زهقنا وريقنا نشف "حزبي الله ونعم الوكيل "

بقلم: هشام أبو يونس

طريقنا طويلة وكل شوية نمر بمرحلة تاريخية.. كل شوية نمر بمرحلة حاسمة...كل شوية نمر بحصار.. كل شوية نمر باِنقسام ... مفش مرة نمر علي واحد بتاع عصير مثلاً
طيب ليه كده يا وطن بجد تعبنا..!!
أعطوني شخصاً لا ينام كل ليلة على وسادة محشوة بـ "ريش الغربان", والطريف أنه لا يغفو كابوس واحد يتكرر في كل الرؤوس... في الحلم أحياناً … قد ترى غيلاناً وذئاباً وصعاليك والفقراءُ المساكين وقد ترى الزنج والإفرنج والتاتار والماغول والأتراكُ، والهلاك، والملاك، والنساكُ والفجار والتجار .. إلا أن الواقع أصعب من ذالك الحلم فنحن نعيش في وطن فرقته السياسة كما تفرق الذئاب قطعان الأغنام....بين الأحزاب المعتوهة تفترق وعلي الإيديولوجيات تجني "تدعي القومية وهي منها براء" ..و"تلبس ثوب الإسلام وهو منها براء" ...وتتبني "اليسار ولهم منه جفاء"…." قوميون متغطرسون"، "إسلاميون ينافقون"،"يساريون"،"علمانيون متشددون" فلا هم يتملكون عزة القومية وشهامتها ولا هم يثبتون إسلاميتهم وخصالها..... ولا هم يساريون كادحون من أجل الإنسان المهمش المحروم...
ليه كده يا وطن نموت حرقاً وانتحار وهجره وظلام في وضح النهار؟
أي أفكار هذه يا وطن ؟ لا كهرباء وظلام وعتمة في وضح النهار فالله خلق لنا الحياة لكي ننعم بها لا لكي نتعذب أو نموت موت يبطئ فيها .
أي أفكار هذه يا وطن ؟ في وطن تعلو فيه أنات المرضي الذين لا يجدوا حبة دواء تريحهم من عليل الألم ومعبر مغلق في وجههم إذا خرجوا لاستنشاق هواء وعلاج يأتون في توابيت الموت اللعين نهيك عن أصوات المهمشين والمحرومين التي تبكي فيه شرائح حقوقها الضائعة وبطالة متدحرجة ومستدامة من خرجين لم يفي الأب المسكين نصف ما علية من ديون صرفها علي ابنة لعلة ينفع الآخرين وتلك البطالة تلد أخري كما ولدت حواء من سيدنا آدم.. وعجز اقتصادي في مؤشر منحدر وارتفاع أسعار يعجز المواطن فيه عن خبزه يسكت بها صفيراً فلا الناس أطعمته ولا النخبة السياسية سألته عن قوته وتدعي له الفكر والقضية وتوزع علية المبادئ صباح مساء.. "وهم يقلون حزبي الله ونعم الوكيل "
هل قدر لنا أن نظل ننتظر حاكماً أو أميراً أو خليفة ينزل علينا من السماء ؟ ليه كده يا وطن ؟أما كان لكم أيها السادة أن تعتذروا لهذا الشعب المسكين الأعزل اليتيم في تاريخه في مكانته ومن كل شيء مبتور ؟أم قدرنا أن نظل وطن له شعب وأرض وعلم ونشيد لكنه بانتظار نخبة تقدس الأرض والعلم وتعيش واقع شعب أعزل وفي الوطن تعيش أسر علي أنين أحزانها جوعا وتسافر أرواح علي سرير المستشفي ألما وترحل..لم يجدوا من يطعمهم ولا المرضي وجدوا من يعالجهم . وتموت بالسرطان من جراء الحروب المتتالية كل ما حدث ويحدث يومياً صورة قاتمة قدمتها الحياة السياسية في بلادنا علي مدي سنوات من الانقسام المرير ولا تزال تزيد في صورة بشعة تجعلنا نتساءل ما ذنب هذا الشعب الذي يملك هذه الخبرات ولا يزال المواطن فيه يعجز عن خبز الصباح وحبات أرز وموزه لصغير يإن جوعاً ...وصرخات الساسة تعلوا أن البلاد بخير وأن العباد بخير وأن الأرض علي خير وان الحياة رغيدة وأن تلك الأحياء وتلك الوجوه البائسة ليست هنا بل صورة عابرة كانت هنا ذات يوم،فأية وطنية.. فسحقا لنخبة كهذه وأفكار كهذه ووطنية كهذه أما آن لنا أن نعي أن نعقل أن نعتبر ونفكر بالأجيال القادمة ماذا سيكتب التاريخ ياوطن وماذا يكتب أبناءنا عنا يا وطن ؟ فالتاريخ ماذا ينبغي أن يكون!!!!! .


قلم: الدكتور/ هشام صدقي ابويونس
نائب الأمين العام للشبكة العربية لكتاب الرأي والثقافة والإعلام