رفع رسوم حواز السفر الأردني المؤقت لحامليه من فلسطيني القدس من (50) دينار الى اربعة أضعافه (200) دينار أردني،يعني زيادة اعباء وهموم المقدسيين،بدل دعمهم ومساندتهم في الحرب التي تشن عليهم في كافة الإتجاهات من قبل حكومة الإحتلال وكل أذرعها ومستوياتها،وهذا الرفع لسعر الجواز الذي يضطر فيه فلسطينيو القدس لحمل جواز السفر الأردني المؤقت،وما يستتبع ذلك من عمليات إذلال ومساومات وواسطات ورشاوي من أجل الحصول عليه،لفئة ليست بالقليلة من المقدسيين،هو نتاج لإتفاقية اوسلو البائسة التي أجلت قضية القدس الى ما يسمى بالمرحلة النهائية،والتي بموجبها لا يحق للفلسطيني الحامل الهوية الإسرائيلية قسراً من العرب المقدسيين،ان يحصل على جواز سفر فلسطيني،ومن هذا المنطلق قدرنا وثمنا للأردن دوره في منح أبناء شعبنا الفلسطيني المقدسي جواز سفر أردني مؤقت،ولكن حتى هذا الجواز توجد الكثير من المنغصات في الحصول عليه،ويدخل الفساد والرشاوي والأمن في منح الجواز من عدم منحه،لعدد ليس بالبسيط من المواطنين المقدسيين،جلهم ممن كانوا أسرى ومعتقلين في سجون الإحتلال،وكأن نضالهم أصبح تهمة يعاقبوا عليها ..؟؟،والقيادة الأردنية المسؤولة عن الأوقاف والأماكن المقدسة في مدينة القدس،واجبها في ان تسهل على سكان مدينة القدس،وان تحتضنهم وترعاهم،وأن لا تدفعهم الى خيارات صعبة فوق ظروفهم الصعبة،أي بمعنى تنفيذ المخطط الصهيوني لدفع سكان المدينة للحصول على جواز السفر الإسرائيلي،وبما يشكل خدمة مجانية لمشروع التطهير العرقي الذي يمارس بحقهم من قبل دولة الإحتلال،وما يجري من اهمال كبير لهم من قبل السلطة الفلسطينية،ولذلك نرى بقيام الحكومة الأردنية برفع قيمة الجواز الأردني المؤقت الى (200) دينار أردني،والذي يحمله فقط سكان مدينة القدس،حيث أن سكان الضفة الغربية أغلبهم من حملة جواز السفر الفلسطيني،هي خطوة ليست حكيمة ولا تصب في تعزيز صمود المقدسيين وبقائهم على أرضهم،بل ستكون لهذه الخطوة الكثير من التداعيات السلبية على المواطنين المقدسيين المثقلين بالهموم والوجع من أبناء جلدتهم فلسطينيون وعرب،ولذلك من هنا فأنني أناشد وأدعو جلالة الملك عبد الله الثاني والحكومة الأردنية للتدخل من أجل الغاء هذا القرار،وجعل رسوم استصدار جواز سفر أدني مؤقت منحة او برسوم رمزية ،دعماً ومساهمة من الحكومة الأردنية في تعزيز صمود المقدسيين.
نحن يا جلالة الملك عبدالله الثاني،نقول بأن الوحدة التي تجمع شعبينا،هي وحدة أبناء الشعب الواحد والهم الواحد والمصير الواحد والهدف الواحد،ولا ننسى لكم دوركم في خدمة ورعاية والدفاع عن المقدسات والأماكن المقدسة في مدينة القدس،وفي مقدمتها المسجد الأقصى.
المسجد الأقصى هذا الذي سعى ويسعى العدو الصهيوني،لسحب وصايتكم ومسؤولية الأوقاف الإسلامية التي أنتم مسؤولين عنها عنه،حيث مخططات تهويد الأقصى والسيطرة عليه لم تتوقف للحظة واحدة،ليصل الأمر بالمتطرف العنصري "جلعاد أردان" وزير ما يسمى بالأمن الداخلي الصهيوني للقول بأن المسجد الأقصى،هو مكان مقدس لليهود دون غيرهم من أتباع الديانات الأخرى،وهذه الوقاحة ما كانت لتكون لو كان هناك موقف عربي إسلامي موحد،وخطوات وإرادة سياسية تلجم مثل هؤلاء المتطرفين الذين يتمادون على قدسنا ومقدساتنا.
