما تألقت عبر ساحات عديدة ...انما توكد أن حركة فتح.....تمثل الهوية الفلسطينية الوطنية المؤمنة بقدرها وقدرتها على استنهاض طاقات شعبها ....المؤمنة بحتميه انتصارها ووصولها الي أهدافها .....لأنها وليدة فكرة وطنية ثورية تألقت وانتشرت وأمن بها الملايين من عشاقها والمنتمين لها والحريصون عليها ...والمتمسكون بوحدتها ...سلامتها وصلابتها لاستكمال مشوارها التحرري .....وتحقيق حلم الدولة والاستقلال الوطني .
جماهير غزة والقطاع بشيبهم وشبابهم .....بنسائهم وأطفالهم .....يحتشدون بعشرات الالاف وهم يرفعون صور قادتهم وعلم وطنهم وحركتهم .....فرحا وتجديدا لعهدهم وانتمائهم وتمسكهم بحركتهم فتح وبقائدها الرئيس محمود عباس .
لحظات فرح غامر بساحة الجندي المجهول وشارع عمر المختار والشوارع المجاورة والممتدة ...والمملؤة بالجماهير المحتشدة التي أتت من كافة أرجاء القطاع للمشاركة بهذا الحدث الوطني الفلسطيني ....ذكري انطلاقة الثورة وايقاد شعلتها ...لحظات تاريخية وطنية فلسطينية يتجدد العهد فيها والقسم لتوكد جماهير فتح وقادتها الحاضرين لايقاد الشعلة أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح لا زالت تتألق وتقوي ....تتماسك وتتوحد ....ولن يثنيها عن أداء دورها ....واستكمال مسيرة نضالها كافة التحديات والعوائق والمصاعب التي ستسقط أمام عزيمة ارادتها ...وصلابة جماهيرها وايمانهم الحتمي أن النصر ات .
لتوكد فتح الثورة بذكري انطلاقتها 52 على انها على درب الشهداء والثوابت واستقلالية القرار الوطني .....وأنها على العهد والقسم ولن تحيد عن مسيرتها ....أهدافها وثوابتها ومبادئها ....وستبقي حركة فتح تضئ شعلتها وهي أكثر قوة وصلابة وتماسك مهما اشتدت عليها التحديات والمصاعب التي لن تزيدها الا قوة وعنفوان وشموخ .
لقد خبرت حركة فتح عبر مسيرتها النضالية الطويلة كل ما يمكن أن يحيطها من تحديات ومصاعب ...ولقد تغلبت على كل ما اعتري مسيرتها من مصاعب بفعل قوة ايمانها وانتماء أعضائها ...وعشق مناصريها ...ومحبتهم وايمانهم أن هذه الحركة الوطنية هي حركة الخلاص من الاحتلال ....وهي ذاتها حركة البناء للدولة المستقلة .
الذاكرة تعود بنا الي حيث كان يقف مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم أحمد الشقيري مخاطبا الجماهير بساحة الجندي المجهول ....والذي يؤكد أن هذه الرمزية التاريخية انما تشكل بالنسبة لسكان القطاع وفاءا متجددا للشهداء من أبطال الجيش المصري الذين قدموا أرواحهم فداء فلسطين وشعبها .
ونحن هنا عندما نعيش الذكري 52 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وايقاد شعلة الثورة الفلسطينية المعاصرة ....انما نجدد التمسك بالثوابت والأهداف التي من أجلها كانت الثورة ومسيرة الكفاح الوطني وقوافل الشهداء والأسري والجرحى وكافة التضحيات التي تم تقديمها من قبل شعبنا الصابر المرابط والذي لا زال على تضحياته وامله ببزوغ فجر الحرية والاستقلال .
ان الايمان بحركة فتح وتاريخها ومسيرة نضالها ....انما تؤكده الأيام والسنوات ....كما وتؤكده كافة المناسبات التي تحتشد فيها الجماهير المؤمنة بهذه الحركة ....والتي تجدد انتمائها ومحبتها لها ......وايمانها بأنها حركة النصر والانتصار .....مهما طال الزمن .
الكاتب : وفيق زنداح