ثمة قواعد اخلاقية ووطنية وانسانية تنطلق منها حركات التحرر، ولكي تعبر عن حالة شعب ومتطلباته الوطنية والانسانية ، وان فقدت الحركات المقدمة الموضوعية لوجودها ، فقد تصنف بمناخات تخرج عن العمق الوطني والتاريخي ، فقوة حركات التحرر باحتفاظها بمنظومتها ومسببات وجودها ، والا قد تتحول الى مظهر صارخ من مظاهر الثورة المضادة التي تسير في اتجاه عكس ارادة الشعب .
قد تتعرض حركات التحرر لتراجعات وانتكاسات ولكن من السخف ان نقول انها قد تتراجع عن ادبياتها ونظامها واهدافها وبالتالي تفتقد اسس مبرر وجودها ، وقد تذهب حركات التحرر للسعي لتحقيق اهداف مرحلية بحيث لا تخرج عن سياق الهدف الاستراتيجي ، وقد تستخدم كل ما يمليه الصراع من ادوات .
نظرية الهدم في اطر حركات التحرر عندما تبدأ ظاهرة الخروج عن النظام الاساسي الذي يعتبر العمود الاساسي لعملية البناء والخضوع لانضباطيات الاطار وملزماته للعضو، وقد تكون تلك الظاهرة في سياق اضعاف الاطر وتهلهلها وانفلاشها وتفشي ظواهر لاحقة تعكس حالة النرجسيات في كافة الاطر وظهور المحسولبية المناطقية والجغرافية والعشائرية والتي بلتاكيد نتائجها مراكز قوى تعبث مسلكيا في اطر ومؤسسات حركات التحرر.
اذا البناء الاصلاحي لحركات التحرر ومن اولى مهامه محاربة تلك الظواهر والسلوكيات التي قد تتسبب في انهيار البرنامج الوطني وخلق حالة من الدكتاتوريات والمزارع الخاصة التي قد تحدد مساحتها بحجم مركز النفوذ والسيطرة .
قد نقول ان فكر الاصلاح وتحت اي مبرر لا يمكن ان يكون بتكريس سلوك الابتعاد عن النظام الاساسي والمطلب الوطني من وراء الالتزام بالنظام يسقط اي حجج او مبررات وما سيقوله اعداء الفكرة من تنظيم موازي او غيرة ، فالفكرة هي فكرة اصلاح طريق وسلوك حركة التحرر وهذا المنطق الوطني يجب ان يكون امام كل المترددين والمهتزين والمذبذبين ، فليس هناك اسمى من ان نتمسك بالفكرة ونطور ادائها وفعالياتها ولان فكرة الاصلاح اصبحت مطلب ليس فقط لابناء فتح بل للحالة الوطنية برمتها.
فكر الاصلاح المرتبط بالفكرة الام وهي اخلاقيات حركة التحرر وبالحساب الدقيق لما فقدته الحركة من خسارة عندما تخلت عن نظامها الاساسي وادبياتها من صراعات واقصاءات وفوضى وتفرد وحالة ديكتاتورية بل الخسارة الكبرى الناتجة عن ذلك انهيار البرنامج السياسي بل المنظومة الوطنية ، ولذلك ذهبت الحركة لخنادق ليس واجب ان تكون فيها .
النظام الاساسي والتمسك به يعني انضباطية المهام والبرامج والقدرة الدقيقة على وضع منظومة الرقابة والحاسبة والثقدرة على الاستيعاب للمستويات المختلفة من الشعب سواء طلاب او اكاديميين او مراءة او اشبال وزهرات .
ان فكر البرايمرز يجب ان يكون سلوك ابداعي لتطوير النظام وليس الغاء جانب كبير من بنوده، وقد يكون البناء في حركات التحرر يختلف عن الحالة الحزبية ولكن لا نستطيع ان نقول كمبرر للمبررين بان حركات التحرر تعني الفوضى وتفشي كل مظاهر الهدم .
ان تحديد المستويات الفكرية والثقافية لا يمكن ان تنجز بدون الالتزام بالنظام وبناء عليه توضع البرامج التي تخص الثقافة الحركية والوطنية ،، ان فكرة الاصلاح فكرة عظيمة تحتاج لتحطيم الروتين والحسابات الضيقة وخلق النموذج الذي يستقطب ولا ينفر ويبدع ولا يعطل .
ان منسوب التعريف الحركي يعرف بمدى الالتزام بالنظام الاساسي ولا قد تتحول الفكرة الى شغل مؤسساتي يبتعد كثيرا عن الفهم لمعنى حركة تحرر ونسيجها النضالي والادبي.
وفي كل الظروف والمجبرات على وضع برامج مرحلية يجب ان لا تبتعد عن الفهم
الحركي لصناعة المتغير والا امامنا كثير من التساؤلات اين نحن من الحركة ...؟؟؟ وما هو تعريف الانتماء..؟؟؟؟؟؟ وما هي اهدافنا ...؟؟؟؟؟ وهل نحن حزب ام حركة ...؟؟؟؟ وفي كلا الحالتين بين الحركة والحزب قواسم مشتركة في عملية البناء نحن ابتعدنا عنها."""" عل الرسالة قد وصلت""
بقلم/ سميح خلف