أنتم يا جلالة الملك عبد الله الثاني،تدركون مدى وحجم "التغول" و"التوحش" الصهيوني تجاه المقدسيين في الإستيطان والإستيلاء على المنازل ومطاردة المقدسيين في همومهم اليومية الإقتصادية والاجتماعية والعقوبات الجماعية،والحرمان من البناء والقيود التعجيزية عليها،وكل أشكال القمع والتنكيل اليومي الذي يمارس بحقنا،وانت اكثر من جرب ويعرف هذه القيادة الصهيونية اليمينية المتطرفة،حيث لم يجف حبر لقاءكم مع وزير الخارجية الأمريكي أنذاك جون كيري ورئيس وزراء الإحتلال نتنياهو،والذي تعهد فيه بإحترام "الأستيكو" المعمول به في الأقصى،والذي يؤكد على الوصاية الأردنية عليه وحق الأوقاف في الإشراف والتحكم بكل ما يجري في الأقصى وبواباته،ومن يسمح له بالدخول او الزيارة من عدمها،ولكن لم يجر الإلتزام بما جرى الإتفاق عليه،حيث كثف المستوطنين من اقتحاماتهم للأقصى،ومن الحفريات حوله وأسفله وإقامة المزيد من الأبنية التلمودية حوله،وليصل الأمر حد عقد اجتماع في "الكنيست البرلمان الصهيوني،بحضور عدد من وزراء دولة الإحتلال من ضمنهم المتطرفين اوري أرئيل وزير الزراعة وجلعاد أردان وزير الأمن الداخلي والمتطرف العنصري متزعم عمليات الإقتحام للأقصى "يهودا غليك" وآخرين،حيث طالبوا برفع الوصاية الأردنية عن المسجد الأقصى،بإعتبار انه مكان مقدس لهم،والحديث هنا يجري عن ما يسمى بجل الهيكل المزعوم.
إن القرار برفع رسوم جواز السفر الأردني المؤقت لحملته من سكان القدس وبهذه الزيادة الكبيرة،لا يصب في خدمة بقاء المقدسيين في المدينة وتعزيز صمودهم على أرضهم،ولا يصب أيضاً في الدور الكبير المامول منكم في حماية القدس والمقدسات من خطر التهويد والأسرلة،بل هذا القرار يا جلالة الملك يصعب ويعقد من ظروف المقدسيين المثقلين بالهموم والضغوطات الكبيرة،وربما يكون له تداعياته الخطيرة بالدفع بنسبة ليست بالبسيطة من السكان القدس للحصول على جواز سفر اسرائيلي،بحيث يصعب من أي حل سياسي قادم،يقول بعروبة المدينة وإسلاميتها،ونحن ندرك بأن المحتل يسعى لكي تكون القدس مسرى الرسول وقبلة المسلمين الأولى،عاصمة ليس لدولته،بل لكل يهود العالم،ولذا نحن نتأمل منك يا جلالة الملك عبد الله الثاني التدخل شخصياً من أجل الغاء زيادة الرسوم على استصدار جوازات سفر مؤقتة لأبناء مدينة القدس،بل كلنا أمل بأن تصدروا مكرمة ملكية،بجعل رسوم استصدار جوازات سفر أردنية مؤقتة للمقدسيين منحة ومكرمة من جلالتكم والحكومة الأردنية،وكذلك نرجو ونامل منكم التدخل لوقف "تغول" الأجهزة الأمنية على المواطنين المقدسيين وتسهيل حصولهم على جواز السفر الأردني المؤقت،فيكفي ما يتعرض له المواطن المقدسي ذل وإمتهان للكرامة من المحتل الصهيوني.
بقلم/ راسم عبيدات