من المهم أن نؤمن جميعا بأنّ الظواهر الحالية هي ظواهر مشتتة للطاقات والامكانيات، ومهددة لوحدة الارض والانسلاخ عن التاريخ والتجربة، بل هي حالات انفصالية تهدد النشء والثقافة الوطنية الموحدة التي كان يتميز بها المجتمع الفلسطيني في السابق، ولا بد من الخروج من هذا المنجرف بأشرعة الطرح الوطني الخلاق والمبدع، بدايةً بتصحيح المفاهيم للمرحلة ومشوهاتها وسلبياتها، تشارك في ذلك كل النخب الوطنية في المجتمع الفلسطيني بعد هذه التجربة الأليمة والقاسية والتي أصبحت على وعي كافٍ بما فرضته الوقائع على الأرض من خراب وتخريب، وهنا دور الطلائع والنخب في وضع منهجية وبرامج التآلف والتحالفات الوطنية الجامعة، التي تستطيع فرض المتغير الايجابي نحو بناء حركة وطنية تجمع كل الفلسطينيين فيداخل فلسطين المحتلة الى المنافي .
قال تستوفسكي ":لقد تعلموا الكذب وأحبوه وعرفوا مواطن الجمال فيه , ربما بدأ الأمر بريئاً على سبيل المزاح أو الغنج والدعابة واللعب"" .. ولكن اصبح حقيقة فاجرة قسمت المقسم وجزأت المجزء على واقع الشعب والفصيل والمؤسسة
الفكرة هي مبادرة غير مألوفة وغير تقليدية للخروج من مأزق او مشكل سواء على المستوى الفردي او الجماعي وربما تنجح او تفشل ويتوقف ذلك على عدة عوامل
المرجعيات التاريخية لحركة فتح نفتقدها كل يوم بالرحيل الى بارئها وقلب العله ان تلك المرجعيات مهمله محاصرة مقصية مفصولة في احوال اخرى وقد يجدها قادة الفتح نيو لوك خطرا على مصالحها ولذلك خلل عميق وكارثي واحد العوامل المهمه لانهيار فتح
المشكلة ذات شقين الاول طغيان المال السياسي الاجنبي وحالة الشعب الفلسطيني الاجتماعية والثقافية المرافقة لذلك ثانيا التحولات الاقليمية في سلم تنازلي وليس تصاعدي او جوهري بالاهتمام بقضية فلسطين قد نفهم سلوكيا ان الفصائل باتت عاجزة عن دفع تكاليف وجودها المادي بدون الاستعانه بالمال السياسي في حين ان اتفاقية اوسلو اعفت الاحتلال من مسؤلياته ليقع الشعب الفلسطيني والفصائل ايضا في يد التمويل الخارجي المشروط وهنا اعتقد اننا قادرون في حالة وحدة اذا استطعنا تجنيد واحتواء راس المال الفلسطيني المشتت وتجييره لخدمة ودعم حركة شعبية واهمها لدعم ثقافة وطنية تنسخ ما قبلها من حزبيات وفصائلية وثانيا الاهتمام ببناء الكادر الاكاديمي والمبدع ثالثا وضع برنامج سياسي شعبي يعبر عن معالجات حقيقية للمرحلة ولكن هذا بالتاكيد سيصطدم مع مصالح الفصائل ومصالح الاحتلال في ان واحد فهل قادرة الجماهير الفلسطينية والراس المال الوطني ان وجد ان يخوض الصراع مع تلك القوتين لفرض وقائع وطنية جديدة على الارض ..؟؟؟؟
قد نحتاج في هذه المرحلة التفكير جديا في اعادة صياغة هيكليات ومكونات الحركة الوطنية وليس هناك عيب او تخاذل او نكران للمراحل السابقة بل نجد من الاهمية لتواصل التجربة وتلافي الاخطاء والتراجعات ان نفكر بذلك وان لا نتمترس في منتجات الماضي وما وصلت اليه من فشل ومن هنا يجب ان يكون عنوان الفكرة فالفكرة لا يمكن ان تكون مساوية لنمطية الحاضر والماضي والا لن تصبح فكره وقد تكون في هذه الحالة مساوية لكل ظواهر الماضي بما حملت من علل وتخريب سواء على مستوى الكادر او الاطار او الجماعة .
تتعرض الفكرة التي تبادر فيها الطلائع او النخب الى معوقات كبيرة اولها الارث الثقافي الفاشل من تجارب الماضي ومؤسساته وافراده لانهم ذات اصحاب مصلحة بالاوضاع القائمة وقد تكون بعض الطلائع والمستجيبين للفكرة اي الاصلاح محملين ثقافيا بتلك المشوهات وهذا ينعكس على مقدار بلورة الفكرة بجانبها النضالي الشامل على على ابلمستوى الوطني بل قد تكون مثل تلك الطلائع وما ترصده لها الحاضنة الشعبية من اجندات قديمة من اكبر المعوقات لبلورة الفكرة ايضا لتصبح بديلا ايجابيا لواقع مؤلم منقسم مشتت، وكما هو الحال ومن الظواهر والسلوكيات التي ان اصابت البعض من حاملي فكرة التصحيح الفئوية الجغرافية والعشائرية والاجتماعية والشللية فهي بمثابة طابور خامس يعمل على تكريس مصالحه واعاقة المبادرة والابتكار وولادة اطر مرتبة منضبطة تعتمد علبى الكفاءة والابداع ففي الزمن اﻻحول قد تكون معظم اﻻشياء ليست في موقعها واماكنها
الكساح السياسي والناتج عن الكساح الوطني ناتج عن سيكولوجيات ونرجسيات تأبى ان تغادر مواقعها وبما يتعلق بمصالحها ... انها امراض تحتاج لاطباء السيكولوجيا لتشخيصها بدقة وان كانت ظواهرها يمكن ان يتعرف عليها العامة من الشعب هؤلاء الموجودين على مستوى الفصيل والمؤسسة والقيادة .
الفكرة لا تعني الفوضى والتشتيت والاهمال والمزاجية بل هي دروب الابداع الغير مألوف للخروج من الازمة ومن ثم صياغة برنامج شامل متكامل الجوانب سواء سياسي او ثقافي او اجتماعي او اقتعصادي بل برنامج نطالي يحمل معالجات لكل حالات الفراغ والمشوهات السابقة ن فنحن بحاجة الان وبشكل ملح الى اربعة جيوش وطنية :
1- جيش ثقافي
2- جيش اعلامي
3- جيش اكاديمي
4- جيش عسكري
كل منها يمثل حالة تنظيمية منطبطة تعتمد على برنامج شديد الانضباط والالتزام .
هناك فكرة ولكننا بعيدين مئات الاميال عن بلورة الفكرة فكل ما هو موجود عناوين قد يساء استخدامها.
سميح خلف