أقف اليوم أمام جزء أصيل لا يتجزأ من نسيج مجتمعنا الفلسطيني يحرك فيا كل خلجات حواسي وأشعر بصعقة كهربائية عند المثول أمامهم أو المرور من جانبهم لضعف حيلتي أمام قوة طاقتهم وعزمهم على مواصلة الحياة رغم الصعاب وإعاقة المجتمع لهم,يطلقون عليهم البعض "المعاقين" أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يمتلكون في نظري طاقة إبداعية ايجابية بحاجة لمن يكشف مواهبهم الجبارة ويفرغها لما هو مفيد للمجتمع,وليسوا إعاقة إضافية تزيد من أعباء المجتمع,فإيماني العميق والمطلق أن الإعاقة لا يمكن أن تلغي الطاقة,فإنهم نموذج من الإرادة والتحدي والصمود في الحياة على مواصلة حياتهم متحديين كل الصعاب, فإن الإعاقة فقط هي بالفكر وليس بالجسد,لهذا نجد أن المشكلة التي مازالت تواجه أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة تكمن في نظرة المجتمع لهم وتتفرع في إعاقة تطبيق القانون وإعاقة العدالة الاجتماعية وإعاقة السلوكيات الخاطئة في التعامل معهم.....
وكما عودتنا دائماً وأبداً في إطار الأنشطة والفعاليات الخيرية المتواصلة فقد نظمت جمعية أمجاد للإبداع والتطوير المجتمعي بالتنسيق والتعاون مع وزارة الشباب والرياضة,إحتفالاً باليوم العالمي لذوي الإعاقة في صالة النادي الأهلي منطقة الشيخ رضوان,في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً,وذلك يوم السبت الموافق 31/12/2016م وقد مر على تأسيس جمعية أمجاد للإبداع والتطوير المجتمعي عام من العمل المتواصل والذؤوب والمثابرة والعطاء والتقدم والتميز والرقي والإبداع للوصول لما هو أفضل محققة خلال هذا العام المنصرم الكثير من الانجازات التي تحققت بهمة وجهود الإخوة والأخوات المبجلين,بهدف إدخال السعادة والسرور وبث روح التفاؤل وزرع الأمل في نفوس ذوي الاحتياجات الخاصة,بتحسيسهم بأنهم حقا جزء أصيل من نسيج المجتمع الفلسطيني,والجميع منا يهتم بوجودهم وبحقوقهم في أن يعيشوا حياتهم مثل الأسوياء بالحقوق والواجبات في المجتمع...
وقد تميز هذا الحفل بحضور شخصيات اعتبارية ووطنية وأدبية وفنية وإعلامية ورجال الإصلاح والصلاح والمخاتير ومجموعة من الشخصيات الفاعلة والمساهمة في هذا المجال,وكان من ضمن الحضور الكريم الأستاذ/ رئيس مجلس إدارة جمعية أمجاد ماهر أبو نحل ومديرة عام الجمعية هنادي احمد والأستاذ امجد محيسن وكيل وزارة الشباب والرياضة والأستاذ/إحسان عواد عضو مجلس إدارة ومايسترو الفعالية والتنسيق والإشراف نداء عويضة متطوعة في جمعية أمجاد وأعضاء طاقم جمعية أمجاد والمشرفات والعاملين,وقد تميز الإبداع في توزيع فقرات الحفل من حيث مقدميها ما بين أشخاص من ذوي الإعاقة وأسوياء,كان الهدف منه هو إرسال رسالة واضحة أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أحد المكونات الرئيسية لأي مجتمع في العالم ولهم دور مهم لا يمكن التغاضي عنه,فلهم من الحقوق ما لغيرهم وعليهم من الواجبات كما غيرهم...
وقد أدارت فعاليات هذا الاحتفال بكل اقتدار كلاً من المتألقات الأستاذة/ هبة أبو فول من ذوي الإعاقة والأستاذة/ نسرين مدوخ واللواتي من جانبهن رحبتن بالضيوف والأهالي الكرام وشكرهن على حضورهن على تلبية الدعوة لأهمية هذا اليوم المميز والذي يخصص لتسليط الضوء على قضية ذوي الاحتياجات الخاصة ومحاولة إيجاد حلول لمشاكلهم,كما وشكرن كل العاملين في الجمعية على جهودهم المبذولة والعناية التي يولونها لهذه الفئة من المجتمع ومن ساهم في نجاح هذا الاحتفال,
وقد افتتح حفل فعالية أبطال الإرادة بالسلام الوطني بلغة الإشارة تحت إشراف مدربات لغة إشارة من جمعية الشروق لرعاية الصم والبكم,وقف الحاضرون جميعاً في موقف مهيب للاستماع للنشيد الوطني,ومع إنتهاء النشيد الوطني ألقي الشاب عبد الله موسى بصوته آيات من الذكر الحكيم,وبعدها تخلل كلمات الحفل كلا من السيد ماهر أبو نحل/ رئيس مجلس إدارة جمعية أمجاد / أ.امجد محيسن وكيل وزارة الشباب والرياضة وا.إحسان عواد عضو مجلس إدارة وكلمة ذوي الإعاقة ألقتها نداء جندية"كفيفة"وكما تضمن برنامج الحفل على العديد من الفقرات الفنية الدبكة "فرقة نشامة للفنون الشعبية" والرسم/ محمد الحسني والفنان عماد حمدونة كما أبدع فنانين دويتو راب في وصلتهم الغنائية كلاً من ساري ربايعة وبلال صافي,والسيدة المتألقة في فقرة الشعر سوسن الخليلي والطفلة شهد البنا التي تألقت في تقديم قصيدة الشعر واقترحت تغيير اسم ذوي الإعاقة إلى قاهري الإعاقة لأنهم في أي مكان وجدوا فيه يثبتون أنفسهم ويتركون بصمة....
وأخيراً ومن على سطور مقالي أوجه ندائي إلى كل العاملين في الجهات الرسمية من تفعيل القانون النافذ في فلسطين وخاصة فيما يتعلق بحماية ذوي الإعاقة الجسدية من أجل حمايتها وذلك من خلال توفير البيئة الآمنة فهم يعانون من نقص حاد في الخدمات والرعاية والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها الكثير,وهذا ناتج عن إهمال وتقصير من الجهات الرسمية والمؤسسات الأهلية والمجتمعية بحقهم لهذا نرجو أن ينظر لهم بأنهم جزء مهم من مكونات المجتمع الفلسطيني وليس عبء إضافي على المجتمع.....
والله من وراء القصد
بقلم الكاتب/سامي إبراهيم فودة
[email protected]