ترامب يريد العالم فوضي بلا قانون

بقلم: حازم عبد الله سلامة

ضجة سياسية كبيرة وغضب أصاب الجميع من أبناء شعبنا الفلسطيني جراء نية الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلي القدس ،

القدس كلها حسب قرار التقسيم 181 لسنة 1947 تُوضع تحت الوصاية الدولية ، والقدس الشرقية الجزء الشرقي من القدس حسب القانون الدولي أرض محتلة ،ويعترف الكونغرس الأمريكي بها كأرض محتلة أسوة بأراضي 1967 ، ولا يعترف بقرار ضم القدس الصادر سنة 1980،

ترامب يعلن تحديه وتجاهله للقانون الدولي ، والعالم صامت ، فهل نقل السفارة سيواجه بخطوات فلسطينية قادرة علي مواجهة هذا التحدي ؟؟؟

وهل لدي القيادة الفلسطينية والفصائل الوطنية برنامج لمنع هذه الجريمة ؟؟؟

ونحن كفلسطينيون وعرب ومسلمون ، ماذا نحن فاعلون لو تم نقل السفارة الامريكية الي القدس ، ماذا سيكون الفعل لمنع ذلك ؟؟؟ وهل لدينا شئ نفعله ونحن منقسمون ومنشغلون في بعضنا البعض ، وخصومتنا وعداؤنا لبعضنا فاق العداء للاحتلال !!! ، والعرب كل مشغول بقضاياه الداخلية وهمومه ،

فهل يستغل ترامب وحكومة الاحتلال هذا الوضع المؤلم والمنقسم والمشتت للعرب والفلسطينيين لتنفيذ مخططهم  الصهيوني ، والعرب والمسلمين في غفلة وفي انشغالهم بأحوالهم ومشاكلهم ؟؟؟

لا يكفي ورفض هذا القرار بالخطب والشعارات والإدانة والاستنكار والمسيرات السلمية ، فحماية القدس تتطلب  وحدة وطنية فلسطينية وإنهاء الانقسام البغيض ، وتفعيل الدور العربي وإعادة القضية الفلسطينية إلي عمقها العربي وإعادة صياغة كاملة للمرحلة السابقة ولكافة الاتفاقيات ، وهل الولايات المتحدة تصلح كراعية للاتفاقات الموقعة مع دولة الاحتلال ؟؟؟ وما هو الحل يا عرب ؟؟؟                                                               

العرب لن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ، فكيف سيكون للعرب موقف موحد ضد السياسة الامريكية المنحازة تماما للاحتلال ، ونحن الفلسطينيون منقسمون ومشتتون ؟؟؟

ترامب يريد العالم فوضي بلا قانون ولا أي التزامات ، ترامب يعلنها أن دولة الاحتلال فوق القانون وأنه ذاهب الي الأمام في مخططاته الهادفة لخدمة دولة الاحتلال وإدارة الظهر لكل القوانين والاتفاقات والقرارات الدولية ،

ترامب قرر وماض بتنفيذ مخططه ، فماذا نحن فاعلون ؟؟؟ وهل بقي باستطاعتنا الفعل ؟؟؟

القدس تهود والاستيطان يتوسع وأرضنا تسرق والجدار العازل يمتد كالأفعى يلتهم الأرض ، والاحتلال مستمر بسياساته العدوانية بفرض واقع يستحيل معه حل الدولتين ، فماذا تبقي لنا كي نفاوض عليه ؟؟؟ وماذا تبقي لدينا من قدرة علي الاستمرار بالمقاومة ونحن منقسمين ؟؟؟

هل نقف صامتين متفرجين بلا حول ولا قوة ، ونقول للبيت رب يحميه !!!

بتاريخ 21 أغسطس 1969 قالت رئيسة وزراء العدو جولدا مائير : بعد حرق المسجد الأقصى ( لم انم طوال الليل كنت خائفة من أن يدخلوا العرب إسرائيل أفواجا من كل مكان ، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده ) ، فمنذ أن صمتم وتخاذلتم بعد إحراق المسجد الأقصى ، واستبشرت جولدا مائير بصمتكم بأنه تصريح وإذن للاحتلال أن يفعل ما يشاء ، فالأمة العربية ميتة والأمة الإسلامية بلا حراك ، وما يحدث الآن من هجمة وتهويد للقدس والمسجد الأقصى هو استكمالا لتهاونكم وتخاذلكم وصمتكم الجبان ، وها هو اللعين ترامب يتجاهل كل القوانين والقرارات الدولية ويكمل المؤامرة متسلحا بصمتكم وهوانكم ،

حماك الله يا أقصانا الجريح ، وحسبنا الله ونعم الوكيل

بقلم/ حازم سلامة