خلال لقاء حول الوضع الصحي برفح: تشكيل وفد شعبي برئاسة المحافظ لمقابلة الرئيس

أوصى عدد من المشاركين في لقاء برفح أمس على ضرورة إنشاء مستشفى بمحافظة رفح التي تفتقر لأدنى مستويات الخدمات الطبية على مستوى فلسطين ، وشددوا على أن الارتقاء بالوضع الصحي والخدمات المقدمة للمواطنين وأهمية إنشاء مجمع طبي بشكل عاجل في محافظة رفح مطلب شعبي بامتياز بعيدا عن أي تطلعات حزبية ويجب أن يكون خارج نطاق المناكفات السياسية وبعيدا عن التسلط الحزبي،  التي لا زالت تعاني كما هو في كل مناطق الجنوب بالعالم من التهميش والنسيان ، وأشاروا إلى أن محافظة رفح التي قدمت برجالاتها وتضحياتها الكثير لا يليق عليها هذا التهميش الواضح وحرمان ربع مليون مواطن فيها من الحصول على حقهم في العلاج بشكل يحفظ صحتهم وكرامتهم بدون عناء.
جاء ذلك خلال لقاء نظمه صالون حلمي الثقافي بعنوان " رفح بحاجة الى مستشفى " بحضور محافظ رفح أحمد نصر ، والقيادي في حماس احمد يوسف ، والقيادي في حماس عيسى النشار ، والقيادي بالجهاد الإسلامي احمد المدلل ، وعاطف الحوت مدير مستشفى أبو يوسف النجار، وعدد من كوادر حركة فتح وممثلي بعض فصائل العمل الوطني برفح والوجهاء والمخاتير وأدار اللقاء رئيس الصالون حلمي أبو طه.
وفي كلمته الافتتاحية للقاء أوضح حلمي أبو طه على  أن حاجة رفح  إلى مستشفي هو عنوان الجلسة 23 لصالون حلمي الثقافي التي شرفت باستضافة السيد محافظ رفح " احمد نصر " و أعضاء مجلس إدارة أصدقاء مستشفى رفح ،والدكتور أحمد يوسف مؤكدا على أن الارتقاء بالوضع الصحي والخدمات المقدمة للمواطنين وأهمية إنشاء مجمع طبي بشكل عاجل في محافظة رفح أصبح مطلبا شعبيا بامتياز ، ودعا إلى التكاثف من كافة الجهات والفصائل من أجل انجاز هذا المشروع وتذليل العقبات التي تحول دون تنفيذه.

