مؤتـمـر اسطـنبول و تدمـيـر منـظـمة التحـرير ..!!

بقلم: عادل أبو هاشم

قد يقال الكثير من الأكاذيب قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حقيقة ما يحدث في " منظمة التحرير الفلسطينية "، و حقيقة " غـربان التصفية " من الناعقين باسمها الذين يستميتون لطمس ما حافظت عليه المنظمة طوال أكثر من أربعة عقود ــ رغم المؤمرات والانشقاقات ـــ من أن " المنظمة " رقم لا يقبل القسمة .!!

وكيف أصبحت المنظمة رقماً قابلا للقسمة والطرح والضرب بكل ما يخطر في البال ، و طيرًا جريحاً يرفرف ودمه ينزف في سماء الوطن ، ويبحث عن غصن يقف عليه ، والجميع يطلق الرصاص لقتل هذا الطير الفلسطيني قبل أن يجد الشجرة التي يجعل منها قاعدة للتمسك بالثوابت والانزلاق بالقضية الفلسطينية نحو مزيد من السقوط كما يزعم تيار الناعقين بخرابها.!

المتباكون والنائحون والمولولون ضد الجهود الوطنية و الصادقة لعقد المؤتمر الشعبي لفلسطيني الشتات في مدينة اسطنبول لاستعادة الحراك الشعبي الفلسطيني لزخمه ، و تأكيد الثوابت الوطنية في تحقيق العودة الشاملة و استعادة المقدسات تحت ذريعة أن هذا المؤتمر يهدف لايجاد بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية هم أناس يدعون الوطنية.. وليسوا بوطنيين..!!

والذين أدانوا وشجبوا واستنكروا وألقوا بالتهم جزافاً ضد القائمين على المؤتمر هم أشخاص يدعون المقاومة.. وليسوا بمقاومين ، ويدعون الصدق.. وليسوا بصادقين..!!

والذين هددوا وتوعدوا بالويل والثبور وعظائم الأمور و مهاجمة المؤتمر ــ حتى قبل انعقاده ــ هم أناس يدعون الطهارة.. وهم ملوثون ، ويدعون الشفافية.. وهم باطنيون..!!

عن أي منظمة تحرير يتحدث هؤلاء والتي هي عند أغلبية الشعب الفلسطيني بحكم " الميت سريريا " منذ أن تولى السيد محمود عباس رئاستها في عام 2005 م ، و الذي أصبح المشهد الفلسطيني في وجوده حالة من القهر والبؤس والكمد والغم والحزن المختلط بمهرجان تعهير القضية ، و نهب الوطن وتدمير اقتصاده ، وطمس هويته النضالية الممتدة على مدار قرن من الزمان .؟!.!

فمنذ تولي محمود عباس السلطة وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة فــتـح وهو يعمل بشكل ممنهج على تدمير المنظمة وحـركة فــتـح ، باتخاذه القرارت الفردية وبتجاوزه كل القوانين الوطنية .!

و أصبحت " حـركة فـتـح " التي سيطرت على المنظمة منذ 1968م ، و ظلت تسيطر حتى الآن على كافة مفاصلها وعلى صناعة القرار فيها هي نسخة "بدل فاقـد " عن المنظمة ، وقد نصت اتفاقية القاهرة عام 2005م ، ووثيقة الوفاق الوطني عام 2006م ، واتفاق مكة عام 2007م ، واتفاق المصالحة عام 2011م ، على إعادة بناء وتفعيل المنظمة لتشمل أطياف الشعب الفلسطيني كافة، لكن أياً من هذه الاتفاقيات لم تنفذ حتى الآن ، فمحمود عباس وحـركة فــتـح لم يبديا أية جهود حقيقية لاستيعاب باقي مكونات الشعب الفلسطيني وفصائله بما يتوافق مع أحجامها السياسية والشعبية ، بينما تضاءلت المنظمة وضمرت ، لتصبح على مقاس" حـركة فـتـح " أكثر منها على مقاس الشعب الفلسطيني .!

وأصبح الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره يصحو كل يوم على " فضيحة " مجلجلة، أبطالها أطراف في ما تسمى بـ " السلطة الوطنية الفلسطينية "، فلا يكاد يمر يوم، إلا ونسمع عن فساد أخلاقي أبطاله مسؤولون في السلطة، أو فساد مالي متجذر ومتغلغل في أركان السلطة منذ سنوات، دون ان نسمع صوتا لـ " غـربان التصفية " يطالب بمكافحة لهذا الفساد أو تطهير لأركانه، والسبب أن الغالبية من قادة السلطة مشارك فيه.!

و باتت فضائح السلطة تزكم لا أقول أنف الشعب الفلسطيني المقاوم والصابر بالداخل والخارج ، إنما باتت تزكم أنوف كل الشعوب العربية ، فلم يعد الأمر مقتصرا على جانب أو أفراد، أو حالة استثنائية ، إنما بات الأمر يمارس علانية .!

