فارس من فرسان فلسطين ترجل عن صهوة الحصان ، انه الشهيد القائد جميل شحادة " ابو خالد " الامين العام للجبهة العربية الفلسطينية ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني ، رحل هذا المناضل في ظل ظروف خطيرة وبالغة الدقة تعيشها القضية الفلسطينية ، فهو من انتمى للنضال الوطني والقومي في الحياة وفي الممارسة، اعطى له وللسياسة الفلسطينية بعداً خاصاً ، من خلال انحيازه للقرار الفلسطيني المستقل وللدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ، كقائد سياسي لتنظيم مناضل .
عذراً منك ايها الشهيد القائد لانني لم التقي بك ، ولكن مواقفك لم تكن بعيدة عنا ، فانت كنت في قلب الحدث، كنا نواكب مواقفك ، فكنت تمثل وحدة لا تنفصم.
جميل شحادة الذي حمل هموم الشعب الفلسطيني وباعتباره شعب تحت الاحتلال، في ظروف معقدة وعالم متغير، يدرك جيداً ان السياسة مفيدة بالظروف الموضوعية والامكانات الواقعية، وأن تحقيق انجازات لشعبه تتطلب انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، كان واقعيا يتعامل مع الواقع بهدف تغيره وليس تبريره او التكيف معه، متمسكاً بالهوية الوطنية وبحقوق شعبه .
من هذا الموقع كنا نرى تحرك الشهيد القائد ابو خالد بين قطاع غزة والضفة والشتات ، لانه كان مؤمناً بأن وحدة الشعب وقواه هما عماد الثورة والطريق الوحيد لاستعادة الحقوق للشعب الفلسطيني ولتحقيق الأهداف بالحرية والاستقلال والعودة وعن حقه ببناء دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وامام كل الظروف كان الشهيد يسعى من خلال الائتلاف الوطني الديمقراطي لمواجهة المخاطر التي تحملها الحركة الصهيونية المتحالفة مع قوى الاستعمار والهيمنه وبخاصة الادارات الأمريكية المتعاقبة، على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية والاستقرار والسلم في المنطقة، وسعيها للهيمنه على مقدراتها.
نعم يغيب الشهيد القائد ابو خالد الذي آمن بالحفاظ على البعد القومي للقضية الفلسطينية ورفض كل ما يشي بمحاولات سلخها عن عمقها العربي، وحرصه على امتداد القضية الفلسطينية الأممي مع حركات التحرر والديمقراطية في العالم، وعلى إقامة أفضل علاقات التحالف مع الشعوب التي تناضل من اجل استقلالها وحريتها وديمقراطيتها في مجابهة محاولات الهيمنه الاستعمارية بعامة والأمريكية بخاصة.
وللتدليل على عمق هذا الانتماء لديه ، فقد عمل مع رفاقه وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، متسلحا بالوحدة الوطنية ،برغم تعقيدات الوضع الفلسطيني الداخلية والخارجية.
بقلم/ عباس الجمعة