ترامب ... نتنياهو ... اثارة للنعرات وخلق للأزمات !!!

بقلم: وفيق زنداح

المشهد السياسي والاعلامي حافل بالكثير مما يصدر تباعا عن الرئيس الامريكي ترامب ... وعن رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ... فكلاهما يثيرون النعرات ... ويعملون على تغذية الصراعات وخلق الازمات ... وليس في هذا القول الا تأكيد للحقيقة الساطعة التي باتت ماثلة امام اعين المراقبين والمحللين وصناع القرار داخل العديد من الدول .

ترامب الرئيس الامريكي يمارس العنصرية منذ تولي مسؤولياته ... كما ويمارس بيع المواقف للصهيونية اليهودية ... وكأنه في سباق داخل سوق المزايدات لبورصة الاوراق والسندات والاسهم في محاولة لتعزيز الشراكة القائمة .

لم يأتي على لسان أي زعيم دولي ما يمكن ان يثني على سياسة ترامب وقراراته ... بل جاءت معظم ردود الفعل وحتى من وسائل الاعلام والمحللين وكبار الكتاب ما يؤكد على ان قرارات ترامب وسياساته تؤشر الى بداية خلق ازمات جديدة وتفجير صراعات كامنة ... واثارة نعرات لا تخدم امريكا ومصالحها العليا .

بداية غير موفقة مع قرار منع رعاية سبع دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة ... وخلق العديد من الازمات داخل العديد من المطارات ... كما ابداء الرفض والاعتراض من قبل الغالبة العظمى من دول العالم ذات التأثير في التجارة الدولية وفي موازين القوة العالمية نتيجة سياسة ترامب التجارية والاقتصادية .

الرئيس الامريكي ترامب يرى من وجهة نظره ان الاستيطان لا يؤثر بالسلب على عملية التسوية ومفهوم حل الدولتين ... كما ويرى ضرورة ان تأخذ الادارة الامريكية سياسة مغايرة حول قضايا الشرق الاوسط ... كما ويرى في التجربة الصاروخية الايرانية خروجا عن الاتفاقية المتوقعة وانتهاك للسلم والأمن ... كما يرى ترامب ان المبالغ التي دفعتها الخزينة الامريكية والتي تصل الى العديد من التريليونات لا تعطى الحق لإيران للسيطرة على العراق .... كما يرى ترامب ان محاربة الارهاب يجب ان يكون على حساب الخزائن الاخرى وليس على حساب الخزينة الامريكية .

أي ان الرئيس الامريكي الجديد ترامب يسلك طريقا مغايرا يريد من خلاله استنهاض قوة الاقتصاد الامريكي وتعزيز موارده وايراداته ... كما ويعمل على تعزيز وجود ومكانة امريكا دون ان تتكلف الخزينة الامريكية الثمن المادي المطلوب ... كما ويعمل الرئيس الامريكي الجديد على اتخاذ المواقف المتعارضة مع العديد من الاتفاقيات الموقعة بين امريكا في عهد ادارة اوباما والعديد من الدول .

امريكا وبداية عهد ترامب تحاول ان تدخل على الساحة السياسية الدولية بقوة العنصرية والتي سوف تعطي هذا البلد عداء اكبر .. ورفض متعدد وصل الى حد الفاتيكان ... وحتى العالم الاسلامي ليبقى السؤال مطروحا
اين يأخذ ترامب امريكا ومصالحها ؟ّ !

المشهد الحاصل منذ تولى ترامب مسؤولياته وما شهدته الشوارع الامريكية من رفض لسياساته ومواقفه وقراراته والذي يخرج المجتمع الامريكي عن ديمقراطيته السائدة ... مما يشير الى ان بداية عهد ترامب سيكون حافلا بالمفاجات وسيشهد صعوبة كبيرة قد تهدد المصالح الامريكية على الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية .

وما بين الرئيس الامريكي ترامب ... ورئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو ... سنجد العنصرية تجمعهم ... كما وسنجد عدم الحكمة والتوازن في قراراتهم والتي تثير حولهم المزيد من الغضب وخلق الازمات والصراعات .

فالاستيطان وعدم شرعيته وزيادة عدد المستوطنات والمستوطنين وعدم شرعية وجودهم ... ووقوف المجتمع الدولي بأسره ضد هذا الاستيطان غير الشرعي والاصرار عليه من قبل نتنياهو وحكومته العنصرية اليمينية ... وما يؤشر الي تغطية الادارة الامريكية في عهد ترامب الذي لا يراه معيقا للسلام والمفاوضات ... يؤكد على ان الرجلين اصبحوا في سلة واحدة ... ويخلصون الي موقف موحد حول الاستيطان ... وبهذا يتخذون من المواقف ما يتعارض وموقف المجتمع الدولي ومؤسساته ... والذي يعطي الحق للقيادة الفلسطينية ان تعيد حساباتها وخياراتها وان تتحرك باتجاه محكمة الجنايات الدولية رغم التهديد الامريكي الاسرائيلي كما التحرك اتجاه محلس الامن الدولي الذي ادان الاستيطان .

لكن يبدو ان الامور تزداد صعوبة وتعقيد ... وان الخيارات والاولويات والسياسات لا يتوفر لها المزيد للتعديل والتغيير فليس امام ترامب ونتنياهو وما يصدر عنهم من قرارات وسياسات ما يؤشر الي تهدئة وهدوء بل يؤكد على المزيد من التوتر واثارة النعرات وخلق الازمات .

العرب سيجدون انفسهم امام حالة ابتلاع لمواردهم ومواقفهم وحتى سيادتهم ... وهذا ما يستدعي صحوة عربية اسلامية للحد من مثل هذه السياسة العنصرية التي يقودها ترامب ونتنياهو ... وحتى يكون امامنا نحن ابناء فلسطين ما يمكن ان يقدم لنا من سبل الدعم والاسناد لتعزيز مقومات صمودنا ومواجهة التحديات التي تزداد ضراوة وشراسة في ظل عنصرية اسرائيلية يقودها نتنياهو في ظل سياسته الاستيطانية واستمرار ادارة الظهر للتسوية السياسية وللاتفاقيات الموقعة .

هذه العنصرية التي يبدو انتشارها وتأثيراتها ستتجاوز حدود الولايات المتحدة ودولة الكيان ... وما يمكن ان يعصف بمجتمعاتهم الداخلية من اشكاليات ومصاعب يصعب تحديد مداها ... لكنها عنصرية مفجرة لما هو كامن في تكوين هذه المجتمعات لها ... ما بعدها من انعكاسات وسلبيات سيتم دفع ثمنها من قبل المجتمعين الامريكي والاسرائيلي ... عندها ستجد امريكا ان سياستها قد خانتها ... وحرفت مسارها بصورة اكبر من انحيازها المعتاد والمألوف على مدار عقود ... حتى تجد دولة الكيان ان فرصة تحقيق مشروع حل الدولتين وانهاء اسباب الصراع قد اصبحت في عالم الماضي ... وعندها لا ينفع الندم ... وستقطع سبل الانقاذ لترميم ما افسده الدهر .

الكاتب / وفيق زنداح