ذكرى رحيل الشهيد البطل (صنديد الكتائب )نبيل حسن الجرجير

بقلم: سامي إبراهيم فودة


قال تعالى:"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"...
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة لأسد الكتائب,ابن كتائب شهداء الأقصى- القائد الشهيد البطل نبيل حسن الجرجير والذي ارتقى شهيداً على يد الغدر والخيانة..
- الاسم/ نبيل حسن الجرجير
- تاريخ ميلاده /9/9/1982م
- الانتماء/ فتحاوي
- البلدة الأصلية/ جباليا البلد
- مكان السكن/ منطقة جباليا البلد – شارع عساف الرقم (3) بجوار مركز شرطة.
- الحالة الاجتماعية/ أعزب
أسرته العائلية// تتكون من خمس إخوة وأخت واحده, الوالدة توفاه الله في عام 2014 م ووالده على قيد الحياة-
- الوظيفة// عمل في التجارة
- المؤهل العلمي/ ثانوية عامة
- تاريخ الاستشهاد/ ارتقى شهيداً على أيدي الغدر والخيانة في منزلة الكائن في منطقة جباليا البلد- يوم الثلاثاء الموافق25/1/2007م الساعة الحادية عشر والنصف مساءاً,
- أدوات الجريمة التي استخدمت في عملية الاغتيال / بنادق رشاشة كلاشينات وقذائف آر بي جي - وعبوات ناسفة
- عدد الذين تولوا عملية اغتياله/مجموعات من المسلحون التابعة لحركة حماس...
محطات من حياة الشهيد نبيل جرجير//
- التحق الشهيد نبيل الجرجير في صفوف كتائب شهداء الأقصى .......
- تصدى للاحتلال بكل شجاعة وبطولة في كل اجتياح للشمال شاهد على بطولاته وشراسته ضد الغاصب المعتدي تركوه يعانق الأرض التي وهب نفسه للدفاع عنها بدمه الطاهر ليرتقى إلى السماء وروحه تلعن ظلمهم وتطارده
- تعرض الشهيد لمحاولة اختطاف من قبل القوة التنفيذية قبل ذلك وحينما فشلت تلك المحاولة
- قاموا بإطلاق النار عليه فأصابوه في قدمه,وبعد إصابته جاءت أعداد كبيرة من القسام والقوة التنفيذية بإطلاق النار على المنزل دون مبرر أو سبب ,
- قام أحدهم المسلحون بتهديد الشهيد عبر الجوال بالقتل وهو معروف لعائلة الجرجير
- كان يصلي الفجر في المسجد ويعطف على الفقراء والمساكين ويقدم يد العون للمحتاجين ويقف ضد الظالمين لنصرة المظلومين ...

