المشهد الفلسطيني عام 2016 5 / 5

بقلم: رامز مصطفى

تاسعاً حملة المقاطعة ( B D C )

مع توسع حملات المقاطعة الدولية ( B D C ) ، فقد اكتسبت تلك الحملات زخماً متزايداً باعتبارها ساحة من ساحات المواجهة مع الكيان " الإسرائيلي " ، الذي ينظر إليها بقلق بالغ لسببين :-

الأول بسبب هذا التجاوب الشعبي العالمي مع نضالات الشعب الفلسطيني وتحسس ما يعانيه من الممارسات الإجرامية ل" إسرائيل " . الثاني بسبب تلك الخسائر الفادحة التي تكبدها الاقتصاد " الإسرائيلي " ، والتي بلغت 31 بليون دولار ، ما اضطر حكومة نتنياهو إلى وضع خطة لمواجهة حملات المقاطعة ، وخصصت مبلغ 26 مليون دولار ، لهذه الغاية .

وقد حققت الحملة اختراقات هامة ، حيث كان تجاوب العديد من النقابات العمالية والمنظمات الكنسية والجامعات ومؤسسات الفنون والثقافة والمجالس المحلية ، وما رافق ذلك من عرائض وقعها مشاهير تدعو إلى إنهاء الاحتلال . وقد نجحت الحملة في تحقيق الآتي :-

• حمل فرنسا على التراجع عن شراء طائرات من دون طيار " إسرائيلية " .

• المجلس الوزاري الأوروبي يُعلن التزام الاتحاد ودوله التقيد بالترتيبات الخاصة بوسم منتجات المستوطنات . وبدأت سلطات الجمارك الأميركية أيضاً بوسم منتجات المستوطنات .

• أعلن صندوق التقاعد التابع للكنيسة الميثودية ، أكبر طوائف أميركا ، وقف التعامل وسحب الاستثمارات من 5 بنوك " إسرائيلية " لدورها في مشاريع الاستيطان .

• صادق مجلس حقوق الإنسان بالغالبية على مشروع يحدد قائمة سوداء بالشركات التي تتعامل مع المستوطنات .

• أقام ناشطون أميركيون من أصول فلسطينية دعوى قضائية ضد الأثرياء الداعمين لإسرائيل .

• انضمت الحركة المدنية الاجتماعية الاحتجاجية " حياة السود مهمة " إلى مقاطعة إسرائيل باعتبارها دولة فصل عنصري .

• أغلقت شركة " جي فور أس " مكاتبها في إسرائيل بفعل حملات المقاطعة .

• قيام " حملة التضامن مع فلسطين " بمقاضاة الحكومة البريطانية بسبب القيود التي وضعتها على سحب الاستثمارات من شركات متورطة في انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان الفلسطيني .

عاشراً الشتات الفلسطيني

الوجود الفلسطيني في لبنان

لم يسجل العام 2016 بالنسبة للفلسطينيين في لبنان أية تطورات بالمعنى الإيجابي ، فلا زالت الدولة اللبنانية مصرة على سلوكها المتبع في رفض التعامل مع الوجود الفلسطيني سياسياً ، بل هي تؤكد على استمرار تعاملها مع هذا الوجود من النظرة الأمنية . واستمرارها في إهمال الدولة وتهميشها للوجود الفلسطيني . ناهينا عن الأحداث الأمنية التي شهدها مخيم عين الحلوة تحديداً ، وبعض المخيمات ، والتي ترافقت مع عمليات إغتيال وسقوط جرحى ، واشتباكات إنعكست سلباً على أوضاع الأهالي المعيشية والحياتية ، حيث خسر العديد منهم لأرزاقهم وممتلكاتهم ، وعطلت مراراً الحركة التجارية ، وأغلقت المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات . والأخطر أنها وضعت الفصائل في مأزق حرج أمام الجهات الرسمية اللبنانية ، خصوصاً أن القوة الأمنية الفلسطينية أصيبت بالتعثر وصل حد الفشل القيام بمهام وما هو مُناط بها . وقد كان من أبرز الأحداث التي مرت بها المخيمات :-

• الثلاثاء 12 نيسان 2016 ، اغتيال أمين سر حركة " فتح " في مخيم المية ومية فتحي زيدان ، الملقلب بـ” الزورو ” ، إثر تفجير استهدف سيارته عند المدخل الشمالي لمخيم عين الحلوة ، في صيدا جنوب لبنان .

