المحاربون في مواجهة إمبراطور الأمراض"السرطان"

بقلم: سامي إبراهيم فودة

أكتب بمداد الدمع,
ولوعة القلب ورعشة الروح,
إلى كل من فقد عزيزاً على قلبه....
أكتب إلى كل الصابرين المبتلين على البلاء العظيم...
إلى كل المكروبين على وجه الخليقة الذين توجعوا واشتدت عليه آلام المرض العين.....
إلى كل من سهر الليالي واحتضن ألم المرض وكز على أسنانه وتوشح بالحزن وذاق مرارة الأمرين
وتجرع مرارة دواء وانحرق جسده من جرعات الكي ...
أكتب إلى كل من سكن المرض بداخله وتغلغل في خلايا جسده وفقد شهية الطعام ولذة الحياة
وحلاوة العبادة في بيوت الله....
حتى الحياة والموت كلاهما أصبح عنده سواء...
أكتب إلى كل من يمتلك الإحساس ورقة المشاعر وصفاء النفس وطيبة القلب, ويستأنس بأنس الأحبة ويستوحشه شعور الغربة في غياب الرفاق والأحبة حين ينقطعوا عن زيارتهم.....
فكثير ممن عرفتهم وسمعت عنهم قد أطاحوا بعنجهية الإمبراطور, فمنهم من تاه في خلوته وسقط بين براثنه وانتهي بين فكي الإمبراطور الشرير, وانقطعت آماله من الدنيا وجهز نفسه وأقلمها على الرحيل إلى الآخرة....
صدقاً لم يخطر في بالي أن أتكلم عن هذا المرض الشرس إمبراطور كل الأمراض الذي تجفل منه النفس البشرية لسماع اسمه,ويصادف الرابع من فبراير/ شباط من كل عام باليوم العالمي لمكافحة السرطان والذي يتم إحياؤه بفعاليات مساندة للمرضى بهدف الحد من المرض والأخذ بيد المصابين إلى بر الأمان,فهو مرض خبيث يتربع على عرش الألم والخوف عافانا الله وعافاكم منه,لهذا أقول إلى كل المحاربين الأشداء جنرالات الصبر المؤمنين بالله والقابضين على وجع الألم والصابرين على الضيم وألم المحنه واشتداد الخطب والمحتسبين صبركم عند الله المستعان,إننا من صبركم وإرادتكم نستمد منكم القوة ومعاني الحياة على حقيقتها ونتعلم منكم كيف يتقهقر جلاد الإنسانية وإمبراطور الأمراض أمام صمودكم وصلابة ثباتكم وقوة مناعتكم....
فقد تمكنتم أيها المحاربين بفضل الله وبوعيكم وبصبركم وإصراركم إلى الانتصار من كسر عنجهية جبروت هذا الإمبراطور الطاغي والذي بدأ بالتساقط تدريجياً عن عرشه,فاعلموا أن الله على كل شيء قدير وسيأتي بعد الليل المظلم صباح مشرق بنور الله مفعم بالأمل,فما بعد الضيق إلا الفرج وما بعد الليل إلا الفجر وما بعد العسر يأتي من عند الله اليسر, فلا تجزعوا ولا تحزنوا من رحمه الله, فكم صبرتم واحتسبتم وتوكلتم على الله,فأنتم بين الحسنيين إما الشفاء ويرفع عنكم البلاء وإما أن تموتوا فيكتب لكم أجر الشهيد لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"والمبطون شهيد" رواه أحمد...
وأخيراً أقول اللهم إسكب في جسد كل مريض نهراً من الراحة يسري في أوردته, اللهم اشفِ كل نفس لا يعلم بوجعها إلا أنت سبحانك...
اللهم ارحم كل من سقط ضحية لهذا الإمبراطور الشرير"السرطان
والله من وراء القصد

بقلم الكاتب// سامي إبراهيم فودة
[email protected]