من الواضح أن الفترة المقبلة للقضية الفلسطينية فى ظل إدارة دونالد ترامب المتهودة ، فى ظل تعزيز مكانة اليهود والمقربين منهم فى أكثر الأماكن حساسية وعملية لصالح اسرائيل ، يجعلنا أكثر مسؤولية للتحرك فى اتجاهات وتحالفات بديلة وعدم الارتكان إلى الادارة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية .
وأعتقد أن الأسباب التى عززت العلاقة بين الجانبين الأمريكى والاسرائيلى منذ عشرات السنين لم تتغير إن لم تزيد على أكثر من صعيد ، وأن أشكال الدعم والمساندة ستتضاعف فى ظل الادارة القادمة .
فهنالك حالة من الارتباط العضوي بين الدولتين والتواصل الثقافي بين المجتمعين إلى جانب العوامل المتعلقة بالبيئة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة ، وحتى فى الاعتقاد الدينى ، فوجود ملايين اليهود في الولايات المتحدة سبب في إيجاد أذان صاغية لتطلعات اليهود وكذلك كون لهذه التطلعات صلة بما هو مكتوب في التوراة وما قيل عنه في أقوال الأنبياء ، وفكرة إقامة الدولة اليهودية وأساطير الكارثة وأفلام هوليود وزيف صناعة التاريخ وانكار الحق التاريخى لأصحاب الأرض الأصليين والتنكر لمبادىء العدالة وحق تقرير المصير للشعوب ، ووجود اللوبي الصهيوني كقوة سياسية ذات نفوذ وسلطان تملك الوسائل المالية والإعلامية ، والتصور بان اسرائيل دولة ديمقراطية ومجتمع يفيض بقيم الحرية وثقافة الغرب الديمقراطية ، وزيادة روح العداء العربي والاسلامى الذي يهدد وجود هذا الكيان وفق الرواية السائدة ، وشعار محاربة الإرهاب الذى يحاول نتنياهو تحريفه للتساوق مع الرؤية الغربية والأمريكية خاصة ، ووعود ازدياد المعونات الاقتصادية والعسكرية الأمريكية المباشرة مستقبلا مع مجموعة من القرارات والأحلام المستقبلية ، والتأكيد على أهمية إسرائيل الإستراتيجية ، فضلاً عن مضاعفة قدرتها العسكرية وتفوقها على كل المستويات قياساً بالمحيط ، جميعها مؤشرات سلبية لا تنذر بخير .
أعتقد أن حالة التحالف الأمريكى الاسرائيلى فى ظل إدارة متهودة تنذر بشؤم ، فرئيس أشهر روح العداء لغير اسرائيل فى المنطقة يحذرنا من التعويل عليه كطرف من الممكن أن ينصف الفلسطينيين والعرب فى قضايا الصراع ، ويجعلنا أكثر تفكيراً فى شكل العلاقات المستقبلية فى ظل المنظومة الدولية القائمة ، ويجعلنا أكثر وعياً للمرحلة المقبلة التى تحتاج لأدوات نضال وتحالفات جديدة لمواجهة السيل الجارف من قرارات رجل الكابوى الأهوج كنقل السفارة إلى القدس وتعزيز الاستيطان ومكانة الدولة العبرية ، وترهيب المنظومة الدولية ومناصرتها للقضية الفلسطينية .
بقلم/ د. رأفت حمدونة