ثمة ما هو الاهم وفوق الروتين والكلاسيكيات والنزاعات والخلافات والمحاور والكولسات التي اعتدنا عليها وعلى مدار عقود ينعقد مؤتمر الشباب في القاهرة وعلى مدار يومين ليقفز عن كل تلك الظواهر والشوائب التي تعطل الانجاز والتوجهات ، وقد نستطيع تلخيص ذلك ما ورد في كلمة القائد الوطني الشاب محمد دحلان عندما قال :ما اعجبني في هذا الحضور "انه ولاول مرة خالي من النزاعات والطوشات" وبالطبع هذا يأتي من التشخيص الدقيق لكل المحن والظروف السوداء التي يعيش فيها الشباب من تيه ومن ضبابية واهمال لاقدارهم ومقدراتهم والتي تفرض مواقف مستوعبة لتلك الظواهر قافزة عنها وهذا ما اسعد القائد الوطني محمد دحلان واستبشر خيرا بأن يخوض هؤلاء الشباب تجربة المسؤلية في المجتمع الفلسطيني التائه في ميادين الخلافات الفصائلية والمشاحنات والبرامج والسيناريوهات المختلفة وعلى حد سواء السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية .
وقبل ان نتحدث عن المشاركة الفاعلة والواعية لطاقات شبابية اتت من كل الساحات في الداخل والخارج هو الحضور القوي وكما يعبر عنه المثل القائل "" بقلب ورب "" للقائد الوطني محمد دحلان واخوة له سواء في افتتاح اعمال المؤتمر وبكلمتين مهمتين للقائد محمد دحلان والقائد سمير المشهراوي وفي تكامل وانسجام لكثير من الاسئلة التي تدور في عقول الشباب بل المواطن الفلسطيني والتي تبعها مشاركة فاعلة في كل الورش المشكلة وبدون ضغوط او تأثير على مخرجات تلك الورش التي ادارها الشباب وهم من قرروا ووضعوا تلك المخرجات .
يعتبر هذا المؤتمر هو المؤتمر الاول التأسيسي الذي يعبر عن وحدة ابناء الوطن في الداخل والخارج ووحدة الثقافة والتوجهات في معالجة كل ازمات المجتمع الفلسطيني وبكل جوانبها والالتزام المطلق من قبل القائد الوطني محمد دحلان والداعم بلا حدود لكل مخرجات هذا المؤتمر والتركيز على دور مؤسسات المجتمع المدني للانطلاق نحو افاق جديدة وفاعلة بمشاركة حية وفاعلة للشباب من الجنسين حيث تم التركيز على مشاركة اوسع للمراءة الفلسطينية وبمؤتمر خاص بها مستقبليا .
المؤتمر تجاوز حدود الروتين والنظرة الفصائلية فلم تكن ساحة الهجاء هي وجه من وجوه اعمال المؤتمر كما انتظر البعض او اراد ينتظر مادة للمشاحنات بل كان الاجماع على انهاء الانقسام لما سببه من مخاطر على البنية الشبابية التي يمثلها قطاع الشباب وهو الاوسع في البنية الاجتماعية والتركيبية للشعب الفلسطيني وتفشي ظواهر وحالات البطالة والفقر والتهميش لهذا المكون الهام .
ركائز وعنواين في كلمتي القائد محمد دحلان والقائد سمير المشهراوي في مؤتمر الشباب الاول المنعقد في القاهرة
في مؤتمر الشباب في القاهرة جيل واعد برؤيا وطنية جامعة فكانت كلمة القائد سمير المشهراوي التي سبقت كلمة القائد محمد دحلان ذات فحوى نضالية معالجة للازمات فتح وازمات الانقسام وباسلوب يتمتع به القائد من حبكة المليودراما المتفائلة للمشهد الفلسطيني ومن ثم تلتها كلمة القائد محمد دحلان والتي اعطت مفاهيم متكاملة وتوافق فكري وطرح سياسي بين القائدين فلقد ركز خطاب القائد الوطني محمد دحلان على عدة محاور وارتكازات
1- عملية السلام والعلاقة مع اسرائيل قائلا ان فتح صاحبة مشروع الكفاح المسلح اقدمت على عملية السلام بجراءة ولكن اسرائيل دمرت هذه الخطوة ولا يمكن الاستمرار في المفاوضات بهذه الاكذوبة
2- العلاقة مع اسرائيل بناء على مفهوم دولتين دولة تحت الاحتلال تفاوض دولة محتلة وباستخدام كل اشكال المقاومة وليست سلطة تفاوض بتنسيق امني مقدس فهناك تنسيق امني بين دولتين متكافيء ولكن التنسيق الامني بين السلطة واسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني
3- اذا فشل حل الدولتين يعني الذهاب للدولة الوالحدة وهم لا يرغبون لا بحل دولتين ولا دولة واحدة ولذلك نعتبر المفاوضات بهذا الشكل وفي ظل هذا الواقع وهذا السياق خيانة وطنية
4 من حق الشعب الفلسطيني مقاومة الاحتلال بكافة الاشكال ولا احد يستطيع نزع هذا الحق من الشعب الفلسطيني ولكن وهناك مقاومة للاحتلال باقل التكاليف وباكبر تحقيقا للنتائج وعلى الشعب الفلسطيني ان يبدع فيها كما الانتفاضة الاولى واستطرد قائلا لاافهم اي معنى لما يسمى المقاومة الذكية..!! ولذلك يجب الاتفاق وطنيا على شكال المقاومة .
تم تحدث القائد الوطني عن تاريخ الشبيبة وعطائها ودور ابو على شاهين ودور الاخ محمد دحلان في بلورة شكل الشبيبة وجوهرها النضالي والمستمر للان والتي تقع عليهم عملية التغيير والاصلاح في فتح والمجتمع الفلسطيني مستشهدا بتاريخ بعض الاخوة له في اطار الشبيبة وبالاخ القائد ابو جهاد والانتفاضة الاولى ومن ثم ركز عن المعاناة وعملية التشويه والتشويش التي تعرض لها وشاركه في ذلك القائد سمير المشهراوي
وثمة ما هو مهم كمؤشر ركز الاخ محمد دحلان على دور المراءة وعطائها والذي يجب ان يلاقي اهتمام وتعديل لوجودها في الاطارات النضالية وبما يجب ان يتجاوز 40% والاعداد لمؤتمر للمراءة في الشهور القادمة.
مؤتمر تجاوز الشكليات في اندماج كامل بين القواعد الشبابية وقيادات شابه لرسم مستقبل واعد من عطاء وانجاز وباشعاعات من الامل في واقع مظلم ومتخبط.
بقلم/ سميح خلف