تلك هي السعادة مع الله ..!!

بقلم: نادية طاهر

علينا أن نثق تماماً : أن العز كل العز في طاعة الله .. والسعادة كل السعادة في القرب منه جل في علاه .. ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن المقبلين على الله يتلذذون .!( نعم يتلذذون حقاً ) وهم يتعبون من أجل الله ، سيدهم وخالقهم ومولاهم وحبيبهم جل جلاله … لذة لا يعرفها أكثر الخلق ، ولو عرفوها ربما قاتلوهم عليها.! إن لحظةَ صدقٌ واحدة يطيب فيها قلبك مع الله تعالى وتتذوق فيها متعة الأنس مع الله .. لحظة واحدة على هذا الشكل ،والله إنها لخيرٍ من الدنيا وما فيها وما عليها كذلك .. !! ساعة واحدة على هذه الشاكلة تجعل الإنسان يحس ( إحساساً حقيقياً ) أنه في تلك الساعة لم يعد في الدنيا وإنما انتقل ( مباشرة ) إلى الجنة رأسا ً، ًفكيف لا يكون مثل هذا في قمة السعادة..؟!! ألا تعسا للقلوب ِ الغافلة المعرضة عن ربها يقول الله عز وجل : والذين آمنوا أشد حباً لله ) أشد حبا ماذا تعني .؟!) مما قاله العلماء في هذه الآية أن الذين آمنوا بالله وأقبلوا عليه ،وتعلقوا به هم أشدُ حباً لله .. من محبة المخلوق حين يحب مخلوقا مثله .. أو أشد حبا لله من محبة أهل الأوثان لأوثانهم .. والنتيجة واضحة : إذا كان الذي يحب مخلوقا مثله يجد ألواناً من السعادة والفرح القلبي ،ويتلذذ بالتعب من أجله .. فإن الذين آمنوا يجدون أضعاف أضعاف تلك السعادة .جميعنا نعرف قصة بلال رضي الله عنه ، وما لقي من ألوان العذاب الذي يشيب له الشعر حتى أنهم كانوا يضعون الصخرة الكبيرة على صدره ، وكانوا يسحبونه على الرمال الحارقة شبه عاري .. ولكنه كان ثابتٌ ثبات الجبال الرواسي .. ولم يكن يزد على أن يسمعهم إلا قول : أحدٌ .. أحدٌ ..! الشاهد أنهم سألوه فيما بعد : كيف تحملت كل هذه الألوان من العذاب المروع ؟! قال رضي الله عنه وأرضاه : مزجت حلاوة الإيمان في قلبي ، بمرارة العذاب على جسدي ، فغلبت حلاوة الإيمان على مرارة العذاب .. عليك أن تكثر من الدعاء والضراعة ومناجاة الله في كل وقت …. وأن( تدمن ) ذكر الله في كل حركتك ، وحيثما كنت ..وذاك هو الإدمان المحمود ،و كلما زاد العبد في الطاعات والقربات , ازداد قرباً من الله فيا حسن تلك اللحظات ِ.. حين تتنزه الروح في بساتين الحسنات.. فتنتقي من الثمر أطيبة. وكم تطير النفس فرحاً وحبوراً إذا على رصيدها من الخير العميم المتنوع... مابين دعوة إلى الله وصدقه جاريه أو علم ينفع صاحبه يوم يلقى ربة, والأروع الأروع من ذلك.. يوم ترين ثمار تلك الحسنات تؤتي أوكلها كل حين بإذن ربها .. .فننظر يمنة فنرى سروراً على وجه مكروب ... أو بسمة بريئة على محيا طفل يتيم... ثم نلتف يسرة فنرى مسجداً قد شيد يترنم فيه المؤذن بالأذان بصوته الرخيم أو وقفاً قد عمر... ثم نقلب الطرف وننظر.. فهذه تبكي لسماع موعظة وتلك تقرأ في نشرة تلوح على وجهها معالم الندم, روعة وأي روعة وتبقى الجائزة الكبرى حين يبشر من أناب وتاب وأدى حق العزيز الوهاب يقول " هاؤم اقرءوا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية * في جنة عالية " ويندم حينها من شغلته الدنيا وحطامها الزائل عن يوم الحساب فيقول " يا ليتني لم أوت كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما ليس هناك لذة ...تعدل لذة القرب من الله والأنس به جل في علاه أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانية ..سبحان الله لن يتذوق المرء حلاوة السعادة مع الله ،إلا إذا ذاق طعم الإيمان .. أسأل الله أن يردنا إليه ردا جميلا وأن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا وأن يجعلها

الوارث منا اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

بقلم/ نادية طاهر