كيفية اغتيال الشهيد نبيل جرجير بأدق التفاصيل//
في تمام الساعة 11:30من مساء يوم الخميس الموافق 25 / 1 / 2007 م أقدمت القوة التنفيذية والقسام بمحاصرة منزل الشهيد نبيل جرجير من كافة الاتجاهات,والمنزل هو عبارة عن بناية مشتركة تضم أهل الشهيد وعمه وتتكون من أربعة ادوار وجميع الأدوار متكدسة بالأطفال والنساء والشيوخ,ويوجد فيها ما يقارب ثمانون فرداً,حيث قامت عناصر حماس المدججة بأنواع السلاح باعتلاء أسطح المنازل المجاورة لمنزل الشهيد من جهة الشرق والغرب والجنوب,ومن الشمال الشارع العام الذي كان محاصر بعدد لا يقل عن مائتي وخمسون مسلح,وقام أحد المسلحون بالنداء على الشهيد نبيل قائلاً له:اخرج إلينا يا نبيل أيها الكافر,الحقير,المجرم,أنت من فجرت جيب التنفيذية,أنت من قتلت أبنائنا,إن لم تخرج سنقوم بهدم المنزل على رأسك وعلى رأس من فيه,حينما أحسوا لا أحد يستجيب لهم فقاموا بإطلاق النار في كل الاتجاهات بشكل هستيري مستهدفين كل من يتحرك,واقتحمت عناصر القوة التنفيذية الدور الأراضي بإطلاق نار كثيف حتى دمروا كل شي برصاصهم وبعدها قاموا بالنداء على سكان البناية وحددوا لهم سقف زمني من الوقت خمس دقائق للخروج وإلا سوف يهدم المنزل على رؤوس من فيها...
وتدخل والد الشهيد لعناصر القسام والتنفيذية وتعهد لهم بتسليمه في اليوم التالي الساعة الثامنة صباحاً وكرر نفس الطلب عمه إلا أنهم أخذتهم العزة بالإثم,ولم يأخذوا بعين الرفة والعطف والشفقة على صراخ الأطفال وبكاء النساء,فقاموا بهذه الأثناء بإطلاق قذائف الياسين على الأدوار العلوية للمنزل من الأسطح المجاورة له,محدثين فيها دماراً كبيراً غير أبهين من فيها وبعد إطلاق القذائف,أمهلوهم خمس دقائق أخرى للخروج من المنزل فرفضوا أهل سكان البناية فقاموا بإطلاق قنابل وصواريخ أر بى جي حتى يستسلموا ويسلموا ابنهم ليقتلوه,إلا أن ذلك زاد من تصميمهم وعزيمتهم على عدم تسليم ابنهم نبيل لهم مهما كلفهم من ثمن,فقاموا بإحضار عبوه ناسفة ووضعوها في المـدخل الرئيسي للعمـارة,وقاموا بتفجير الباب واقتحموا العمارة وقاموا أيضاً بتفجير خزانات المياه وإطلاق النار على طبلون الكهرباء مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض الشقق,واقتحموا الدور الأول بعد أن قاموا بتفجيره ومن ثم قاموا بإلقاء عدة قنابل أمامهم وبدأت مرحلة الاقتحام لكل شقة على حداً....
وقاموا بضرب الشباب بأعقاب البنادق واعتقالهم إلى مقر التنفيذية,وقاموا بحجز النساء والأطفال في إحدى غرف الشقة وتمركز عدد منهم فيها,وقاموا بضرب النساء والأطفال ضرباً مبرحاً وتلفظوا عليهم بألفاظ نابيه وبذيئة ومسيئة,وكانوا يبدءون بالشقق التي تقع في الجهة الشرقية,ثم يقومون باقتحام الشقق في الجهة الشمالية،وكان الشهيد نبيل متواجد في الشقة الشمالية في الطابق الثاني من العمارة لوحده,وحينما استطاعوا تحديد مكانة قاموا بأخذ أخ الشهيد الذي يدعى ناهض كدرع بشري لهم,إلا أنه رفض فقاموا بضربة ضرباً قاسياً وموجعاً وأجبروه على الصعود معهم,وطلبوا منه أن ينادى على الشهيد ليفتح لهم باب الشقة,وقاموا جميعاً بالتمركز في الشقة الشرقية المجاورة للشقة المتواجد فيها الشهيد,وعلى درج السطح الثالث,قام أخ الشهيد في هذه الأثناء بالنداء على نبيل ليفتح الباب,فقام بفتح الباب وبحركة سريعة أغلقه وأصبح الأخوين في الشقة....
فقاموا بتفجير باب الشقة وإلقاء بعض القنابل فيها ومن ثم اقتحموا الشقة وفي هذه الأثناء كان الأخويين متواجدين داخل أحد الغرف الغربية,فدار حوار بين الشهيد وأخيه على أن يخرج أخيه إليهم أولاً ويتفاوض معهم على تسليمه بشروط تضمن حياته وبالفعل خرج أخ الشهيد ويدعى ناهض إليهم وبمجرد أن قام بتحريك يد باب الغرفة تراجعوا فقام أخيه ناهض بمحاولة منهم من الدخول وطلب منهم التريث إلا أنهم ضربوا وجهه بأعقاب بنادقهم,في هذه اللحظة استغل الشهيد تراجعهم المفاجئ فخرج هارباً من الشقة الشمالية إلى الشقة الشرقية المجاورة,فقام أفراد التنفيذية المتواجدين على درج الدور الثالث بإطلاق النار عليه فأصابوه بطلقتين في اليد اليمنى وطلقة أخرى في الظهر خرجت من البطن,إلا أنه دخل الشقة المجاورة وأغلق الباب وهو مصاب,فقام من بداخل الشقة بالسيطرة عليهم ومن ثم أطلقوا من مسافة قريبة جدا (مسافة صفر ) رصاصة مسدس على رأسه دخلت من الجهة اليسرى للرأس خرجت من الجهة اليمنى....
علماً بأن الشهيد كان أعزل ولا يحمل أي نوع من أنواع السلاح وقد أخذوه من حضن أمه وأبيه ومن بين الأطفال والنساء بلا رحمة،إلى الطابق الأخير من العمارة,فقاموا بحملة وجرة على الدرج حيث كانت أمه تصرخ وتستغيث وتناشدهم بالله وبدماء الشهداء أن يتركوه,إلا أنهم قاموا بضربها على رأسها وحجزوها على درج الدور الأول, وبعد ذلك جروا الشهيد من الدور الثاني إلى الدور الأول وأطلقوا عليه أربع رصاصات,فهوى على الأرض ورموه أمام أبيه وأمه وسمع من الطابق الأول صوت ارتطامه بالأرض،وكان السكون قد أغلق أذان أسرته بحيث لا يستطيعون أن يسمعوا شيئاً أخر إلا صوت الموت قائلين:انسحاب انسحاب لقد قتلناه,وأثناء الاقتحام قد تم إصابة كل من ناهض الجرجير ونافذ الجرجير وعطا الله الجرجير واعتقال فايز الجرجير ومحمد الجرجير وحسن الجرجير, وقاموا بإخراج صالح الجرجير من المنزل بالقوة واستمر حصارهم وضرب المنزل بالقذائف والصواريخ مدة ثلاث ساعات, لم يرحموا من في البناية بعد إطلاق النار على الشهيد حاولوا منع أي إسعاف أو أي سيارة من نقل الشهيد والجرحى إلى المشفى ولكن شجاعة رجال الإسعاف وخروج أكبر قدر من الجيران بعد انسحاب جزء كبير جداً من القوة التنفيذية والقسام بعد قيامهم بعملية القتل تم نقله إلى مستشفى الشفاء ووصل المستشفي جثه هامدة ثم جرى نقله من المشفى إلى المنزل وتم توديعه من قبل أقاربه من الدرجة الأولى وتم الصلاة عليه في مسجد حراء,ليورى الثرى إلى مثواه الأخير في مقبرة الفالوجا....
المجد والخلود والوفاء لشهدائنا الأبرار.
والحرية لأسرانا البواسل .
والشفاء العاجل لجرحانا الأوفياء..
والله من وراء القصد

بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة
[email protected]