من ناحيته قدم محافظ رفح احمد نصر تصوره الحالي والمستقبلي لإنجاز هذا المشروع ووعد برفع تقريره للرئيس ولرئيس الوزراء بشكل عاجل وأكد على انه على استعداد بالتواصل مع الجهات المسئولة بالسلطة الفلسطينية وأنه سينقل معاناة رفح وحاجتها لمستشفى ووعد بمتابعة الموضوع مع كافة المستويات ورئاسة الوزراء ،وأشار إلى أنه شخصيا ساهم سابقا بتذليل كافة العقبات من أجل إنشاء المستشفى الإماراتي ولكن هناك من سعى لبقائه دون تطوير كما كان مخططا له ، وبين أن المستشفى الميداني الإماراتي كان على مستوى في الحرب وكان يحتوى على معدات متميزة ومتطورة إلا انه تمت محاربته ولم يكن هناك قرار بتحويل الجرحى والإصابات عليه ولم يكتب النجاح باستقراره برفح ، والآن علينا أن نتفهم خصوصية وضعنا الداخلي معربا عن أمله بان  لا يكون هناك عقبة أمام تنفيذ هذا المشروع الحيوي والإنساني ، موضحا بأنه سعى بجدية لتقديم مستشفى رفح لدى الجهات المسئولة بالسلطة الفلسطينية إلى رقم 3 في سلسلة الاعمار لقطاع غزة ، وسيكمل المساعي من اجل إيصال معاناة رفح للرئيس أبو مازن بأسرع وقت ممكن.
 فيما أعلنت لجنة جمعية أصدقاء مجمع رفح الطبي على لسان عيسى النشار القيادي بحركة حماس عن استعداد أعضاء اللجنة للاستقالة في حال كان شكل الأشخاص القائمين عليها عائقا واستعداد اللجنة لإعادة التنسيب لجمعية أصدقاء مستشفى رفح، كما وضع النشار الحضور بصورة مهام مجلس إدارة أصدقاء المستشفى ودورهم الحالي مؤكدا على أنهم لن يكونوا عائقا أمام بناء مستشفى برفح ،   فيما أكد احمد يوسف القيادي في حماس على أن المناكفات السياسية أكلت من عمر شعبنا الكثير وأثرت في تفاصيل حياته اليومية واحتياجاته الخدماتية وهذا الموضوع من ضمنها أيضا ، مشيرا إلى أن هناك من شارك من وزراء حكومة غزة في منع تطوير مستشفى النجار أيضا ، وأوصى بضرورة أن يتولى اللجنة شخصية محايدة تكون محط رضا الجميع والمجتمع الدولي والممولين من أجل تسهيل مهمة الحصول على التمويل بدون عوائق .
من جانبه استعرض مدير مستشفى أبو يوسف عاطف الحوت الوضع الصحي والطبي برفح وحاجتها الماسة لبناء مجمع طبي مؤكدا على أن مستشفى النجار برفح تقدم خدمات للمواطنين تفوق قدرتها على التحمل ولكنها في تنفس الوقت تعاني من نقص في الأسرة التي لا يتجاوز عددها 65 سرير ونقص في التخصصات والتصوير الإشعاعي المقطعي ، وفيها مختبر وقسم أشعة وعشرات الأطباء والإداريين وغيرهم من الموظفين الذين يقدمون الخدمات على مدار ساعات اليوم ، إلا أن المستشفى وفي ظل هذا النقص في التخصصات والكادر البشري والمقومات لا يقوى على تقديم الخدمات بكافة أنواعها لما يقارب من ربع مليون مواطن في محافظة رفح ، مشيرا إلى أن أغلب المحافظات بقطاع غزة تتمتع بوجود مستشفيات وفي بعض المحافظات يصل عدد المستشفيات إلى خمسة ،مبينا أن كادر المستشفى لا يقصر في بذل أي جهد لخدمة المواطنين ولكن ضمن الإمكانيات المتاحة.
واشار الى ان عدد الاسرة بمدينة غزة 1500 ل600 الف مواطن ، وفي شمال غزة 500 سرير 350 الف مواطن بينما في رفح 150 سرير ل 250 الف مواطن الامر الذي يدلل بالارقام للوضع الصحي، موضحا ان مستشفى ابو يوسف النجار يراجعه يوميا 300 حالة منها 30 حالة دخول ولكنه يضطر لعدم ادخالهم لقلة الاسرة في المستشفى.
وأكد عدد من الحضور على أن أن عملية البناء في حال توفر التمويل والتوافق على بنائها سيستغرق عدة سنوات وليس من المعقول الانتظار لإنشاء مستشفى في ظل تردي الوضع الصحي والخدمات الصحية التي تعاني من نقص برفح وطالبوا بتعزيز الوضع الصحي كمرحلة مبدئية ولكن دون التأثير على مطلب مستشفى في محافظة رفح .
وفي نهاية الجلسة تم التفاهم على نقطتين أساسيتين للمرحلة القادمة  الأولي استعداد مجلس الإدارة الحالي لجمعية أصدقاء مجمع رفح الطبي لفتح المجال أمام تشكيل لجنة جديدة ترئسها شخصية مستقلة ومقبولة اجتماعيا ودوليا، و الثانية تشكيل وفد شعبي برئاسة المحافظ لمقابلة السيد الرئيس ورئيس مجلس الوزراء لمناقشة تنفيذ الوعود بدعم بناء المستشفى .

 

المصدر: رفح – وكالة قدس نت للأنباء -