وقفات قد نستدرك فيها معاني وعبر ومواقف وتراجعات واحداث وما يؤهلنا لكي نتحدث عن عظماء في حركة فتح والشعب الفلسطيني ، وان كانت اللغة السائدة والحاضرة تنبري في التحدث بلغة فصائلية ، ولكل فصيل كان له من العظماء ما هو محل اشادة في حلبة الصراع العربي الصهيوني الذي اصبح صراع يعرف "" بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي " وبنسخ واضح وممنهج لمفهوم الصراع ولغته وواقعه وابجدياته.
في ذاك الزمن الجميل من عمر فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة ، مازال البعض يعيش على ذكراهم وتراثهم وبطولاتهم ن وكانوا يستحقون ان يخلدهم شعبهم وان يتبوءوا مواقع متقدمة في صياغة الثورة والتاريخ ، وقد يكون هذا التراث والتاريخ مستغلا لشحن العواطف ولحشد الانفار ليس على طريق من مضى عليه هؤلاء العظماء بقدر ما هو مؤلم من برامج وتراجعات بررت المرحلية وما تلاها بسقوط مدوي للبرنامج والهدف والوسيلة . وقد يكون ايضا التغني بالقادة الاموات والذين هم عند ربهم احياء يرزقون هو وسيلة للهروب من واقع يبتعد كل يوم بمئات مقدرة من المسافات والازمنة عن سيرة هؤلاء العظماء.
حركة فتح التي دفعت من قادتها في اللجنة المركزية مالم تدفعه حركة تحرر في العالم ، وكما دفعت من كوادرها وعناصرها ايضا، ولكن ما يدعونا ان نقف مندهشين اذا وضعنا التحليل الامني والسياسي دليلا لسلوك وخطط العدو الاسرائيلي في تعامله مع قيادات الصف الاول في حركة فتح والتي اخذت في غالبيتها منهجية وسلوك وهدف لاغتيال من سمتهم القيادة الاسرائيلية المتطرفين في حركة فتح لافساح المجال لصعود قيادات معتدلة حسب مفهومهم ، العدو الاسرائيلي الذي استهدف غالبية قثدة الكفاح المسلح والثورة في حركة فتح كما هو الحال في اغتيال القيادات الميدانية التي تسبب ارقا لما يسمى القيادات المعتدلة وتوثر على توجهاتها ميدانيا .
لا نريد ان ندخل في تفاصيل بقدر ما هو مهم الاشارة لذلك ولكي نصل لواقع قيادة فتح المتورطة الان في اتفاقيات وتفاهمات وتنسيقا امنيا وعمليات مشتركة بين قوات الامن الاسرائيلي وقوات الاجهزة الامنية للسلطة المحسوبة على فتح اسما وعنوانا وانتماء .
من السخف ان يكون هناك مقارنة بين قيادة فتح الكفاح المسلح وقادة فتح كحزب سلطة وخاصة بعد ما يسمى المؤتمر السابع والذي اقصي واستثني من حضورة قادة لهم تاريخهم في هذه الحركة ومناهضين للنهج السائد التي تقوم ارتكازاته على مفاوضات واتفاقيات وتعاون مذل مع الاحتلال ، الغريب ان ما تبقى من القيادة التاريخية وما تلاها تتحرك تحت اعين الاجهزة الامنية للاحتلال بل مؤتمرا كان مردخاي يجلس اثناء انعقادة على قمة الجبل المحيط بالمقاطعة وعناصره وضباط امنه على بعد امتار من انعقاده ، بل الاكثر من ذلك ان ما حمله المؤتمر من مخرجات لم يمثل استفزازا لمردخاي او نتنياهو ...... بل ان تلك القيادة التاريخية ومن حولها لم تكن يوما تحت استهداف غرفة العمليات لقوات الامن والجيش الاسرائيلي .... ولان التنسيق الامني اصبح معتقد ومقدس .
نتحدث عن عملية الفردان في 1041973 التي تم فيها استهداف غالبية النواة الصلبة في مركزية فتح ابو يوسف النجار وكمال عدوان وكمال ناصر ، وبتوقيت الساعة الواحدة بعد منتصف اليل ، هي نفس السيناريو والخطة والاليات التي تم فيها اغتيال عضو المركزية خليل الوزير ابو جهاد في تونس وفي نفس التوقيت الزمني بعد الواحدة صباحا .
اسرائل لم تغير منهجيتها الامنية والعسكرية وطريقة تعاملها سواء مع القادة او النشطاء من اقتحامات في عمليات وتركيبة متشابكة بين اجهزتها الامنية وجيشها وقوات النخبة .
اثنين من الاسرى المحررين قامت اسرائيل بتصفيتهم ، هؤلاء لم يحضروا المؤتمر السابع ، ولم تكن اجندتهم الوطنية هي مشابه لاجندة المؤتمر ، الشهيد القنبر والصالحي اختار برنامجه بنفسه في عملية نوعية ادت الى استشهاده في القدس ، والصالحي قوات مدججة اقتحمت منزلة ليسقط شهيدا ، هاذين الاثنين سقطا مثلهم مثل قادتهم الذين مضوا قادة الكفاح المسلح عدوان والنجار وناصر وابو جهاد ، ذهبا وهما لا يمتلكان ارصدة في البنوك ولم يتاجرا بحقوق الشعب الفلسطيني وهدمت منازلهم واطفالهم في العراء ، مثل تلك النوعيات هي الجديرة بان تكون ملقبة عمليا ونظريا بعضوية مركزية فتح ، وشتان بين مركزية فتح في الحاضر ومركزية فتح في الماضي لا تشابه ولا مقارنة بين الشجاعة والثبات مع الخنوع والذل وكما هو القنبر والصالحي التي ايديهم لم تتحرك ولم تلتهب كالسحيجة والمصفقين لقيادات الذل والتنسيق الامني ٌال احد الاصدقاء الدكتور هايل هوارين واصفا حالة اسرة الشهيد محمد القنبر " محمد الصالحي ،
" حكاية تشريد لم تنتهي بعد..يتيم الأب..وحيد أمه وأخته...يغادر مخيم القهر والفقر بعد أن نزل الرماة عن الجبل...
غادر وترك أمه وأخته وفقراء شعبه لقيادات تقتسم فتات مغانم العار من على صدره قبل أن تنتهي"
والله المستعان وهكذا هم قادة شعبنا في الميدان ،ووهم وخداع ان هناك مركزية لفتح
سميح خلف