الشكر الدائم لمصر الشقيقة

بقلم: وفيق زنداح

أكدت كما غيري بصورة دائمة وقاطعة ومنتظمة على أهمية الدور المصري ومركزيته ....وجدية مواقفه ...واستمرار سبل دعمه واسناده لفلسطين وشعبها وقيادتها ....وانها من الدول التي تترجم عبر التاريخ اقوالها الي افعال ملموسة ....كما أنها من الدول التي تقل برفع شعارات نظرية وأقاويل غائبة عن أرض الواقع .
ولأنها مصر بتاريخها العريق الحافل والممتد عبر عقود طويلة ....لا زالت مواقفها المساندة والداعمة والأخوية مع الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وفصائله السياسية ....ولم تتأخر مصر وعلى الدوام في تقديم سبل الدعم والاسناد والوقوف الي جانب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني عبر كافة المنابر والمؤسسات الاقليمية والدولية .
كتابة المقال ليس تأكيدا للمؤكد ....وليس تثبيت للمثبت ...كما أنه ليس محاولة حصرية للشكر على فتح معبر رفح ...ولا تمديد فتحه ...ولا حتي استمرار فتحه ما بين فترة وأخري ....رغم كافة الظروف التي تحول دون فتحه بسبب ارهاب أسود لا زال يطل برأسه .
لكنها لأنها مصر الدولة التي تعرف وتدرك مسؤولياتها الوطنية القومية والتاريخية ....تقف الي جانبنا وتقدم يد المساعدة لنا ....وتحول دون حصارنا وعزلنا ....وعدم زيادة الاعباء علينا ....حتي ولو كلفها ذلك الكثير من الجهد المبذول والتي طالما قامت على تقديمه على مدار عقود طويلة وبمواقف عديدة ستبقي محفورة بالتاريخ وبذاكرة الشعوب والاجيال .
مصر الشقيقة لمن لا يعرف التاريخ ....وبواطن صفحاته ....ولمن لا يحالفه الحظ بمعايشه المسيرة ومشوار العطاء لفلسطين وشعبها على مدار ما يزيد عن نصف قرن .....عليه أن يراجع المحطات التاريخية ....وسنختصرها منذ النكبة بالعام 48 وتضحيات الجيش المصري وما قامت به مصر من استقبال من هجروا عن وطنهم الي حيث وطنهم الثاني ....حيث استقروا على أرضها وتعلموا في مدارسها وجامعاتها وعاشوا مع أهلها واختصوا بمميزات مواطنيها .... ليس هذا فقط بل نحن سكان القطاع على وجه التحديد وقد تولت الادارة المصرية مسؤولياتنا من خلال ادارة الحاكم العام لمتابعة شؤوننا الحياتية التعليمية الصحية الخدماتية بكافة مناحيها ومستوياتها ....كما الاهتمام بقضايا الجوازات والسفر من خلال وثيقة السفر المصرية للاجئين الفلسطينيين الي الجهود المبذولة لتنظيم البعثات التعليمية للدول العربية ....الي الدراسة والمساعدة المادية بالجامعات المصرية لحفظ الامن والاستقرار داخل القطاع.... وتنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية....وما شهدته تلك الحقبة الزمنية من تطور ملحوظ يشهد عليه كل من عاش في تلك الفترة ومن تلمس خيراتها .
سنوات طويلة قامت فيها مصر بمتابعة كافة التفاصيل الحياتية لأهلنا بالقطاع كما قاموا بتشييد العديد من المباني بكل رمزيتها وحضورها من المجلس التشريعي الي قصر الحاكم الي منطقة النصر.... ومبانيها اضافة الي شق الشوارع العامة ومثالها شارع الوحدة وجمال عبد الناصر ...اضافة الي النصب التذكاري للجندي المجهول وتشييد ملعب اليرموك ومباني المحاكم وغيرها من المنشئات التي تم تشييدها بعهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر .
قطاع غزة على وجه الخصوص ....وفلسطين بصورة عامة كانت على صلة قريبة ومتميزة وذات ارتباط عضوي وروحي بحكم عوامل عديدة يصعب حصرها والكتابة عنها والتي تعيش بأحاسيس ومشاعر كل منا ....ويستحيل تعدادها وترجمتها بكلمات من خلال مقال وتقدير أهميتها وانعكاساتها الايجابية على من عاشوا عقود طويلة بفعل هذا الدعم المصري الذي لا يوصف بأخويته ومحبته واخلاصه .
مصر وفلسطين وعلاقاتهم التاريخية ليست محل اجتهاد او رأي لأنها مرتبطة بعوامل ومنطلقات عديدة وضرورة بالغة بالنسبة لسكان القطاع على وجه الخصوص والذين يعيشون ظروف استثنائية من خلال انقسام أسود واحتلال جائر وحصار اسرائيلي ظالم وعدوان سافر ما بين فترة وأخري يقتل فيها شبابنا وتهدم فيها منازلنا ....وتدمر فيها بنيتنا التحتية .
ظروفنا استثنائية في ظل نقص الخدمات المملوكة وعدم قدرتها على تلبية احتياجاتنا ....وما نعيشه من واقع بطالة خانقة وكساد اقتصادي ....وانخفاض بمعدل الدخل الفردي وتعداد الأمراض والمرضي لدينا .
ظروف صعبة انسانيا اقتصاديا ونفسيا وأمنيا ....لكننا لا نجد مفرا من الصمود والمواجهة لمجمل التحديات التي تواجهنا والتي سنتغلب عليها بإرادتنا ووحدتنا ووعينا وايماننا أن فلسطين سوف تكون دولة واعدة ...وذات مكانة عظيمة... وقادرة على بناء علاقات حسن الجوار وتبادل المصالح وتبادل الخبرات مع كافة الأشقاء والأصدقاء .
هذا الجزء الغالي من فلسطين والذي يقطنه ما يقارب 2 مليون فلسطيني لا زالوا يتنفسون هواء مصر.... ويعيشون بجانبها وعلى أمل استمرار دعمها واسنادها ومساعدتها.... لإخراجنا من أزماتنا وظروفنا القاسية بدآ من انهاء الانقسام الي تعزيز وحدتنا الوطنية حتي مواجهة التحديات وفتح افاق المستقبل لدولة فلسطين بعاصمتها القدس .
فلسطين بحاجة ماسة الي مصر ولا تستطيع .... الا أن نقول لمصر الشكر الدائم ....على تاريخ حافل وواقع حاضر ...ومستقبل نأمل أن يكون باهرا وقويا ومزدهرا لفلسطين ولمصر الشقيقة.
الكاتب : وفيق زنداح