الإسرائيليون كلهم مستوطنون في فلسطين المحتلة إنما هم أنواع، وبينهم طلاب سلام يمكن التعامل معهم بسهولة، ثم هناك مستوطنون على أساس خرافات، وحكومة إرهابية مجرمة تستغل المتطرفين الدينيين لخدمة أغراضها المتطرفة أيضاً.
حكومة الإرهابي بنيامين نتانياهو فككت مستوطنة أمونا التي يصفونها "غير شرعية"، وهي صفة نطلقها نحن على كل المستوطنات، وجُرِح 66 شرطياً في العملية. عندما يَجرح فلسطيني تحت الاحتلال جندياً إسرائيلياً يُقتَل وهو جريح وملقى على الأرض. غير أن اعتداءات المستوطنين لا تُقابَل بالرصاص وإنما أقرأ في ميديا الاحتلال أن مراهقين أوقفوا على ذمة التحقيق، ولن تُنشر هذه السطور حتى يكونوا في بيوتهم.
قبل مستوطنة أمونا وبعدها كانت حكومة إسرائيل تعلن بناء وحدات سكنية في القدس، وغيرها في الضفة الغربية، ثم العزم على بناء مستوطنة جديدة هي الأولى منذ 20 سنة. السلام مع حكومة إسرائيل مستحيل فأدعو السلطة الوطنية إلى:
- سحب الاعتراف بإسرائيل فوراً.
- طلب اجتماع لمجلس الأمن للبحث في الوحدات السكنية والمستوطنة الجديدة.
- تقديم قضية إلى محكمة العدل الدولية ضد القرارات الإسرائيلية.
- رفع قضايا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية وغيرها مرفقة بوثائق عن قتل الفلسطينيين واحتلال بيوتهم وأرضهم.
- رفع قضية منفصلة عن ألوف الفلسطينيين في سجون إسرائيل، وهناك تقارير طبية ووثائق أخرى تثبت أن بعضهم عُذِّب.
- طلب اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لدرس رد جماعي على الإجراءات الإسرائيلية وأرجو أن تقود مصر والمملكة العربية السعودية الموقف العربي.
أعتقد أنني أنفخ في زق مقطوع، كما يقول مثل جاهلي، فالسلطة الوطنية الفلسطينية لم تفعل شيئاً يُذكر منذ سنوات، مع أن العالم كله يؤيد الفلسطينيين كما نرى سنة بعد سنة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما يُقبل المندوبون على الرئيس الفلسطيني، ولا يجد نتانياهو أحداً معه سوى بعض اليهود الأرثوذكس الذين يضعون قبعات (يارمولكا) على رؤوسهم.
الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة جعلت إدارة ترامب نفسها تحذر إسرائيل وتقول إن الوحدات السكنية وغزو ما بقي من أراضي الفلسطينيين تحت الاحتلال يجعل تحقيق السلام صعباً. أرى أن السلام مع حكومة النازيين الجدد مجرمي الحرب مستحيل وليس صعباً فقط. وأقرأ أن المتشددين في حكومة نتانياهو وقادة المستوطنين يريدون أن يعلنوا ضم المستوطنات إلى إسرائيل، أي ضم أكثر من ثلث أراضي الضفة الغربية حيث توجد مستوطنات ومعها الأراضي المصادرة للبناء عليها. هم يعتقدون أن هناك فرصة ودونالد ترامب في البيت الأبيض، وأن كلامه مجرد كلام وليس للتنفيذ.
معالي أوديم التي بنيت إلى الشرق من القدس الغربية بعد احتلال 1967 تضم سكاناً ولدوا فيها بعضهم تجاوز الآن المراهقة والشباب إلى الثلاثينات والأربعينات من العمر. هي مثل القدس الشرقية والغربية أرض فلسطينية محتلة، وكل مَنْ يقول غير هذا إرهابي أو مؤيد للإرهاب الإسرائيلي.
الوضع سيئ وسيسوء أكثر، إذا كان هذا ممكناً، وحكومة إسرائيل ضمنت لنفسها تأييد إدارة ترامب، حتى لو اعترضت على أي قرار إسرائيلي، فموقفها "حكي" كما يقولون في بلادنا.
جهاد الخازن