لقد صمت " غـربان التصفية " صمت القبور عندما ارتهن رئيس المنظمة القضية الفلسطينية ، وامتطى مسار النضال الفلسطيني طوال السنوات الماضية ، فصال وجال مستهتراً بشعبنا ونضالاته ، وغير مسار هذا الشعب من نضال و مقاومة وجهاد واستشهاد إلى شركة خاصة له و لأبنائه تحمي مراكزهم التي أوجدوها ، وامتيازاتهم التي سلبوها من قوت الشعب ، و استمات في جعل منظمة التحرير كيان ضعيف باتخاذه قرارات هدفت إلى تحطيم منظمة التحرير ــ هذا الصرح الذي أسسه عظماء لطالما عرفوا بدفاعهم المستميت عن القضية الأزلية ــ ، وخلق أزمة فلسطينية داخلية عامة للتلهي بها عما جرى و سيجرى من اختراقات قاتلة في سياق التفاوض مع العدو على القضايا الهامة والتاريخية .!

و لم نسمع لهم صوتا عندما أسقط شعبنا في حفرة " أوسلو " التي أسقطت حق اللاجئين والعودة ، و قطعت أوصال شعبنا الفلسطيني إلى شعوب وقبائل عدة ، ووصف جهاد الشعب الفلسطيني ضد أشرس غزوة استعمارية استيطانية صهيونية عنصرية استهدفته بالإرهاب ، وأن الفلسطينيين السبب في معاناة اليهود .!

ألم يسمع هؤلاء بالتعاون الأمني بين أجهزة السلطة " الوطنية " الفلسطينية وبين العدو الصهيوني .؟!

فما شهدته الساحة الفلسطينية من ضرب و تصفية لحركات و فصائل المقاومة والتآمر على قتل قادتها ، و تقديمهم قربانـًا لإرضاء العدو الإسرائيلي كان ــ للأسف ــ عبر قيام أجهزة أمنية بالسلطة بإمداد أجهزة العدو الأمنية بكافة المعلومات والبيانات التي تمكِّن العدو من القيام بمهمته.. باغتيال قادة الفصائل بكل

سهولة ويسر تحت شعار " التنسيق الأمني المقدس " الذي رفعه رئيس منظمة التحرير ، و أصبح من الثوابت الفلسطينية في نظر قادة الأجهزة الأمنية .!

الأمر الذي شجع رئيس جهاز المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج " جنرال التنسيق الأمني المدنس " بالاعتراف لصحيفة "ديفنس نيوز" الأمريكية بأن قواته نجحت منذ بداية " إنتفاضة السكاكين " في أكتوبر 2015 م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال ، واعتقال 100ناشط فلسطيني و داهمت عشرات المنازل و صادرت كميات كبيرة من الأسلحة خلال ثلاثة شهور .!

تعرض قطاع غزة المجاهد إلى ثلاث حروب ، ووجدنا أعضاء من منظمة التحرير من يتآمر مع العدو على إبادة القطاع وتدميره ، ويطلب من العدو أن يستمر في عدوانه على أهلنا في القطاع الصامد، وعدم إيقافه لحين استسلام المدافعين والمقاومين فيه .!

كبف صمت " غـربان التصفية " على قيادات ساهمت في التحريض على حصار أكثر من 2 مليون من أبناء شعبها إلى درجة الموت ، بل و تطلب و تتوسل من العدو الصهيوني تدمير قطاع غزة على روؤس أبنائه لأنهم فضلوا المقاوم على المساوم .؟!

ألم يظهر رئيس منظمة التحرير على التلفاز المصري وهو يفاخر بأنه صاحب فكرة إغراق حدود رفح بمياه البحر ، و ليقر بتواطئه مع السلطات المصرية بإغراق الحدود بين فلسطين ومصر بمياه البحر للقضاء على الأنفاق .!

ألم ترفض السلطة الكشف عن الشخص الذي باع الرئيس ياسر عرفات من أفراد طاقمه إلى العدو الإسرائيلي ، وليت الأمر توقف عند ذلك بل غطت على الجريمة بتبرئة العدو من هذه التهمة المثبتة عليه .!

لماذا التزمت المنظمة و حـركة فـتـح الصمت عندما أصر رئيس المنظمة على تأخير إعادة إعمار قطاع غزة ، ويوم تم حرمان أكثر من خمسين ألفا من المجاهدين والموظفين من رواتبهم في غزة تحقيقا لسياسة التجويع التي يمارسها العدو الاسرائيلي .!

و عندما استغل رئيس المنظمة سلطته المطلقة في الكهرباء للضغط على غزة للتنازل عن مشروع المقاومة ، والتمكن من غزة أمنيًا واقتصاديًا ليستأنف تعاونه الأمني مع إسرائيل في القطاع كما يمارسه في الضفة الغربية .!

إن المطلوب من المشاركين في مؤتمر اسطنبول أن يسقطوا البقية الباقية من " ورقة التوت " عن " غـربان التصفية " في رام الله الذين يقتاتون على موائد الاسرائيليين ، ويتاجرون بالدماء الزكية للشعب الفلسطيني ، فقد " تعروا " تماما ، ولم تعد لهم أدنى مصداقية ليس فقط أمام الشعب الفلسطيني المجاهد ، و أبطاله و مقاومته الشريفة ، بل حتى أمام الشعوب العربية و الأسلامية .

بقلم/ عادل أبو هاشـم