صور.. الحصار يتهدد حديقة حيوان رفح الوحيدة بالإغلاق!

يتهدد الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، منذ حوالي أحد عشر عامًا، والظروف الحياتية الصعبة لسكان القطاع، حديقة حيوان رفح الوحيدة، بالإغلاق، جراء تلك الظروف، أسوة بنظيرتها الوحيدة، التي أغلقت قبل أشهر في مدينة خان يونس.

وتُرهنّ الظروف الحالية لسكان قطاع غزة، التي دفعتهم للعزوف بشكل كبير عن التوجه للأماكن الترفيهية، واقتصارها في المواسم، ما تبقى من حيوانات وطيور في حديقة حيوان رفح؛ لتُصبح بين خطر النفوق وخيار البيع وإغلاق الحديقة من قبل مالكيها.  

وتُعتبر حديقة رفح الأقدم في القطاع؛ تم افتتاحها نهاية تسعينيات القرن الماضي، ووصلتها الحيوانات بصعوبة كبيرة؛ وأقيمت على مساحة ألفي متر مربع؛ تضم أكثر من 120 صنف من الطيور والحيوانات والزواحف الغير متواجدة هنا، نفقت بعض منها، وتبقى حوالي 100صنف.

ودفعت ذات الظروف في أغسطس/ أب2016 حديقة حيوان "غابة الجنوب" بمدينة خان يونس، للإغلاق، بعد أن صُنفت من أسوأ حدائق الحيوان في العالم، لنفوق معظم الطيور والحيوانات المتواجدة بداخلها جوعًا، جراء الحروب المُتلاحقة على القطاع؛ وتعتبر واحدة من أصل خمس حدائق مُتبقية، تعيش ذات الواقع المُر.

وأشرف فريق طبي نمساوي من مؤسسة "المخالب الأربعة" على نقل الحيوانات المُصابة بأمراض نفسية وغيرها، عبر حاجز بيت حانون/ إيرز، لمحمية طبيعية في الأردن، وأخرى لموطنها في إفريقيا، وإنقاذها من الموت جوعًا؛ ويأمل محمد جمعة مالك حديقة رفح أن تُنقل تلك الحديقة، أو توفير رعاية لها تفاديًا لنفوق الطيور والحيوانات.

واقع مرير

ويقول جمعة لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "واقع الناس اليوم لا يسمح لهم بالذهاب للأماكن الترفيهية باستمرار، جراء الظروف الصعبة التي يمرون بها، رغم انهم أحوج للذهاب لتلك الأماكن، في ظل أوضاعهم النفسية الصعبة، لكن الضيق لا يسمح لهم، وجعلهم يفكرون في أولويات أخرى".

ويضيف جمعة "الظروف الصعبة بكل تأكيد، انعكست سلبًا على الناس، ودفعتهم للعزوف عن التوجه للحديقة، رغم أنها الوحيدة في جنوب قطاع غزة، ولا يأتون لها سوى بأعداد قليلة، في الإجازات، أو الأعياد، وهذا لا يجعل المشروع ناجحًا، على الأقل يوفر قوت الحيوانات والطيور".

ويتابع "هذه الحديقة هي الأقدم في غزة؛ أسست عام 1999، وهدف إنشائها كان ترفيهي ربحي، ووضعها في بداياتها كان يسير بشكل جيد؛ قبل أن تتعرض للتجريف، خلال اجتياح إسرائيلي عام 2004؛ قمنا بترميمها، ولم نتلقى من أحد تعويض، بعد سنوات حدث الانقسام ، تلاه الحصار، وثلاثة حروب"..

ويواصل حديثه "جُل ذلك وأكثر كان كفيل بتراجع الحديقة بشكل كبير، في ظل واقع اقتصادي يتدهور يومًا بعد يوم، وكلما نهض الحروب والحصار المُحكم قتلاه!؛ ذلك انعكس سلبًا على أوضاع الناس، وقلل بشكل كبير توجههم للمناطق الترفيهية بما فيها الحدائق".

نفوق حيوانات

ويستطرد مالك الحديقة "من ناحية أخرى نفقت العديد من أصناف الحيوانات والطيور، باهظة الثمن، أهمها : اللبوة، الكنغر، الغزال، النعامة، النسانيس، الحصان البوني، أفعى البيتون، الإيل، وأصناف كثير من الطيور؛ فيما تمكنا من نقل قرود لحديقة في الضفة الغربية قبل عام".

ونوه إلى أنه أضطر لتحنيط معظم الحيوانات النافقة، ووضعها جانبًا في الحديقة؛ فيما بلغت الخسائر حتى اليوم أكثر من نصف مليون دولار؛ بسبب ذلك، ولارتباط دخِل الحديقة بالواقع المعيشي للناس؛ مُشيرًا إلى أن تلك الحيوانات والطيور وصلت بصعوبة لغزة، وتربيتها وثمنها باهظ جدًا، فنفوق حيوان يعني دمار للحديقة، وبداية انهيار.

وشدد على أن النهوض في ظل هذا الواقع مُجددًا صعب المنال؛ فكُل يوم يمر تتراجع الحديقة للوراء؛ لافتًا إلى أن كثير من العائلات لا تقدر على دفع ثمن دخول الحديقة، رغم أنه خُفض كثيرًا، فالعائلة "10شيقل إسرائيلي" مثلاً، لا تقدر عليها، فالناس لديها أولويات اليوم في الحياة، جعلت من الترفيه هامشًا.

وأكد جمعة على  أن الوضع السيئ دفعه للتفكير بشكلٍ جدي، لاتخاذ قرار بعرض الحديقة للبيع، إن لم تقم أي جهة بتوفير تكاليفها وإنقاذها، لأنهم غير قادرين على توفير ذلك، والحيوانات باتت مُهددة ما بين البيع وإقفال الحديقة، أو العمل على رعايتها وضمان بقاء الحيوانات على قيد الحياة.

ومن بين الحيوانات والطيور المتواجدة داخل الحديقة : الأسد واللبوة، والضبع، والقرد، والنسناس، والشمبانزي، القط والكلاب الفريدة، والثعلب، النعامة، الغزلان، الببغاء.."؛ حسب مالكها الذي يناشد مؤسسة المخالب الأربعة ومؤسسات الرفق بالحيوانات بالتدخل لإنقاذها، كما جرى لحديقة خان يونس، من خلال نقل حيواناتها للعلاج والرعاية بالخارج "حسب مالك الحديقة". 

المصدر: رفح – تقرير| وكالة قدس نت للأنباء -