يصادف اليوم 27 يناير الذكرى 72 لإغلاق معسكر أوشيفيتز ( Auschwitz )، أكبر معسكرات الإعتقال والموت والإبادة التي أنشأها نظام هتلر النازي والذي يُعتبر نقطة سوداء في تاريخ البشرية.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1945 دخلت القوات الروسية معسكر "أوشفيتز" الواقع جنوب مدينة كراكاو البولندية وحررته من يد الألمان منهيةً بذلك فصلاً من أحلك فصول الحكم النازي، وليدرج لاحقاً وبالتحديد عام 1979 كأحد مواقع التراث العالمي في بولندا ويُقدر عدد زواره سنوياً بأكثر من (700) ألف زائر.
المؤسف أن إسرائيل تُحيي هذه المناسبة، وتتعاطف معها دول أوروبية ودولية عديدة، كما وتشاركها الاحتفالات الأمم المتحدة ومؤسسات دولية عديدة، فيما تواصل هي ذاتها –أي إسرائيل- اعتقال واحتجاز الآلاف من الفلسطينيين في سجون ومعتقلات لا تقل قسوة في ظل صمت دولي غير مبرر.!!
والمفارقة أن الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية بمختلف مسمياتها، لا تزال تتعامل مع الأسرى وحقوق الإنسان بمكيالين، فهي وفي الوقت الذي تبدي فيه تعاطفاً كبيراً مع اليهود وتشاركهم احتفالاتهم بإغلاق معسكر الاعتقال والإبادة "أوشيفيتز"، فإنها تصمت أمام ممارسات اسرائيل بحق أسرانا ومعتقلينا. عالم غريب.
وهنا نتساءل إذا كان من حق إسرائيل إحياء هذه المناسبة والاحتفال بتحرير وإغلاق معسكر "أوشفيتز" ، فأليس من حقنا مطالبتها بإطلاق سراح أسرانا وإغلاق سجونها ومعتقلاتها والكف عما تمارسه بداخلها من انتهاكات بحقهم؟
وإذا كان من حق الدول الأوروبية والمؤسسات الدولية مشاركتها احتفالاتها والوقوف بجانبها، فأليس من واجبها أيضاً أن تكف عن ممارسات التمييز والكيل بمكيالين وازدواجية المعايير وثنائية المفاهيم في التعامل مع الأسرى وحقوق الإنسان ؟ .
عبد الناصر فروانة
رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين
عضو اللجنة المكلفة بادارة شؤون الهيئة في قطاع غزة
أسير محرر ومختص بشؤون الأسرى