طالما كان هذا السؤال بصغر كلماته ...وبكبر معانيه ....وبصعوبة الإجابة عليه .... في ظل تشابك القضايا بحالتنا الفلسطينية والتي تطرح منذ سنوات طويلة في ظل هذا السؤال الذي أعلن من قبل العديدين من القادة والحكماء والكتاب ....ولا اجابة شافية وقاطعة يمكن أن تقنع أحد أننا وقد امتلكنا الصواب وناصية الحقيقة .....ونسير عليها ....ونعمل من أجلها .
حالة التخبط الواضح بالمواقف الفصائلية لا يحتاج الى الكثير من الاجتهاد والتحليل .....بل يتأكد مع كل فترة زمنية ومع كل اجتماع أو أزمة يمكن أن تواجهنا .....اجتماع بيروت وتفاوت الآراء بين مؤيد ومتحفظ رغم عمومية البيان وضبابية ألية التنفيذ حول امكانية اجتماع المجلس الوطني الجديد والذي لم يطرح الزمان والمكان... ولا حتى الية عملية يمكن أن تنفذ لتشكيل مثل هذا المجلس....في ظل مجلس قائم يمكن أن نسير من خلاله وبمشاركة الكل الفلسطيني لوضع السياسات وتحديد المواقف والسير بالسفينة الى بر الامان ....وحتى نتمكن من تشكيل مجلس وطني جديد يكون بمثابة برلمان دولة فلسطين .
هناك من المتغيرات والمفاجئات والتي يمكن حدوثها والتي يمكن أن تحول دون تشكيل مجلس وطني جديد بفعل عوامل عديدة ....والتي تجعل من المجلس القائم وتوسيع المشاركة به امكانية متاحة حتى تستكمل اللجنة التحضيرية اجتماعاتها ....وحتى نتمكن من عقد اجتماع المجلس الوطني وبمشاركة الجميع وحتى نكون على استعداد بما يمكن أن يحدث من متغيرات سياسية قد نحتاج فيها وبالتاكيد الى برلمان والى سلطة تشريعية عليا والى مرجعية تحسم قراراتنا وتوجهاتنا .
لا يكفي القول أن مجرد اجتماع الفصائل بمجملها يعتبر نجاحا وتقدما ملموسا على صعيد الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وغيرها من الشعارات والمسميات في واقع ازدياد صعوبة الأحوال .....ولا زلنا نترنح بالمكان ونكرر مقولات مللنا السماع لها .....وحتى ترديدها وكأنها سمفونية العبث بالاحلام ....وترسيخ الاوهام ....وافقاد المزيد من المعنويات التي نحن بأمس الحاجة اليها .
حالة فصائلية لم نشعر برصدها لاستخلاصات تجربة طويلة... ومرحلة مريرة كل يغني على ما يطرب سمعه .....ويرى في نفسه الحقيقة والصواب ......وفي الاخرين الخطأ والانحراف .
ما بعد اجتماع اللجنة التحضيرية ومحاولة زرع التفاؤل وبداية الأمال بانضمام حركتي الجهاد وحماس بداية لمرحلة جديدة كنا ننتظرها ونطالب بها من منطلق ايماننا أن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد والوطن المعنوي... لكافة أبناء فلسطين في الداخل والخارج يجب أن يكون بداخلها وبمؤسساتها الكل الفلسطيني.
ماذا بعد ؟!!! كانت مشكلة تفاقم أزمة الكهرباء والتي وفرت أرضية تقاذف الكلمات والاتهامات .....واستمرار حالة المناكفات والتجاذبات وتعميق الانقسام وغضب الشارع الفلسطيني الذي لم يعد يحتمل مثل هذه المناكفات وكأن كل شيء بحياتنا مفجر للخلاف... ويحدث التباعد ويزيد من الهموم والمصاعب في ظل عدم استطاعتنا العمل بجهود مشتركة وبرؤية موضوعية نستند اليها لمعالجة مشاكلنا وازماتنا بكل حكمة واتزان .
حالة غير مرضية لكافة العقلاء اذا ما تبقى مكانا لهم .....فالجميع يرى في قوله صحيح البخاري ....ويرى في أقوال غيره خطأ مرير ومصيبة كبرى .
أزمة الكهرباء تراوح مكانها وتزداد بثقلها وهمومها .....ولا مخرج ولا حل لها بالقريب بشهادة الفنيين وبحديث السياسين ....وبلغة الاعلام الذي يقف حائرا ما بين هذا وذاك ولا يجد له فرصة التعمق لتوجيه الاتهام وايجاد سبل الحل .
وبينما نعيش العديد من الأزمات نعيش ايضا حالة من التحرك السياسي على الصعيد الدولي حيث يقوم الرئيس محمود عباس بزيارة هامة الى الفاتيكان والتي قام بافتتاح سفارة دولة فلسطين لديها كما زيارته الرسمية لايطاليا وفرنسا والتي تسبق عقد المؤتمر الدولي للسلام والذي من المفروض بل من الواجب ...بل من صحيح القول والفعل ان نكرث جهودنا وطاقاتنا لدعم قيادتنا بتوجهاتها السياسية في ظل فرصة دولية تعتبر الأولى لأجل لحلحة الأمور وايجاد الطريق لتنفيذ حل الدولتين بعد أن تعثرت الجهود وزادت المصاعب والعراقيل الاسرائيلية التي لا زالت قائمة .
حالة التشتت وعدم ترتيب الاولويات يفقدنا الكثير من مقومات القوة المطلوبة وهذا خلل واضح وبين ويحتاج الى اعادة صياغة المواقف وترتيب الاولويات وحشد كافة الطاقات وتسخير الجهود حتى نتمكن من تأكيد صورتنا ورسالتنا وحقوقنا بالصورة الصحيحة والمطلوبة .
ماذا بعد ؟!!! والقدس عاصمتنا وقبلتنا وهي تهدد وتهود وتحيطها المخاطر ويتداخلها ارهاب المستوطنين ....كما ويتهددها احتمالية القرار الامريكي بنقل سفارة امريكا الى القدس وما يمكن ان يشكله مثل هذا القرار من تهديد حقيقي لإمكانية السير قدما بمفهوم حل الدولتين ....وهذا ما يحتاج الى موقف صارم وارادة قوية وفعل منظم .....وخيارات صائبة يمكن لها ان تتعامل بقوة وجدية مع كل سيناريو محتمل .
امورنا يجب ان لا تؤخذ بردة الفعل ......ولكن يجب ان تكون كافة المواقف والردود مدروسة ومنظمة ومبنية على اسس قوية .....حتي يكون الموقف أكثر قوة وصلابة .....فالسياسية لا تعترف باستجداء المواقف ...لكنها تعترف بقوة ارادة اصحاب الحق حتى ولو بعد حين .
ماذا بعد ؟!!!! والفصائل الفلسطينية ستلتقي بمنتصف الشهر الحالي بالعاصمة الروسية موسكو لتبادل الآراء حول امكانية الخروج من مازق الانقسام بعد سنوات طويلة ونحن المقصرين الاوائل على اتمام المصالحة وانهاء هذا الفصل الاسود من تاريخنا .
ماذا بعد ؟!!!! سيبقى السؤال مطروحا ومتفاعلا ويشعرنا اننا المقصرين بحق انفسنا .....وبالتالي لا يجب ان ننتظر من يأخذ بأيدينا الى حيث يجب ان تكون ارادتنا ومصالحنا الوطنية العليا.
الكاتب/وفيق زنداح