• الجمعة 13 أيار 2016 ، المخيمات الفلسطينية تحيي ذكرى النكبة عبر سلسلة من النشاطات تضمنت معارض صور عن النكبة ، نشاطات فنية ، رسومات للأطفال ، وعرض لتراثيات فلسطينية .

• الخميس 09 حزيران 2016 ، المخيمات تحتفل بالعملية الفدائية التي وقعت في تل أبيب بأحد المراكز التجارية ، والتي أدت الى مقتل 4 " إسرائيليين " وجرح العشرات بينهم حالات حرجة .

• الخميس 22 أيلول 2016 ، مخابرات الجيش اللبناني تلقي القبض على ( عماد ياسين ) بعملية خاطفة في حي الطوارئ في تعمير عين الحلوة .

• الأربعاء 12 تشرين الأول 2016 ، مسيرة احتجاجية تحت عنوان " يوم غضب شاتيلا بوجه المخدرات " ضد تجار ومروجي المخدرات في المخيم . والجبهة الشعبية - القيادة العامة تُعلق مشاركتها في القوة الأمنية في شاتيلا احتجاجاً على أدائها ، والمطالبة بتغيير ضباطها وعناصرها .

• الإثنين 20 تشرين الأول 2016 ، بدء سلسلة من إنهيار المنازل في معظم المخيمات والأهالي يرفعون الصوت مطالبين الإسراع بترميم وإعمار البيوت الآيلة للسقوط .

• الإثنين 21 تشرين الثاني 2016 ، الجيش اللبناني يشرع ببناء جدار إسمنتي حول مخيم عين الحلوة ، بحجة ضبط عبور المطلوبين والإرهابيين ، ما أثار إعتراضاً واسعاً من قبل العديد من القيادات السياسية الفلسطينية واللبنانية .

• الخميس 24 تشرين الثاني 2016 ، " الأمنية العليا " وفعاليات صيداوية ترفض رفضاً مطلقاً بناء الجدار حول " عين الحلوة " .

• الجمعة 25 تشرين الثاني 2016 ، اعتصامات في المخيمات الفلسطينية رفضاً للجدار .

• الجمعة 25 تشرين الثاني 2016 ، القوى الفلسطينية تتبلغ موافقة الجيش على تجميد العمل بالجدار ، وبوجوب تقديم خطة بديلة للجدار حيث تم التوصل لاحقاً بإقامة سياج حديدي مكان الجدار .

• الثلاثاء 20 كانون الأول 2016 ، محاولة اغتيال أمين سر " طلائع حرب التحرير الشعبية ـ قوات الصاعقة في لبنان " ، عبد الرحمن راشد ، في مخيم البداوي ، وتوقف المتهمين ، الفلسطيني إيهاب شاهين واللبناني مالك عبد الرحمن مرعشلي .

• الأربعاء 21 كانون الأول 2016 ، اغتيال الفلسطينين سامر حميد ومحمود ابراهيم صالح المنتميان لـ" عصبة الأنصار " في مخيم عين الحلوة .

• السبت 24 كانون الأول 2016 ، مقتل عضو قيادة كتيبة في حركة " فتح " ، سليمان أبو النمر ، جراء انفجار عبوة في مخيم عين الحلوة .

• 29 كانون الأول 2016 ، إغتيال الشاب إبراهيم منصور بعد تعرضه لإطلاق نار وإصابته برصاصة في الرأس من قبل مجهول بالقرب من مفرق سوق الخضار ، على الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة .

الفلسطينيون في سورية

الوضع الفلسطيني في سورية ، هو جزء من الأوضاع التي تعيشها سورية ، التي لطالما تمنينا لها الخروج من محنتها التي سببتها تلك الدول وأدواتها الوظيفية من المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون ن وتعمل وبإيعاز من مشغيلها الدوليين والإقليميين بما فيها " إسرائيل " على تدمير الدولة السورية ومؤسساتها . وبالتالي ما يطرأ من تحسن إيجابي على مجمل الأوضاع في سورية ، سينعكس إيجاباً على الوضع الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية ، حيث شهد العام 2016 عودة عدد من المخيمات وتحريرها من المجموعات المسلحة التي عاثت خراباً وتدميراً لتلك المخيمات . ومن تلك المخيمات التي عادت مخيمي حندرات وخان الشيخ ، على أمل أن يعود ما تبقى من مخيمات ومقدمهم مخيم اليرموك .

