من دروس الحياة

بقلم: سليم شراب

هناك اقوال لا أحب ان ارددها او حتى استعمالها أو حتى سماعها، تخنقني أحيانا لا أعرف لماذا؟
هل هو العمر وتجارب الحياة التي كشفت لك كم كنت أحمقا عندما قلت:" مستحيل أو لا يمكن أوعلى جثتي كما يقولون في المسلسلات والأفلام المصرية " او حين صرخت بصوت عال " إلا أنا لا أستطيع أن أقوم بذلك" في محاولة لاحتكار تصرف اوعمل قام به أحدهم أو في محاولة منك تثبت للأخرين ان تختلف عنهم، الا أنك في النهاية تشبهم أكثر مما تشبه نفسك التي تعتقد أنك تعلمها جيدا. لو نظرت لنفسك لوجدت أنك تتغير بمرور الايام، فمثلا بمرحلة مراهقتك كنت تحب ان تقلد المشاهير كي تكون ضمن "الناس الكوول" في مرحلة الشباب تحب أن تندمج إلى حد ما، حين تكبر قليلا تنسى فكرة الاندماج والتهجين وتنشغل بنفسك وما بها وما فيها وما يهمها، وفى سن الشيخوخة يشيخ طبعك معك لا تهمك هذه الأشياء كثيرا.
في صغرك تشغلك آراؤك تجد أن الاعتراض هو الطريقة الوحيدة لكي تكون متميزا عن الاخرين، في سن الشباب قد تفضل الصراخ والصوت العالي كي تلفت النظر، وحين تكبر قد تبحث عن الحجة والبرهان، قد تفضل أن تسمع بدلا من أن تهذي بكلام ليس له معنى، قد تتعلم أن تحتفظ بآرائك لنفسك بدلا من أن تقولها في الوقت الخطأ في المكان الخطأ للشخص الخطأ، قد تتعلم أن اختلاف الآراء والتوجهات يعطي رونقا للحياة وطعما مختلفا، قد تتعلم أن الهدف من أي حوار ليس إقناع الآخر بوجهة نظرك بقدر ما هو إيجاد نقطة تلتقي بها مع هذا الآخر.
تعلمك تجارب الحياة إذا كنت صاحب حق فانت تستطيع التصرف ضمن حدود هذا الحق دون استئذان من أحد وليس لك الحق في مصادرة آراء الآخرين، ولا احتقارها، تعلمك التجربة أن العناد والمكابرة احيانا يحرمانك من تعلم الكثير ممن حولك. تعلمك التجربة ألا تحصر نفسك في عالم من اللونين الأسود والأبيض وأن تكتشف جمال الألوان الأخرى، تعلمك التجربة أن تحاول أن تتنسم هواء نقيا تشاركه الآخرين بدلا من أن تشغل نفسك بمحاربتهم، تعلمك التجربة أشياء كثيرة، قد تكون من هؤلاء الأذكياء الذين يحبون المعرفة وقد تكون من هؤلاء الذين يحصرون أنفسهم في إطار ضيق يحرمهم من التواصل مع المختلف مع الآخر. أنت وحدك تختار وأنت وحدك تتحمل نتائج اختيارك ان كانت صحيحة او خاطئة.

بقلم / سليم على شراب