للأسف ... نتوه ولا يضلون طريقهم

بقلم: عدنان الصباح

طرق التفافية لربط المستوطنات, جسور معلقة, قوانين وأنظمة يومية منها ما هو نائم بانتظار أن يحتاجون إليه ومنها ما هو مفعل ومنها ما هو غير مرئي, أنفاق منذ نفق الهبة الشهيرة الذي همدت هبته واستمر هو كأن شيئا لم يكن إلى القدس الدائمة الحضور في أفعالهم والدائمة الغياب عن حضورنا أن فكرنا حتى بالحضور البعيد بالأغاني والكلمات والخطوط وفيما عدا انتفاضة أجساد الفتيان والفتيات الذين أسميناها بانتفاضة السكاكين لم يصدر عن كل القوى التي تحتكر الثورة اسما وتصادر فعلها أي عمل اللهم انشغالهم ببعضهم وخلافاتهم.

في الصفحة الأولى لصحيفة القدس الفلسطينية ليوم السبت 11/2/2017 العناوين التالية " مستوطنون يستولون على غرفة ومخازن وساحة منزل في وادي حلوة بسلوان ... مصادرة 274 دونم غرب رام الله ... 88 وحدة في غيلو, إسكان مشروعين في معاليه ادوميم وبسغات زئيف ... منطاد ركاب إسرائيلي فوق القدس ... مخططات لحفر نفق وتحويله للربط بين مستوطنة معاليه ادوميم والقدس".
في الصفحة الثانية " رقم قياسي بهدم المباني في القدس الشرقية والبلدية ترفض مخططات أعدها السكان ( لاحظوا نحن أيضا نستخدم كلمة السكان بدل كلمة مواطنين وهو اصطلاح تحرص الدعاية الإسرائيلية على استخدامه لتعريفنا في بلادنا ) ... مستوطن للفلسطينيين في الخليل: وينهم العرب؟ تركوكم لحالكم وصاروا معنا " ونتابع في الصفحات الداخلية " بلدية القدس تغلق معرضا يستضيف منظمة مناهضة للاستيطان ... قرية فقوعة مطامع إسرائيلية أدت إلى نهب مساحات واسعة من أراضيها ... المستوطنات تحرم أهالي قلقيلية من قطف الزعتر واستنشاق رحيق شقائق النعمان ... معاناة قرية الجلمة من الجدار والإغلاق ... أكثر من 2700 مهاجر إلى إسرائيل استقروا بالقدس "
هذه الأخبار وهي تتكرر يوميا وغيرها قطعا ممن لم يصل إلى الصحافة كحدث صغير هنا أو هناك جميعها تدلل على أننا أمام عدو لا يضل طريقه أبدا وهو سائر بكل الحزم نحو مخطط التهويد لأرضنا وبلادنا وإلغاء لحضورنا حتى في لغتنا قبل ترابنا وأرضنا وماءنا وبيوتنا وعلى الجانب المقابل نحن نعيش حالة من الغياب العملي بكل ما تعني الكلمة من معنى فلا حضور أبدا لفعل المقاوم ولا للكفاح في مواجهة إجراءات الاحتلال علما بان محض وجوده على أرضنا يستحق ذلك منا وذلك اضعف الإيمان.
الإحداثيات اليومية على الأرض تضعنا أمام عدو لا يضل طريقه أبدا وهو سائر نحو هدفه من كل الاتجاهات وبكل ما أوتي من قوة دون كلل ولا ملل ويتوحد أولئك الذين يحتلون أرضنا خلف رؤية واحدة أن هذه الأرض هي أرضهم وحسبما قال احدهم ردا على أوراق الطابو التي يملكها المواطنين الفلسطينيين أن اليهود لديهم طابو من الله بأرض فلسطين وهو طابو لا يحق مناقشته.
دونم هنا ودونم هناك
كدرة فوق كدرة
هكذا نبني دولة إسرائيل
هذا النص مقتطع من نشيد شباب الجدناع الصهيوني وهو نفسه الذي لا زال يعيش معهم ليس حروفا وكلمات نشيد بل فعلا حيا على الأرض ومن الكلمات تقرا أنها تخدم الهدف الذي هو الأرض قبل أي شيء في حين تذهب أغانينا بعيدا لتمجد الشخوص قبل الأرض وتتحدث عن أحلام بعيدة مغيبة حقائق الواقع وبالتالي تغيب الأرض بين أنيابهم, هم يسرقون الكدرة وكلي ثقة أن شبابنا إن قرؤوا ما كتبت سيتعبون للبحث عن معنى هذه الكلمة لان التراب نفسه غائب عن اهتمامهم المنصب على ذواتهم أولا وقبل كل شيء على قاعدة " ما دام راسي سالم " وهو ما يصلح لان يكون نشيدنا الحقيقي.
الطريق الوحيدة التي بتنا نعرفها هي طريق محكمة العدل العليا لدولة الاحتلال نفسه لتنصفنا من المحتلين ولتأخذ قرارات وقرارات بعضها يؤيد مطالبنا وغالبيتها تلغي مطالبنا وتعطي المحتل حقنا علما أن مجرد توجهنا لمحكمتهم يعتبر إقرار بسلطتهم فالتقاضي بقانون المحتل نفسه اعتراف بشع بحقه عليك وقبول الايجابي واعتباره انتصارا يعني بالضرورة أن تقبل السلبي حتى لو اعتبرته هزيمة ما دمنا قد اعتدنا الهزائم عبر تاريخنا فلم نعد نخجل بها أبدا.
" سنصبح نحن يهود التاريخ ونعوي في الصحراء بلا مأوى " هذه هي نبوءة مظفر النواب التي يمضي باتجاهها الاحتلال بكل طاقته لجعلها حقيقة كاملة الوجود على الارض ليلغي وجودنا, بينما نحن منغمسون بالتيه بين انقساماتنا وصراعاتنا وخلافاتنا على الوهم قبل الحقيقة وحين نصطدم بهم ( المحتلين ) ويضيق بنا نلوذ بهم منهم لنشكوهم اليهم في محكمة عدلهم الغائب لينصفونا فأي كارثية هذه يعيشها شعبنا وتحتاج لكل دارسي الارض لتفسيرها.

 

بقلم
عدنان الصباح