ثمة ما هو مؤسف ومحزن ومخجل مارسته الاجهزة الامنية في الضفة الغربية بعد عملية جنوب القدس في الحي الاستيطاني ارمون هنستيف بجبل المكبر والتي نفذها الاسير المحرر فادي احمد حمدان القنبر والتي نجم عنها مقتل 4 اسرائليين واصابة 15 اخرين.
في وقت الازمات، وان قامت المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية فدائية كان سلوك عرفات لتجنب ردة الفعل الاسرائيلية تخوفا على مؤسسات السلطة واجتياحات مرتقبة لا يتجاوز عملية الشجب والاستنكار واعتقال المنفذ او ذات الصلة بالعملية وحفاظا على الارواح ، اما ما يحدث الان في ظل رئاسة الرئيس عباس فهو مغاير تماما لفلسفة عرفات التي كانت تدعم المقاومة عمليا والشجب والاستنكار ظاهريا .
ما اوردته الانباء عن اجتماع للمجلس الامني المصغر الاسرائيلي " الكابينت" وتجاوبا مع رواية نتنياهو بان من قام بالعملية ينتمي لداعش وهذا ما نفاه قائد الشرطة الاسرائيلي روزنفيلد في مقابله له مع مع " CNN"" قامت اجهزة السلطة الامنية بالتجاوب المطلق مع رواية نتنياهو وبحملة واسعة في الضفة ادت الى اعتقال اكثر من 20مواطن بتهمة مناصرة داعش والسلفية الجهادية كما يدعون ، سلوك السلطة هذا الذي لا يفسر الا بالسقوط المدوي في اتجاه دعم رواية نتنياهو امام حالة وطنية يقوم بها شباب فلسطين من مقاومة الاحتلال والاستيطان والدقفاع عن القدس ، منفذ العملية وهو الاسير المحرر الذي تعرفه سجون الاحتلال وتعرف متجهاته السياسية والامنية .
رواية السلطة الامنية واجراءاتها ومسلكياتها تعطي الذرائع للاحتلال امام تسويق وجود الاحتلال وعملياته في الضفة الغربية تحت ذريعة محاربة الارهاب وداعش ووصف وتكريس مفهوم المقاومة بوصفه ارهاب وهذا يعطل ويكبل المقاومة الفلسطينية في الضفة وينزع عنها مشروعية مقاومة الاحتلال والتي اقرته القوانيين الدولية .
سلوك السلطة الامني الذي يتجاوز التصور لسلوك الاحتلال ردا على العملية هو يدخل في مصب نهج عباس وموقفه من المقاومة والانتفاضة وصرخة القدس بل يدخل في خانة التنسيق الامني المقدس حسب مفهومه السياسي ولكن باستخدام خاطيء ايضا ، فتمسكه بالسلام والمفاوضات والتنسيق مع الاحتلال واثارة مناخات التخوف من وجود التطرف الاسلامي وداعش في الضفة كخطاب موجه للاسرائليين والغرب ، بانه ان لم يحقق السلام فالبديل التطرف الاسلامي وداعش في الضفة الغربية وهو الخطاب الذي يكرره رئيس السلطة للحفاظ على سلطته او بقاياها امام سلوكيات منسق الشؤون المدنية في الضفة مردخاي واطروحات ليبرمان ، سلوك يحمل مخاطر جمة امام المجتمع الدولي سعيا لدعم سلبطته على حساب المقاومة المشروعة في الضفة الغربية .
الفلسطينيون يعرفون مدى خطورة وجود داعش على بنيتهم الوطنية والثقافية والحضارية ، والفلسطينيون ليسوا بحاجه لداعش وفكرها ليقاوموا الاحتلال بل ان داعش والقاعدة ومنذ تاريخ وجودهما منذ اللبنة الاولى لهم في افغانستان لم ينفذوا او يستهدفوا اسرائيل بعملية واحدة ، فكيف للاجهزةو السلطة ان تعلن انها قامت باعتقال مجموعات للسلفية الجهادية في الضفة ....؟؟!!!
كيف نفهم هذا السلوك المتردي الذي يشوه مقاومة شعبنا للاستيطان وانتهاك حرمة المسجد الاقصى " انهم يشوهون حركة شعب ومعطياته ومناخاته الوطنية في الضفة .
تناقض غريب بين ادعاءات الاجهزة الامنية وسلوكياتها وممارساتها وبين البيان الصادر عن دائرة التعبئة والاعلام لحركة فتح في الضفة والذي وصف العملية بانه ردة فعل لسلوكيات الاحتلال في المسجد الاقصى والقدس ومدن الضفة ، بيان معتدل وحذر وهو متجاوبا مع مشاعر الشعب الفلسطيني الوطنية والتي تجاوبت مع العملية الفدائية ورحبت بها وايدتها واثنت على منفذها ووصفته بالبطل في مناخات الخنوع والاستسلام والفشل وتقاعس السلطة في مساندة صرخة الاقصى بل ملاحقة النشطاء وتفتيش حقائب تلاميذ المدارس بحثا عن السكاكين .
تلك السلطة واجهزتها التي تعمل بوفاء شديد لخدمة التنسيق الامني وتشوه الحالة الوطنية والنضالية هل هي قادرة على التجاوب مع الاطروحات لتنفيذ مقررات المجلس المركزي لمنظمة التحرير والاطروحات السياسية والتنظيمية والمؤسساتية لاعادة الاعتبارية للمنظمة من خلال مجللس وطني منتخب وهذه هي لائحة المطالب في الحوارات التي تبدأ في سفارة منظمة التحرير في بيروت ومن خلال اللجنة التحضيرية بحضور كل الفصائل الوطنية والاسلامية ..... السلطة ورئيسها الذي لايزال يعتبر التنسيق الامني مقدسا وخط احملر لايمكن تجاوزه هو القنبلة التي ستتفجر في الاجتماع قبل ان يتم البحث في الامور التركيبية والسياسية لمنظمة التحرير والمجلس الوطني .
بقلم/ سميح خلف