كما في كل عام ومع إطلالة الأيام الأولى للعام الجديد لابد لنا من التحدث بشكل شفاف وواضح حول حقيقة ما يجري اليوم على امتداد أرض فلسطين ومساحة دول المنطقة ، وفي بداية هذا العام فكرت مطولا حول عنوان عريض اكتب حوله ولم أجد سوى أن أعيد كتابة رسالة الى فلسطين وقواها وفصائلها واحزابها المناضلة وعلى مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم علها تكون بداية جديدة ساطعة كشمس فلسطين وفية صادقة لانهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية بعد الانتصارات الدبلوماسية التي كان اخرها قرار مجلس الامن الدولي حول الاستيطان ليشكل انتصارا هاما مع استمرار انتفاضة القدس والمقاومة بكافة اشكالها والمضي نحو إحراز النصر.
عام مضى وعام جديد يسجل انتصارات مهمة على مستوى المنطقة وابرزها انتصار حلب ، وهذا يستدعي من شعوب المنطقة الانتصار لارادة المقاومة من خلال العقل والمنطق , الضمير والوجدان , القلب والروح , العاطفة والنخوة، كيف ترون مستقبل اوطانكم، حتى تبقى قضية فلسطين هي بوصلة الصراع العربي الصهيوني ، ونقول للنظام الرسمي العربي آن الأوان لأن تعودوا إلى فلسطين بقليل من التفكير ومراجعة الضمير ، فلسطين التي تنتصر بارادة ودماء شهدائها ، وتحقق الانتصار الاممي من قبل بعض الدول الصديقة والوفية وعلى رأسها فنزويلا.
أن ترسيخ قيم الانسانية والحياة ومفاهيمها وقيمها الخلاقة ، وبعيدا عن الغلو والفساد والتمييز ، لهو الطريق نحو استعادة الحقوق المشروعة ، رغم غياب العدالة وعدم تكافؤ الفرص ، وعدم المساواة والنظر باوضاع المناضلين لتسوية اوضاعهم ، حيث ترى حياتهم عبارة عن مسلسل متصل ومتواصل ،عبارة عن متاعب وهموم ، فالعيش مع هذه الحقائق والمعاناة ، التي هي متعددة ومتجددة ومتنوعة ، والتي أصبحت سمة من سمات حياتنا الصعبة والمعقدة ، والتأريخ ينبؤنا بألاف الأمثلة والعبر والدروس تتطلب وقفة ضمير من اصحاب القرار .
وما تعيشه الشعوب العربية ، لا يختلف في جوهره وفحواه عما عشناه وما مررنا به وما أفرزه الواقع ،نأمل بأن يكون العام القادم عام الانتصار، وهذا لا يمكنه أن يحدث بقدرة قادر ،ومن دون ان نعي بأن مفتاح الأبواب المغلقة بأيدينا نحن ، فعلينا ان نتسلح بالوحدة الوطنية وبخيار المقاومة .
امام كل ذلك نرى ان عام مضى والشعب الفلسطيني في مخيمات اللجوء والشتات ،ليست بالأفضل من هذا الواقع والحال، نتيجة الاحداث المتنلقة في أغلب الحالات الضحية هو الشعب، الذي يناشد من اجل حفظ امنه وتأمين الحقوق والوجود المؤقت ولقمة العيش.
من هنا نقول يودع العالم عام 2016 ليستقبل عاماً جديداً هو الـ 2017، ومع نهايته تطوى صفحته وتتحول حوادثه بخيرها وشرها الى تاريخ لا يمكن التلاعب به لان وقت التلاعب بالتاريخ، وخاصة في البلدان المتأخرة، قد ولى وذلك بسبب الثورة التقنية التي وضعت المعلومة تحت تصرف الانسان بشكل كامل وبسرعة تغييرية لا تحتمل الخطأ.
لو اردنا تسجيل تاريخ نرى ان انتفاضة القدس تلزمها الصفحات الكثيرة لذلك، لان هذه الانتفاضة التي قادها شابات وشباب فلسطين ورسموا من خلالها خارطة فلسطين بدماء الشهداء بشكل يومي ان لم نقل ، تؤكد قدرة الشعب الفلسطيني بانه قادر على الانتصار على قوى الاحتلال.
امام انتقالنا الى عام جديد نقول ان العام الماضي حمل الكثير من الأخطاء والإخفاقات،وقليل من الإنجازات، وفي الكثير من الدول العالم تتغير القيادات او تستقيل،لكونها أخفقت أو إرتكبت اخطاء في قضايا ليست جوهرية او استراتيجية، ولا تواصل التشبث بكراسيها معلنة بأنها منزهة عن الخطأ،وهي تواصل تحقيق المواقف "الوهمية" التي يكشفها الواقع .فهل نشهد العام القادم تفعيل وتطوير في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية شراكة وطنية، ونتجاوز كل الخلافات الفئوية وتشنجاتها،ونرسم استراتيجية فلسطينية جديدة،تضع حداً للإنقسام المدمر،وتوحد شطري او جناحي الوطن،ونسعى الى تسوية اوضاع مناضلي الفصائل ، وبذلك نكون فعلا امام شعار نرفعه عن ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية وإستعادة الحقوق الوطنية المشروعة .
ختاما لا بد من القول بان ما كنا نحلم به من غسل الماضي الملوث والأموال الملوثة والضمير الفاسد وتطهير الذاكرة والبيئة من الاستبداد والقهر بات قريبا ، لكنه بحاجة إلى عمل وتكاثف ، فبجهدنا سنصنع حاضرنا ومستقبلنا الذي نريد ، وبجهد جميع القوى ومكوناتها وأطيافها ، وبعزيمة شعب فلسطين برجالها ونسائها .. بشاباتها وشبابها سننتصر ونحقق الاهداف المشروعة في العودة والحرية والاستقلال .
كل عام وشعبنا وشعوب امتنا واحرار العالم بخير وسلام وأمان .
بقلم / عباس الجمعة
كاتب سياسي