حادي عشر الانروا

يقابلها في المقلب الآخر سياسات إدارة الانروا ، القائمة على التفلت التدريجي والممنهج في التحلل من مسؤولياتها اتجاه اللاجئين المقيمين واللاجئين النازحين من مخيمات سورية التي شطبت مئات العائلات المستفيدة من حالة الطوارئ في بدلات الإيواء والصحة والإغاثة . وقد اتسم العام 2016 ، ونتيجة لسياسات الانروا ومديرها العام السيد " ماتياس " ، بمواجهة مفتوحة بين الفصائل والجان الشعبية والحراكات الشبابية والشعبية مع إدارة الانروا في لبنان . تلك التحركات الاحتجاجية التي عمت كافة المخيمات ، ووصلت إلى إغلاق مكتب الانروا الإقليمي في بيروت ، ومكاتب مدراء المخيمات ، الأمر الذي استدعى تدخل العديد من المرجعيات في لبنان ، وفي مقدمتهم اللواء عباس إبراهيم المدير العام للأمن العام ، الذي رعى العديد من اللقاءات والاجتماعات مع الفصائل والمدير العام للانروا ، وممثلة الأمين العام في لبنان السيدة سيغريد كاغ ، والتي انتهت بعقد اجتماعات للجان فنية من الفصائل والانروا . ومن أبرز الأحداث التي جرت خلال العام 2016 :-

• الأحد 3 كانون الثاني 2016 ، إنطلاق تحركات شعبية احتجاجية ، ضد سياسة الانروا ، وقد تمثلت في إقفال مكتب " وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا " الرئيسي ومكاتب مدراء المناطق في المخيمات ، تنديداً بقرارات " الأونروا " تقليص الخدمات التعليمية والإجتماعية والإستشفائية . وقيادة الفصائل في لبنان تشكل خلية أزمة لمتابعة التحركات الاحتجاجية

• الأربعاء 10 شباط 2016 ، وصول المفوض العام لـ" الأونرو " ، بيير كارينبول إلى لبنان للبحث عن مخارج لأزمة التقليصات ، والتأكيد على مواصلة الوكالة دعمها للشعب الفلسطيني .

• السبت 19آذار 2016 " ، خلية أزمة الأونروا " المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان تضع برنامج لتحركاتها الأسبوعية ضد سياسة الأونروا التقليصية، وتؤكّد رفض أي مبادرة لا تتضمن تراجع الأونروا عن إجراءاتها الجائرة .

• الخميس 24 آذار 2016 ، الأمين العام للأمم المتحدة بانكي مون يزور مخيم نهر البارد ويلتقي الفصائل واللجان الشعبية مطلعاً على سير عملية إعمار المخيم ، وإعتصام جماهيري أمام الإسكوا ببيروت ، ورسالة من الشعب الفلسطيني في لبنان له للتراجع عن إجراءات الأونروا الجائرة ، ودفع الدول المانحة إلى تقديم الدعم للأونروا ، وتسليم مذكرتين من الفصائل تتضمن المطالب .

• الخميس 5 أيار 2016 ، خلية إدارة أزمة تعلن تعليق التحركات الإحتجاجية ضد الأونروا بطلب من المدير العام للأمن العام اللبناني ، اللواء عباس إبراهيم ، والذي ساهم بعقد عدة جلسات للحوار بين " خلية الأزمة " و" الأونروا " .

والمؤسف أن جميع التحركات التي شهدتها المخيمات ولا زالت لم تصل إلى مبغتاها في وضع حد للسياسة التي تنتهجها إدارة الانروا . وقد اتخذ المفوض العام للانروا قراراً قضى بنقل السيد " ماتياس " ، وتعيين السيد حكم شهوان مديراً بالوكالة إلى حين تعيين مدير جديد . وإلى حينه ستبقى المواجهة مفتوحة مع الانروا طالما بقيت تلك الإدارة تمارس سياسة التقليصات ، وصولاً إلى شطب تلك الوكالة استجابة إلى ضغوط يمارس الطيان " الإسرائيلي " من خلفية أنها الشاهد على نكبة شعبنا العام 1948 .

بقلم/ رامز مصطفى