الذات الشخصية، وبناء الوطن ...

بقلم: مازن صافي

الذات الشخصية جزء لا يتجزأ من الذات الوطنية، ففي مساحات الوطن يرسم الإنسان أحلامه، ويخطط لمستقبله، ولكنه يصطدم بواقعه المضطرب، ويشعر في لحظة ما أنه مجرد آلة يعزف عليها الوقت، لتصدر صوت نشاز، من الصعب فك طلاسمه.

 نعم يعمل أعداؤنا على تحطيم الذات الشخصية لنا، ويوظفون كل الوسائل لتثبيط قدرتنا وقدراتنا، لنقع فريسة "سهلة" لظروف أقوى منا، ولحياة صعبة، وكأننا داخل علبة مضغوطة قابلة للانفجار او الانشطار في وقت لا يعلمه إلا الله عزوجل.

الاغتيال المنظم للذات الشخصية، يؤدي إلى تساوي الأمور كافة، الايجابية منها والسلبية،  وربما تصل في مرحلة ما الى القيم والتقاليد والعادات والسلوك، ونجد أنفسنا "مكبلين" أمام وطن يسرق منا من داخلنا، ونبتعد عنه، ونتحول إلى بكائيين فوق أطلال الماضي وأحلام الغد.

الذات الشخصية، ترتبط بالوطن، فلن يكون هناك وطن قوي، تنخره الأوجاع والمآسي والأزمات المتلاحقة، وبالتالي فإن الذات الوطنية الخالية من الشوائب، هي التي تصلح لبقاء المجتمع قويا قادرا على الصمود ومواجهة الاحتلال.

ان الذات الشخصية والذات الوطنية، ركيزتها ورافعتها الوحدة الوطنية، وفي كنف هذه الوحدة يمكن للعناصر المبدعة في كل المجالات، وبغض النظر عن انتماءاتها الفكرية والشخصية أن تنتصر للوطن وتدافع عنه، لأنها تنطلق من واقع الوحدة، بعيدا عن ظلمات الانقسام والتشتت، فلنبدأ في بناء الشخصية والوطن بإنهاء الانقسام وتوحيد كل الجهود والأفكار لوطن يواجه كل التحديات واحتلال ظالم عنجهي يسرق الأرض ويستعمرها ويشرد سكانها.


 د.مازن صافي/ كاتب ومحلل سياسي – غزة
[email protected]