قناة وإذاعة تهدفان لإحياء التراث الفلسطيني بعيداً عن مناكفات السياسة

 تمكَّنت قناة تلفزيونية فضائية ومحطة إذاعية ملحقة بها تبث عبر الانترنت من شق طريقها لتجد لها مكاناً في منازل الكثير من الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، وذلك بفضل رسالتها الفنية البحتة التي تقوم على الحفاظ على التراث والفن الفلسطيني، وإبقاء الأغنية الفلسطينية حية في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي طمس الهوية الفلسطينية.
وأطلق الإعلامي والناشط ورجل الأعمال الفلسطيني عصام عياد قناة "فلسطيني" في العام 2015 متعهداً بعدم الانزلاق نحو السياسة أو التدخل فيها، حيث خصص القناة لبث الأغاني الفلسطينية الحديثة والقديمة على حد سواء، كما بدأ بانتاج العديد من الأغاني الفلسطينية بطريقة الفيديو كليب، قبل أن ينتقل إلى بعض البرامج التلفزيونية القصيرة التي حققت هي الأخرى انتشاراً واسعاً.
وشرح عياد في حديث لصحيفة "القدس العربي" اللندنية كيف حققت قناة "فلسطيني" النجاح خلال فترة قياسية وبامكانات أقل من متواضعة، كاشفاً أن "القناة ليس لها مقر ولا استديوهات وإنما تعتمد على بث البرامج والأغاني المسجلة التي يتم إنتاجها سلفاً، حيث يتم الإنتاج داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها على حد سواء، وتصوير العديد من الفعاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، وبعد ذلك بثها على القناة".
وتبث قناة "فلسطيني" عبر الأقمار الاصطناعية التقليدية، ومن بينها "نايلسات" الذي يُغطي المنطقة العربية، كما تبث على مدار الساعة عبر موقعها الالكتروني على الانترنت، ولها محطة إذاعية أيضاً تبث من خلال الانترنت إلى مختلف أنحاء العالم، ويمكن متابعتها من خلال تطبيق خاص يمكن تثبيته على الهواتف المحمولة الذكية.
وتحمل قناة "فلسطيني" شعار (خلي هواك فلسطيني)، أما القناة فتُعرف على نفسها بأنها "‎قناة فلسطينية فنية تعمل على إعادة فلسطين إلى واجهة الفن العربي".
ويؤكد عياد أن "فلسطيني" نجحت إلى حد كبير في إعادة فلسطين إلى واجهة الفن العربي، حيث تبنت العديد من الأعمال الانتاجية لفنانين فلسطينيين، وأجرت معهم حوارات كثيرة، وأتاحت لهم فرصة الظهور على مدار الساعة، مشيراً إلى أن "القناة حظيت في الوقت نفسه بدعم وإعجاب من هؤلاء الفنانين الفلسطينيين الذين وجدوا فيها منصة مهمة لنشر أغانيهم وأعمالهم الفنية".
ويظهر على قناة "فلسطيني" بشكل متواصل الفنان الأشهر محمد عساف، إضافة إلى النجمة الفلسطينية ميس شلش والفنان حسن سلطان، والفنان محمد هباش وفرقة العاشقين وغيرهم، فيما أجرت القناة العديد من اللقاءات مع الفنانين الذين أعربوا عن دعمها إضافة إلى لقاء مع وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو الذي أثنى على المشروع وعلى فكرة القناة.
ويعتبر عياد أن نجاح القناة يعود إلى سر واحد وهو تجنب السياسة بشكل كامل، بما في ذلك تجنب بث الأغاني التي تمجد الرموز الفلسطينية، وأضاف: "القناة لا تبث مثلاً أي أغاني تتضمن تمجيداً للشهيد ياسر عرفات أو الشهيد أحمد ياسين، حتى نضمن البقاء على الحياد في حالة الانقسام الفلسطيني، ونضمن أن نظل منبراً لكل فنان فلسطيني دون أي انحياز، وأن نظل منصة للحفاظ على التراث الفلسطيني والأغنية الفلسطينية ودعم الفنان الفلسطيني، وليس أي شيء آخر".
وحسب عيَّاد فانَّ القناة أنتجت أخيراً برنامجاً قصيراً يستعرض مواهب طلبة الجامعات الفلسطينية، وتم تسجيل حلقاته في الضفة والقطاع على حد سواء، وهو البرنامج الذي لقي انتشاراً واسعاً وقبولاً لدى المشاهدين.
وحققت قناة "فلسطيني" انتشاراً واسعاً خلال عام واحد فقط على انطلاقتها، حيث سجلت قناتها على "يوتيوب" أكثر من مليون مشاهدة حسب ما رصدت "القدس العربي"، أما صفحتها على "فيسبوك" فاستقطبت أكثر من 76 ألف معجب.
واطلعت "القدس العربي" على دراسة صادرة عن وكالة "آي بوك" وهي شركة متخصصة في دراسات شبكات التواصل الاجتماعي ومدى الانتشار عليها، حيث أظهرت أن قناة "فلسطيني" واحدة من بين أكثر عشر قنوات تلفزيونية فلسطينية انتشاراً على شبكات التواصل، كما أنها الأولى المتخصصة في الأغاني والفن من حيـث الانتشار داخل الأراضي الفلسطينية.
ويقول القائمون على القناة إنَّ عدم انحيازها لأي فصيل فلسطيني أو منظمة سياسية هو الذي يساهم في انتشارها، وهو ما يؤكد أنَّ الفلسطينيين غيرُ راضين عن حالة الانقسام السياسي والتنافر بين القوى الفلسطينية ويفضلون أي شيء خارج نطاق الصراع الحزبي.
يشار إلى أنه يوجد في الأراضي الفلسطينية العديد من القنوات التلفزيونية المحلية، كما أن بعضها يكتفي بالبث الأرضي فيما يظهر البعض الآخر على الأقمار الصناعية، كما أن من بين جملة القنوات الفلسطينية ثلاث على الأقل تهتم بالفنون والأغاني إلا أنها جميعاً تنبثق عن مؤسسات إعلامية حزبية وفصائلية وليست مستقلة، وهو ما يُفسر لماذا ترفض قناة "فلسطيني" بث الأغاني التي تُمجد الرموز والشخصيات الفلسطينية، إذ يرى القائمون عليها أن الأغاني الحزبية لها منابر أخرى وتجد من يبثها أيضاً على مدار الساعة.

المصدر: لندن - وكالة قدس نت للأنباء -