ينطلق المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية اليوم في طهران بمشاركة وفود من أكثر من 80 دولة بينها سورية إضافة إلى وفود برلمانية وشبابية ومنظمات غير حكومية وقوى المقاومة.
توقيت عقد المؤتمر مهم جداً في ظل « الربيع العربي « واستمرار المحاولات الصهيونية الإمبريالية الرجعية لجعل القضية الفلسطينية حبراً على ورق التاريخ، وهي مؤامرة يتساوق معها نفر من أبناء جلدتنا الذين يتوهمون بأن تقادم الزمن سوف يمحو الجريمة وآثارها من ذاكرة الأجيال.
لطالما وقفت الجمهورية الإسلامية في إيران منذ انتصار ثورتها المباركة مع الشعب العربي في فلسطين دعما لحقوقه العادلة في تحرير وطنه المغتصب وعودة لاجئيه إلى ديارهم، يأتي هذا المؤتمر اليوم ضمن هذه الإستراتيجية قولاً وفعلاً، إثباتاً بأن الاحتلال الصهيوني لا يزال العدو رقم واحد وأن طهران هي الحليف الحقيقي لهذا الشعب وللأمتين العربية والإسلامية وليست عدواً لها كما يُراد لها أن تكون.
ينبغي التأكيد هنا أن المراد من مؤتمر طهران، البحث في أساليب مبتكرة لوضع إستراتيجية تتناسب مع التحديات الراهنة واللاحقة بعيداً عن جعجعة الشعارات التي لا نرى طحنها إلا بما يخدم أجندات باتت تتحدث عن أهدافها القريبة والبعيدة صراحة خدمة للإستراتيجية الصهيونية.
بالقراءة الفاحصة فإن التحولات الدولية الجارية ليست في مصلحة القضية الفلسطينية بالمدى القريب، في ظل محاولة تفكيك الإقليم، وإعادة بنائه وفقاً للمصالح الصهيونية والإمبريالية المعادية، والعمل على تقسيمه إلى فسيفساء إثنية فيما لو تدحرجت الأحداث الإقليمية، وانتصر الإرهاب المفرخ بلبوس حديث أساسه شعارات (الحرية والديمقراطية والتعددية والقضاء على الفساد..).
إن دعم (الانتفاضة، الهبة الشعبية، المقاومة) الفلسطينية، لا خلاف على المصطلح ومدلولاته، يتطلب وضع محددات وآليات واضحة في مواجهة معسكر الأعداء وذلك عبر ما يلي:
1- التأكيد مجدداً أن القضية الفلسطينية في الأصل هي جوهر الصراع في المنطقة ومركز التحركات الدولية، بل إنها جذر معظم أزمات المنطقة ومشكلاتها.
2- التأكيد على إستراتيجية تحرير فلسطين كل فلسطين ورفض أنصاف الحلول والتسويات المشبوهة.
3- رفض كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني والذي تسارع كثير من الرسميات العربية والأحزاب والجهات الإقليمية والدولية إلى تكريسه عبر اتفاقيات ومعاهدات كلها تصب في مصلحة المشروع الصهيوني.
4- تقديم السلاح المتنوع إلى المقاومة الفلسطينية وفتح الحدود أمامها وتوسيع رقعة المواجهة مع العدو الصهيوني.
5- تقديم جميع أنواع الدعم والخدمات إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في فلسطين وخارجها وتعزيز صمودهم في وجه محاولات تذويبهم والقضاء على المخيم الفلسطيني كأحد مرتكزات استمرار الصراع الوجودي وإبقاء القضية الفلسطينية حية ما دام الصراع مستمراً.
6- دعم الدول التي تساند الشعب الفلسطيني وانتفاضته ومقاومته وفي مقدمها الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية في إيران وكذلك حزب اللـه في لبنان وكل أحزاب وحركات التحرر في العالم.
7- تعزيز دور الإعلام المقاوم (صحافة مكتوبة وإذاعات وفضائيات ومواقع إلكترونية وأدبيات أخرى) في مواجهة إعلام التحريض على الفتنة والطائفية وتقسيم وتفكيك الدول والقضاء على القضايا العادلة.
8- لذلك ولتحديد المسار الصحيح للصراع يجب وضع الخطط والبرامج الآنية والمستقبلية وتطبيقها وفق متطلبات كل مرحلة، بعدما بات النقاش في اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني مسموحاً ووعد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إليها وفي ظل استفحال دور الغول الاستيطاني الصهيوني وتقسيمها إلى شرقية وغربية، الأمر الذي يستدعي إعادة البوصلة إلى جهتها الحقيقية.
تلك هي محددات دعم (الانتفاضة، الهبة، الثورة، المقاومة، القضية) الفلسطينية، الأرض والإنسان، ومن طهران تأتي دلالات التوقيت والمكان والرسائل.
بقلم/ نعيم إبراهيم